عام

ماذا ستقول لحباج يا هادي ؟

أنور الصوفي

اعلامي و كاتب جنوبي
غسان حباج مدرس بإحدى مدارس لودر تخرج في كلية التربية لودر وتوقف في طابور القيد حتى جاء دوره وتوظف واستبشر خيراً فالحلم الذي كان في نظره مستحيلاً قد أصبح حقيقة معاشة ، توظف غسان وأشفق على من سيأتي بعده ، مرت الأيام ، وراتب الأستاذ غسان لم يتحرر منذ توظيفه ، صبر غسان وعاش على أمل أن تتحسن الأوضاع ، ولكن المصيبة أن تلاميذ غسان تعسكروا واستلموا من أول شهر راتباً يفوق راتب معلمهم غسان ، فراتب غسان الأستاذ لا يتجاوز الأربعين ألفاً بينما راتب تلاميذه فاق الستين ألفاً ، فعلم الأستاذ غسان أن الموازين قد اختلت ، وأن الحكومة تعيش سكرة المليارات ، ولا تفكر في موظفيها ، وأن ديدنها انحصر في تقاسم الدولارات بين وزراءها ، فماذا سيقول هادي عن وضع الأستاذ غسان ؟ ففي عهد هادي أصبح الأستاذ يقترض من تلميذه ، وما وضع الأستاذ غسان حباج إلا رمز من رموز الوضع المزري الذي وصلت إليه البلاد ، فالمعلم في وطني لا قيمة له ، ألا يعلم هادي وبن دغر ولملس أن المعلم أضحى في أدنى درجات الرواتب ، وأخذ الوطن يئن من هذه الفوضى ، ألا يعلم هادي أن الأوطان لا ترقى إلا بالعلم ولا تبنى إلا بالمعلمين ، تاهت سفينة هادي ولن تجد طريقها ألا إذا استرشدت بنور المعلم ولن ترقى دولة هادي إلا بمعلميها ، فماذا سيقول هادي لحباج الذي لم يكن إلا رمز لكل معلم في هذا الوطن المنكوب ، هل سيتشرف هادي ويصدر قراراً ينصف شريحة المعلمين ؟ وهل سيأتي اليوم الذي سيتفوق فيه الأستاذ غسان حباج على طلابه ؟ انتظروا معي قرار هادي ، فربما سيأتي اليوم الذي يوقع فيه هادي على إنصاف المعلمين ، انتظروا فإني معكم من المنتظرين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى