عام

جبهة ثره .. صمود وبسالة وشجاعة !

فهد البرشاء

كاتب جنوبي
صمود وبسالة وشجاعة وقتال دون خوف أو وجل أو تردد، وتحدـ للواقع رغم قسوته، وللطبيعة رغم وعورتها ،هناك في ثره لا تسمع إلا لعلعة الرصاص ، وهدير المدافع والدبابات والهاونات،وتكبيرات الأبطال ، في محكاة للنفس وتحد للذات وللواقع، وكل هذا وذاك لله جل في علاه..
 
رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه، منهم قضى نحبه ومنهم ينتظر ويسير على خطى الأبطال والشهداء ومابدلوا تبديلا، لم تلههم ملذات الحياة ، ولم تغرهم ريالات الدولة البائسة الهزيلة التي يستأثر بها الفاسدون، ولم تزعزهم الخطوب أو المنايا، أناس لايعرفون من موائد المسئولين سوى أسمها، ومن ريالاتهم سوى رسمهم..
 
هناك في (ثره) أبطال يلتحفون السماء ويفترشون الأرض، ينامون على صوت الرصاص ويستيقضون على وقع هدير (الهاونات)، حياتهم نذورها لله وحملوا أكفانهم على (أكفهم)، يعلمون أن الموت في هذه الجبهة أقرب من الحياة ومع ذلك تركوا (فلذات)أكبادهم وذويهم..
 
حينما تشتد (المعارك) ويحمى وطيسها لايفكرون البتة في الهروب أو التراجع، بل يبحثون عن إحد (الحسنيين) إما النصر أو (الشهادة) فهم يدركون أن لامعنى (للحياة) ولن يطيب المقام فيها طالما وأذناب أيران والمجوس يصوب أسلحتهم صوب أهلهم (ويعيثون) في الأرض الفساد،ولهذا فجل همهم أن يجتثوا شجرة (الخبث) والخساسة من جذورها، حتى وأن تساقطوا فداء لهذه الأرض الطيبة الواحد تلو الآخر..
 
وبالمقابل هناك دولة نائمة وحكومة غائبة ورئاسة تائهة لاتعي مايدور ولا تدرك حجم المعاناة التي يرزح تحتها أبطال جبهة (ثرة) المتعففون الذين لم يسألوا هذه الدولة (إلحافاً) ، رغم علمها أن الرجال والأبطال يواجهون هذا الخطر وهذه الفئة الضالة بإمكانيات بسيطة جداً وشحيحة..
 
بالمقابل يوزع الرئيس وزبانيته المال هنا وهناك بينما جبهة ( ثرة ) تحتاج لأقل القليل مما يُصرف هنا وهناك، ويجيشون الجيوش الجنوبية ويرسلونها لتحرير مناطق الشمال بينما جبهة ثرة (خط) مواجهات ساخن ومفتوح منذ عامين ونيف..
 
ليعلم الرئيس ومن على شاكلته أن أبطال جبهة (ثره) صامدون هذا الجبل الشاهق العملاق الذي أحتضنهم منذ سنتين ونيف، وأنهم قد نذورا أنفسهم لله ثم للدفاع عن الدين والأرض والعرض، وسيخلد التاريخ هذه البطولات بأحرف من نور لهم ولتضحياتهم، ولن ينسى المتخاذلون وسيظل تخاذلهم وصمة عار على جباههم، ولن ترحمهم الأجيال المتلاحقة والمتعاقبة..
 
تحية حب بحجم هذا الكون الفسيح لكل الشرفاء والأبطال في جبهة ( ثره)، أصبروا ورابطوا والنصر حليفكم بإذن الله..وتعساً وسحقاً لكل المتخاذلين والخونة والمرتزقة ..
27 يونيو2017م

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى