مقالات

عفوا أيها الاستاذ…!!

ياسرمنصورابوعمار

كاتب وناشط اعلامي جنوبي
وانا اتحدث عن الغش في بلدي الجريح فتأتيني الحروف ذليلة منكسره كذلك المراقب الذي يتجول وسط القاعه ولايملك غير أن يتناسى كل قيمه التربويه ويلبس ثوب الغباء ليصبح أعمى البصر والبصيره فلا يشاهد عنفوان الغش والفساد داخل لجنته.
أيها الساده الغش أصبح ثقافة مجتمعيه تتسع عاما بعد عام مصطحبة معها جديد التكنولوجيا متقوية بأوضاع البلد المترديه،يتسابق فيه وجهاء القوم ومترفيه لينتج جيلا مشلول الفكر ميت العطاء تجمدت فيه دماء الابداع..
وانا اتحدث عن الغش فتتابع الكلمات لتتراص امامي ولكنها خائبة كخيبة ذلك الاستاذ المتخصص بمادة اليوم المنزوي في اقذر بقعة داخل حوش المدرسه ومن حوله مرافقي الطلاب وابائهم ويدسون في جيبه قليلا من النقود التي اشتروا بها ماتبقى من كرامة لمعلم الاجيال..
واحر قلباه على جيل ترعرع ونشأ متسلحا بالغش ممتطيا على هامات تربويه جعلت من البؤس ذريعة لبيع قيمها العلياء ومبادئها الساميه.
وليس بأحسن حالا منهم رؤوساء المراكز الاختباريه الذين يتشدقون داخل اللجان بالتهديد والوعيد ثم إذا خلوا بشياطينهم من مراقبي اللجان أوحوا إليهم أجمعوا منهم لنا ثم بيعوا قيمكم كيفما شئتم خلف ابواب اللجان.
يتظاهرون إدعاء بتحقيق العداله فيعمموا حالة الغش للجميع وإنها أقذر عدالة لوكانوا يفقهون ، ولا يعلم اولئك أنهم بفعلهم هذا قد قتلوا روح الابداع والمنافسه داخل نفس ذلك الطالب المتسمر فوق كرسيه وهو يشاهد سهر الليالي وجهد أغلى الساعات التي أهدرها طوال العام في تحصيل وتركيز ومذاكرة ومراجعه ويشاهد تلك الهامات التربويه التي غرست فيه قيم العلم والمجد وهي تتسابق لخدمة ابن فلان او ابن علان يتجولون حوله كلصوص ليسرقوا منه اجابة سؤال او حل مسألة ترغيبا وترهيبا…
تأتي اختبارات الثانويه العامه لتحول قطيعا من التربويين الى لصوص إجابات وكتبة غش ومرافقين لأبناء المشائخ والمسؤلين ، وكما أنها تأتي اليهم كموسم لبيع كل مايملكون من أخلاقيات العلم فإنها تأتي إلينا ككابوس مرعب نشاهد من خلاله مجتمعا يشارك الجميع فيه لإغتيال معاني العلم وقيم التعليم فلا نملك غير أن نردد
ولو أن أهل العلم صانوه صانهم
ولو عظموه في النفوس لعظما……

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى