آراء جنوبية

لا ترمى إلا الشجرة المثمرة

فؤاد داؤود

كاتب وناشط جنوبي
في كل زمان و مكان نجد الكثيرين من أولئك الذين يجدون نقصآ في تركيبتهم الإجتماعية فيتصرفون تصرفات خارجة عن المألوف وبعيدة كل البعد عن الواقع على غرار المثل القائل خالف تعرف فنراهم لا يجيدون إلا الرقص خارج الحلبة لا هم لهم إلا لفت الأنظار إليهم مهما كان فيما يقدمونه من نشاز و كيفما كانت نظرات الآخرين إليهم وإن انتابها الإستهجان والإزدراء والسخرية و الإستهزاء لأنهم قد استمرأوا هذه الحياة و ذابوا عشقآ فيها لمداراة ما يشعرون به في دواخلهم من تناقضات ونواقص تجعلهم يتمسكون بمثلهم الذي قد اختطوه لأنفسهم ولا يمكنهم التخلي عنه فقد وجدوا فيه ضالتهم المنشودة لإرضاء ذواتهم السوداوية وملأ الفراغ الذي يشعرون به في تركيبتهم النفسية والإجتماعية فجعلوا نصب أعينهم مثلهم الأسمى الذي كيفوا عليه دروب حياتهم ليواصلوا المشوار الذي رسموه لأنفسهم بما يتلاءم وطبيعتهم السلوكية والنفسية المضطربة ذلك المثل القائل الذي لا يذكر يفعل منكر وهذا ما يتماهى وطبيعتهم الفيسلوجية لإرضاء غرورهم بأن يصنعوا لأنفسهم شيئآ من لا شيئ دون مراعاة لأي اعتبارات أخرى مهما كلفهم ذلك مما تلوثه تصرفاتهم الرعناء في الحياة العامة
وهؤلاء كثر ونجدهم هنا و هناك في مختلف مناحي الحياة يحاولون بكل شغف ونهم إشباع نفسياتهم المريضة وذلك بإثارة الفتن والفوضى وخلق الشائعات المقرضة و إفساد حياة الآخرين بما يقومون به من أعمال و تصرفات كتابات رخيصة ودنيئة لا تخدم إلا أعداء الوطن و الأمة
و قد ظهرت لنا هذه الأيام ثلة من هؤلاء ممن يحسبون أنفسهم على حملة الأقلام الشريفة وبدأوا يعيثون في الأرض فسادآ تحت مسمى حرية الفكر والكلمة والرأي والرأي الآخر لينفثون سمومهم بين أعضاء الجسد الواحد و إثارة المناطقية والجهوية والنعرات الإقصائية و التهميشية التي قد انطوت صفحتها في جنوبنا العربي الحبيب وولى زمنها إلى غير رجعة منذ أمد بعيد وبات الشعب يدرك تمام الإدراك كل هذه الأساليب الملتوية الهدامة التي لا يراد منها إلا زعزعة البنيان المرصوص
إلا أن الأخطر في هذه المسألة اللا أخلاقية هو التعرض لبعض الشخصيات و الرموز الوطنية و النضالية الصلبة التي لها صاع وباع في الحركة التحررية و المقاومة الجنوبية الباسلة في جنوبنا العربي الغالي و ما وصولهم للمجلس الإنتقالي الجنوبي إلا تتويجآ لثمرة نضال مريرة اجترحوها في الساحات والميادين و مواقع الشرف و البطولة نصرة لشعب الجنوب العربي الأبي الذي هم منه و إليه قدموا من خلالها كل غال و نفيس من أجل الوصول بجماهيرنا الشعبية الثائرة إلى غايتهم المنشودة في التحرير و الإستقلال وبناء الدولة الجنوبية الفدرالية الإتحادية الديمقراطية الحرة المستقلة
إلا أن مثل هؤلاء الهائمون بالسباحة في الأوحال والمستنقعات لا يحلو لهم إلا تشويه كل ما هو جميل و تعكير صفو الماء العذب الزلال من أجل زعزعة الصف الجنوبي و تشويه رموزه الوطنية الشريفة الشجاعة الصلبة متناسين أن مثل هذه الأساليب المبتذلة باتت مكشوفة عند كافة أبناء الشعب الجنوبي الثائر و لم تعد تنطلي عليه مثل هذه الإرهاصات المشبوهة من قريب أو بعيد فقد بلغ من الوعي ما يجعله يميز بين الطيب والخبيث
فلتذهب كلماتكم الركيكة المجزأة إلى الجحيم و لتخرس أصواتكم الجوفاء فهي كالطبول الخاوية يذهب صداها أدراج الرياح وسيأتي اليوم الذي تكمم فيه أفواهكم النتنة و يرمى بكم في مكانكم الطبيعي الذي ينبغي أن تكونون فيه و هو مزبلة التاريخ ملاذكم ومستقركم الأبدي فترهاتكم الحمقاء قد عفا عليها الزمان لإدراكنا جميعآ أنه لا ترمى إلا الشجرة المثمرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى