آراء جنوبية

نبارك مقدما نجاحكم بالغش وعظم الله اجر تعليمنا الجنوبي

جمال مسعود

ناشط تربوي جنوبي
انه لمن حسن الحظ اعفاء الكثير من المعلمين والمعلمات من المشاركة في الاشراف والمراقبة لامتحانات الثانوية العامة والتي اخذت تنحو منحى متوحش تستباح فيه مكانة التعليم وسمعته وتستخدم في سبيل الغش كل الوسائل الممنوعة والرخيصة والاجرامية ويشارك في هذه الجريمة بعضا من لابسي الاناقة والشياكة رابطي الكرفتة ومدخني السيجار وماضغي التنبل ولابسي القمص ولابسات البراقع. ووجهاء القوم والمسئولين التنفيذيين وحماة الديار حاملي البنادق حماة الخنادق ، وكذا رؤساء شعب وموجهين ومشرفين واولياء امور حقوقيين وقانونيين واطباء ومهندسين ومدراء دوائر ومؤسسات تحت مبرر ات اوهى من بيت العنكبوت ، ان التلميذ الشاطر والطالبة المتفوقة لايكون الحرص على تفوقهما اوحصولهما على معدل مرتفع في الثانوية العامة بالاستماتة في الغش وتوفير كل وسائلة القديمة والعصرية الرأسية او الافقية ،
ان تفشي ظاهرة الغش الارهابية المروعة اصبحت مخيفة وخطرة على سلامة ارواح لجان المراقبة والاشراف المنضبطة بالقيم السلوكية الطبيعية التي حرصنا كمعلمين على غرسها كقيم اخلاقية ودينية نربي الطلاب في المدارس عليها ، وصرنا بسبب هذا المنحى المجتمعي الغريب نستلم رسائل تهديد بالاعتداء الجسدي على مراقبين من النمط الجنوبي القديم من قبل قوى ارهاب الغش المجهولة والتي تقاتل من اجل تدمير القيم التربوية في النفوس الطيبة والمخلصة
كما أن الاغراءات المادية هي احدى وسائل التخريب لقيمة الاخلاص التربوي ،و تحت مبرر الظروف الصعبة التي تمر بها البلد و ايضا تدهور الوضع الامني والحالة المعيشية الصعبة صارت كلمة حق يراد بها باطل ، فتحولت الى مظلة تمارس تحتها الدناءة واهانة التعليم والمعلم في افضع صورة للجريمة بحق التعليم في عدن والجنوب على الاطلاق
على الوزارة القادمة للتربية والتعليم ان تدرس بعمق مدى خطورة الانهيار القيمي لمفهوم النجاح وكيفية الحصول عليه في المجتمع و على وزارة التربية والتعليم الاستعراضية بطاقمها الانيق آخرشياكة عليها ان تخجل وتحد من الاستعراض في التصوير للزيارات التفقدية والتدشين والنزول الى المراكز بتلك الصورة الزائفة والمعبرة عن فرط التخوف والاضطراب الشكلي الظاهر بالصورة المخجلة ، فبعد خروج الكاميرا ولا اقول الوفد لان الوفد الزائر ليس بيده شيئ. فبمجرد خروجه يعود النهش والالتهام للقيم التربوية وتنتهك حرمة التعليم في قاعة الامتحان فتتحرك بحرية وأمان مظاهر الاخلاق الفاسدة (( الغش المرخص)) لتستكمل الاهانة بعد ذلك بمهزلة اخرى كوميدية يطلق عليها لجان التصحيح للاختبارات ثم تتجلى الصورة الآخيرة بحفلة فنية رائعة باعلان اللجنة العليا للامتحانات لنتيجة الغش النهائية بفوز العشرة المتضررين الاوائل في. . . … والذين يتم البحث عنهم بلجنة الخبراء لفرزهم من بين اوائل الغش الجدد وهم بالمئات
عام بعد عام من الانتهاكات والعدوان السافر على التعليم وسمعته بوجود وزارة ووكلاء ومكاتب وادارات ونفقات وميزانيات وتبادل خبرات ولجان حماية الاختبارات المستسلمة للغش والفاشلة امامه
اين المجتمع الحضاري من هذه الجريمة البشعة بحق التعليم …. ? لماذا التملص والتواري عن الانظار والاختباء خلف الاعذار …. ? لماذا سكت المنبر وخرص اللسان … ? لماذا صرنا نخجل او نخاف من مواجهة آفة الغش … ? وفي ظل وجود قوات التدخل السريع ومكافحة الارهاب الفكري والحزام الامني والتشكيلات العسكرية ورجال المقاومة والمديريات والعلماء والخطباء والوعاظ والمرشدين والمتفرجين والمشجعين وجميع المشاهدين لاستباحة هيبة التعليم وحرمة العلم ومكانة المعلم هذه والله مهزلة … ونقول الحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به كثير من الناس ، هاهو التعليم الاستعراضي المزور يحل محل التعليم الحقيقي القوي في الجنوب فمبارك عليكم النجاح قبل اعلان النتيجة اذ لايوجد احد فاشل الا التعليم في البلاد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى