مقالات

السياسي يتاجر و التاجر يتسايس

 
[su_label type=”info”]بقلم / نايف المهندس
رأس المال جبان و لا ينبغي للتاجر ان يكون سياسياً الا في ما ندر و لا يجوز للسياسي ان يتاجر بمقدرات البلد .
 
لاحظنا في الفترة الاخيرة تسايس بعض التجار دون سياسة تحت معتقد انهم بما اتاهم الله من مال (على سبيل الابتلاء ربما لا على سبيل الرزق ،)يستطيعون شراء الذمم و في ذات الوقت هم لا يدرون شيء و لا يدرون ان السياسة علم بحد ذاتها و الاقتصاد علم منفصل و لا يلتقيان الا تحت مفردة كبيرة جدا هي الاقتصاد السياسي الذي لم يسمعون به حتى و تلك مفردة تحدد مصائر دول .
 
كل مافي الامر ان السياسة ليست محرمة على التجار و لكن اغلب من تسيسوا منهم لا يفقهون شيء في السياسة و يظنون انها تخضع لقانون البيع و الشراء و العرض و الطلب اقول لهم كفاكم فأرواح الناس ليست بضاعة بمستودعاتكم .
 
في التاريخ البعيد و القريب لم يشعر بالناس الا السياسي المخلص الذي جاء إلى السلطه من بين أوساط الناس و هو لا يملك شيء ثم يمضي و هو لا يملك شيء .
 
اختلطت الاوراق لدينا فأصبح التاجر يتسايس ليكسب أكثر و السياسي يتاجر ليكسب أكثر على حساب المساكين من السواد الأعظم الذين طحنتهم الحروب و الأزمات التي كان سببها اما  سياسي تاجر أو تاجر سياسي .
 
سأحترم التاجر الذي يفكر كيف يجمع أهل صنعته لتشغيل الغرفة التجارية و توفير مايمكن توفيره من بضائع بالتنسيق مع السلطات و البحث عن السبل السهلة لتحريك الاقتصاد .
 
لكنني لن احترم التاجر الذي يبدد امواله لنشر الصور و اللافتات  لفلتان من الناس لأغراض سياسية دنيئة و اعادة تحريف اسماء الشوارع في بلدي .
 
نتمنى ان نفصل بين التجارة و السياسة كما فصلت أوروبا بين السلطة و الكنيسة بعد ظلمات العصور الوسطى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى