آداب و ثقافة

يوم من الغرام

 

قصة: خلدون البرحي

بعد أسابيع من محاولاتي للوصول إليها، سنحت لي الفرصة بعرض مشاعري لها، وتفاجأت أنها كانت تحمل لي نفس المشاعر، وافقتني وعينيها تكاد تفيض من الدمع، لم يتأخر تواصلنا كثيرا، وغرقنا في أحاديث العشق والغرام، ومن لحظاتنا الأولى رسمنا طريق علاقتنا وما ستكون عليه نهايتها الحتمية. الهاتف كان وسيلة تواصلنا الوحيدة، ومنذ اللحظات الأولى من بوحنا بمشاعرنا لم يكد الهاتف أن يتوقف عن الاتصالات، والرسائل النصية، ورسائل برامج التواصل الاجتماعية، حتى أنني كنت أخاف من نفاذ البطارية لهذا حرصت أن يبقى الهاتف ممدوداً بالشاحن طوال ذلك اليوم، وأنا جالس إلى جانبه كأنني انتظر اتصالا مهماً يتعلق بمستقبلي، أو اتصالاً يحمل خبراً جلل، تواصلنا لم ينقطع في ذلك اليوم إلا لضرورات الصلاة أو دخول وجبات الطعام، باغتني الوقت، وأدركت أن عقارب الساعة أوشكت على أن تعلن الثالثة فجرا، هنا اتفقنا على أن نُغلق الهاتف، ونعاود التواصل بعد أن نستيقظ من النوم، ولأنني سهرت إلى وقت لم اعتاده سابقاً، غطيت بعده في نوم عميق، صحوت في منتصف النهار، وأول ما قمت به وأنا مازلت على فراشي، 

تناولت هاتفي والسعادة تغمرني بعودة التواصل مع حبيبتي، ونشوة الفرح جعلتني أتوقع وصول رسائل منها تلقي فيها تحاياها الجميلة المعززة بصور معبرة ، أو تطمئن على غيابي وتأخري، ومدى طول غيابي على مشاعرها، وهي تقف على جمرات الشوق في انتظار تواصلنا. 

فتحت هاتفي وعلى شاشته إشعارات رسائل حبيبتي، فتحت ملف الرسائل وإذا هناك رسالتان، 

الأولى كانت في تمام الساعة الثامنة صباحا تقول (صباح الخير حبيبي) والثانية وصلت الساعة الحادية عشرة وفيها ( لا تحاول التواصل معي لأن اليوم ستُقرأ فاتحة خطوبتي على ابن عمي سلام) 

من شدة صدمتي تسمرت يداي وتحجرت عيناني، وارتبكت أحاسيسي، وتسمرت افكاري، وضعت هاتفي من يدي واستلقيت على فراشي مجددا، وضعت مخدتي على رأسي، وتحتها دار مادار من تفكير عن غرام كان ليوم واحد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى