الجنوب العربيتقارير

سمانيوز ترصد ردود الفعل حول استئناف العلاقات الدبلوماسية السعودية الإيرانية .. «اتفاق بكين» والملفات الشائكة بين اليمن والجنوب مصير مجهول ..!

سمانيوز / تقرير

عقب 7 سنوات من القطيعة وبعد أربعة أيام من المحادثات التي لم يُكشف عنها في العاصمة الصينية بكين أعلن يوم الجمعة الماضي الموافق ال10 من مارس 2023م استئناف العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية إيران الإسلامية والمملكة العربية السعودية وخرج للعلن بيان صادر عن الدولتين رعته واستضافته جمهورية الصين الشعبية وتناقلته وسائل إعلام عربية اتفق خلاله الطرفان على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما وإعادة فتح سفارتيهما وممثليهما خلال مدة أقصاها شهران.
وجاء في البيان أن الاتفاق تضمّن تأكيدهما على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وبهذه المناسبة قال مستشار الأمن الوطني السعودي مساعد بن محمد العيبان : يأتي ترحيب قيادة المملكة بمبادرة فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ انطلاقا من نهج المملكة الثابت والمستمر منذ تأسيسها في التمسك بمبادئ حسن الجوار والأخذ بكل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم وانتهاج مبدأ الحوار والدبلوماسية لحل الخلافات، إننا إذ نثمن ما توصلنا إليه ليحذونا الأمل أن نستمر في مواصلة الحوار البناء وفقا للمرتكزات والأسس التي تضمنها الاتفاق معربين عن تثميننا وتقديرنا لمواصلة جمهورية الصين الشعبية دورها الإيجابي. في هذا الصدد من جهته قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن السياسة مع دول الجوار، كونها المحور الرئيسي للسياسة الخارجية للحكومة الإيرانية تتحرك بقوة في الاتجاه الصحيح والجهاز الدبلوماسي يعمل بنشاط للتحضير لمزيد من الخطوات على الصعيد الإقليمي وقال كبير الدبلوماسيين الصينيين وانغ يي : هذا نصر للحوار ونصر للسلام ويقدم أنباء طيبة عظيمة في وقت يشهد فيه العالم كثيراً من الاضطرابات
وقال إن الصين ستواصل لعب دور بناء في التعامل مع القضايا الشائكة في العالم اليوم وستظهر تحليها بالمسؤولية بصفتها دولة كبرى والعالم لا يقتصر فقط على قضية أوكرانيا.

وفي ذات السياق رحب المجلس الانتقالي الجنوبي بالاتفاق وذلك على لسان متحدثه الرسمي عضو هيئة الرئاسة الأستاذ علي عبدالله الكثيري جاء فيه : وإذ يرحب المجلس بهذا التطور الإيجابي ليأمل أن يسهم ذلك في توطيد الأمن والاستقرار في منطقتنا والعالم، فإن ترحيبنا هذا ينطلق من دعوة سبق أن أطلقها الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي كان قد أطلقها مبكرا، دعا من خلالها الأشقاء في المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى الحوار واستئناف العلاقات بينهما تجسيداً لحرصنا على توطيد العلاقات بين شعوب وبلدان منطقتنا.
وفي الصدد ولأهمية الحدث وانعكاسه المتوقع على الملفات اليمنية والجنوبية الساخنة الشائكة أعدت صحيفة «سمانيوز» تقريرا رصدت خلاله ردود أفعال داخلية وخارجية وطرحت بعض التساؤلات الاتية : هل يتوقف العدوان الحوثي على الجنوب والسعودية وتحط الحرب أوزارها وتشهد المنطقة انفراجة وسلام مستدام؟ وهل تبرز مساع أو مبادرات جديدة إلى السطح مقنعة تلبي طموحات جميع الأطراف وتنهي الصراع في اليمن والجنوب على قاعدة لاضرر ولا ضرار؟

إذا كان جوهر مفاوضات السعودية وإيران أكبر من عمق الهدنة هذا أمر مقلق ..

من جهته كشف الأستاذ عمرو البيض الممثل الخاص لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي للشؤون الخارجية، أن حلفاء التحالف العربي على علم بالمحادثات بين السعودية ومليشيا الحوثي الإرهابية، موضحاً بأن الأصدقاء في المملكة عزلوا الجميع، ربما يساعد ذلك في المفاوضات لكنه يثير شكوكا بين الأصدقاء وأصحاب المصلحة.
وأضاف في تصريحات نشرتها وكالة رويترز يوم الجمعة الماضي، أنه إذا كان الأمر يتعلق بالهدنة وبقيت في تلك المرحلة، فلا بأس يمكننا الانخراط فيها بشكل بناء، ولكن إذا كان الأمر يتعلق بعمق أكبر من ذلك ولم نكن جزءا منه ، فهذا أمر يثير قلقنا وشدد على أن هذه المفاوضات لا يمكن أن تكون ملزمة لنا، مشيراً إلى رفض المجلس للإملاءات المتعلقة بالحوكمة والموارد والأمن في الجنوب العربي، وفي سياق حديثه انتقد البيض تشكيل قوات درع الوطن بدعم سعودي في محافظات جنوب البلاد، واصفا قرار تشكيلها بأنه قرار من جانب واحد اتخذه رئيس مجلس القيادة الرئاسي وقد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار.

المطلوب توقف الحرب وعودة المياة إلى مجاريها :

من جهته الخبير الاقتصادي الدكتور حسين سعيد الملعسي قال لصحيفة «سمانيوز» بكلمات مختصرة إذا توقفت الحرب وتم استئناف تصدير النفط سوف يستقر الوضع الاقتصادي وتتحسن الأوضاع المعيشية ، وبغير ذلك فهو بعيد المنال ونأمل عودة الوضع الاقتصادي كما كان قبل 2011م، وهذا أيضا صعب المنال في الوقت الراهن.

هدنة مؤقتة مع خصم أزلي للتخلص من خصم جديد :

من جهته ناشط إعلامي جنوبي طلب عدم ذكر اسمه قال لصحيفة سمانيوز : في تقديري الشخصي أرى أن الطرفين وصلا إلى قناعة تامة بأن جهودهما في اليمن والجنوب وصلت إلى طريق مسدود حيث يعمل كل طرف لإفشال مساعي ومخططات الطرف الثاني وتحولت المنطقة إلى بؤرة استقطاب إقليمية خطيرة ولاستنزاف وإنهاك الطرفين (السعودية وإيران) ما اضطرهما للخروج بهذا الاتفاق الذي أراه يسير في اتجاهين الاتجاه الأول إفساح المجال أمام الأشقاء للتحرك بأريحية في الجنوب وتنفيذ خطط استراتيجية تتمثل في تمكين الرئيس العليمي وإزاحة المجلس الانتقالي الجنوبي وقياداته عن المشهد، الاتجاه الثاني كف أذى مليشيات الحوثي وضمان سلام مستدام معها، بمعنى أن الاتفاق أشبه بهدنة مؤقتة مع خصم أزلي للتخلص من خصم جديد ثم تعود الدوامة من جديد، وفي المقابل فان المستفيد الأكبر من هذه الاتفاقية هو مليشيات الحوثي التي سوف تتنفس الصعداء وتتخلص من الحصار بكافة أشكاله وتعمق أركان حكمها لليمن ولا استبعد أن تعمل لصالح طرف إقليمي ضد الانتقالي الجنوبي واتوقع أن تحدث مقايضة ما (أراها واضحة) ونشهد تحالفات جديدة غير متوقعة، ولا أتوقع أن يتوقف العدوان الحوثي ضد الجنوب بمعنى أنه سيتم حرف بوصلة الصراع والتركيز على صناعة عدو جديد مشترك الا وهو المجلس الانتقالي الجنوبي، والخلاصة أن الاتفاق لايحمل أي بشرى خير للجنوبيين بحسب قراءتي للمشهد القادم.

وتوقع المحلل السياسي اليمني ماجد المدحجي المدير التنفيذي لمركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية حدوث انعكاسات محتملة مباشرة على الأزمة اليمنية، وقال لإحدى وسائل الإعلام العربية : بالتأكيد هناك انعكاسات مباشرة حيث أن خفض مستوى التوتر بين الدولتين ينعكس على حلفائهما المحليين، لكن السؤال إلى أي مدى ؟ وأضاف المذحجي أن “استئناف العلاقات السعودية – الإيرانية لا يعني التطبيع الكامل بين طرفين بينهما من الضغائن والخصومات الكثير بقدر ما هو محاولة لإعادة عقلنة التنافس والصراع بينهما، ولا يمكن للطرفين وخصوصا إيران التنازل عن الشوكة التي لديها في اليمن والتي يمكن لها إعادة استخدامها وتفعيلها في مواجهة خصم مثل السعودية، لكن يمكن في استجابة لاستئناف العلاقة الثنائية ضبط هذه الشوكة لما يلائم الاحتياجات”.

السياسة ما فيها صديق دائم ولا عدو دائم وتتحرك على حسب المصالح :

ويرى الأكاديمي السياسي والكاتب الصحفي الأستاذ الدكتور ميثاق باعبّاد الشعيبي، نائب الأمين العام لنقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين أن الاستقلال سيأتينا عبر الغرب وليس عبر الشرق، وأضاف لسمانيوز : بعد اتفاق إيران والسعودية ومد جسور المحبة بينهم ، طبعا هم ربطوا العلاقة بضمانة وبوساطة الصين العظمى ومعروف أن روسيا مع الصين في حلف واحد ضد أمريكا والغرب ويشكلون حلفا ضد الغرب روسيا وإيران والسعودية والصين ودول أخرى لذا
فالاستقلال سيأتي بإذن الله بدعم أمريكا والغرب إذا تحسنت علاقاتنا معهم عبر مندوبينا في هذه الدول مثل أمريكا وبريطانيا وفرنسا والمانيا الخ، مد الجنوبيين علاقات قوية مع بريطانيا وأمريكا بدرجة أساسية سوف تدعم دولة الجنوب نكاية بالسعودية وإيران وروسيا والصين طبعا عدو الأمس هو صديق اليوم والعكس صحيح السياسة ما فيها صديق دائم ولا عدو دائم وتتحرك على حسب المصالح.

وحدة واستقلال الجنوب مرهون بوحدة أبنائه :

وكان الأستاذ القدير محمد عبدالله الموس مسك ختام تقريرنا المتواضع حيث قال : صحيح أن عودة العلاقات بين المملكة العربية السعودية وجمهورية إيران الإسلامية شأن يخصهما كبلدين جارين على ضفتي الخليج، لكن انكار هذا التقارب سيكون له تأثير على ملفات إقليمية لا يأتي إلا من مكابر أو جاهل، الحالة في اليمن هي الأكثر تأثيراً على أمن المملكة أكثر حتى من الحالة في العراق أو غيرها من دول الجوار للسعودية ، ويرجع ذلك إلى حالة الحرب التي تؤثر بشكل مباشر على أمن المملكة وعلى الاستقرار في المنطقة. وأضاف :
هناك من شطح خياله إلى أن التقارب السعودي الإيراني سيلغي دور الحوثي في اليمن أو يلغي القضية الجنوبية وحراك القوى السياسية الجنوبية، وعلى رأسها المجلس الانتقالي الجنوبي، وهذه قراءة أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها (حالمة)،
واقع الحال أن المعركة ستتحول من فوهات البنادق إلى طاولات السياسة، وأن الأطراف المتحاربة ستواجه ضغوطا لتقديم التنازلات وسترضخ لهذه الضغوط، بل أن الشارع في اليمن والجنوب سيكون جزءا من هذه الضغوط نظرا للحالة السيئة التي وصل إليها المواطن.
نحن في الجنوب بحاجة إلى اختراق فيما يخص التقارب الجنوبي استعدادا للمرحلة القادمة، فوحدة واستقلال الجنوب مرهون بوحدة أبنائه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى