الجنوب العربيحوارات

مشاورات جنيف.. بصيص أمل للأسرى والمختطفين ، متى يرى النور .. ؟!

سمانيوز / استطلاع / حنان فضل

حال الأسرى والمختطفين لازال في طاولة المشاورات التي لم تنته بتنفيذها على أرض الواقع بسبب مماطلات ووعود كاذبة ووهمية من الطرف الآخر «الحوثي»ولكن إلى متى سيظل هذا الملف محل تشاورات فقط.

انطلاق مشاورات جنيف السويسرية :

انطلقت في مدينة جنيف السويسرية، السبت الماضي، مشاورات تبادل الأسرى والمختطفين بين وفدي الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، وميليشيا الحوثي، ذراع إيران في اليمن، برعاية الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وأوضح مكتب مبعوث الأمم المتحدة لليمن هانس غروندبرغ في بيان صادر عنه : “أن اللجنة الإشرافية تعقد الاجتماع السابع لتنفيذ اتفاق تبادل المحتجزين ابتداء من يوم السبت، بينما يترأس هذه اللجنة التي تشكلت في عام 2018 مكتب المبعوث الأممي بالمشاركة مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر وعضوية أطراف النزاع في اليمن”.

وأضاف البيان، أن المبعوث الأممي لليمن يأمل أن تكون الأطراف على استعداد للانخراط في مناقشات جدية وصريحة للاتفاق على إطلاق سراح أكبر عدد ممكن من المحتجزين مع اقتراب شهر رمضان.

وحث الأطراف على الوفاء بما اتفقوا على الالتزام به تجاه بعضهم البعض، وأيضا تجاه الآلاف من الأسر اليمنية التي طال انتظارها لعودة ذويها.

وأوضح عضو الوفد الحكومي لتبادل الأسرى، وكيل وزارة حقوق الإنسان، ماجد فضائل، أن المفاوضات الجديدة سوف تستمر 11 يوما، من أجل التوصّل إلى تفاهمات بشأن تفاصيل الاتفاق السابق الموقّع بين الجانبين.

وجاءت المفاوضات بعد تعثر اجتماعات سابقة شهدتها العاصمة الأردنية عمان أثناء فترة الهدنة الأممية الأخيرة منتصف العام الماضي. حيث عرقلت الميليشيات الحوثية عملية إطلاق دفعة ثانية من الأسرى والمحتجزين تضمنت ألفا من الأسرى والمختطفين بما في ذلك الإفراج عن شخصين من المشمولين بقرار مجلس الأمن الدولي 2216.

والأربعة المشمولون بقرار مجلس الأمن الدولي هم : وزير الدفاع السابق في الحكومة اليمنية اللواء محمود الصبيحي، واللواء ناصر منصور هادي شقيق الرئيس اليمني السابق عبدربه منصور هادي، واللواء فيصل رجب قائد اللواء 119 مشاة سابقا، والسياسي محمد قحطان القيادي البارز في حزب التجمع اليمني للإصلاح.

في أكتوبر 2020، نجحت الأمم المتحدة وبإشراف اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي في اتمام عملية تبادل أول دفعة من الأسرى والمختطفين من كلا الجانبين، والدفعة ألف أسير، إلا أن استكمال إطلاق دفعات جديدة تعثر من حينها، وسط تعنت وعرقلة الميليشيات الحوثية التي تستغل الملف الإنساني كورقة ابتزاز سياسية.

استثناء الصبيحي ورجب :

يقول الكاتب الجنوبي صالح علي الدويل :
مشاورات جنيف بسويسرا لأجل تبادل الأسرى والمختطفين في سجون الحوثيين والحكومة اليمنية هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها تبادل للأسرى لكنها ستناقش إطلاق سراح ألفي أسير كدفعة أولى.
حيث أن موقع الوزير الجنوبي محمود الصبيحي والقائد فيصل رجب من هذا التبادل مرهون بمدى تأثير الطرف الجنوبي في الرئاسي وهل يمتلك أوراق ضغط تهدد بإفشال أي صفقة تستثني الصبيحي ورجب فإن الطرف الآخر سوف يقدم تنازلات حتى وإن تركوا المسألة للشماليين أو لأي طرف آخر فلا أظن أن تقدّم المفاوضات جديد بالنسبة لهما،أتمنى أن يكون ضغط الجنوبيين في الرئاسي قوياً على لجان التفاوض لإطلاق سراح الصبيحي ورجب.

مصير مجهول :

فيما تحدث المحلل السياسي محمد الجفري :
إن لم نقرأ التاريخ لن نعتبر في الحاضر ولن نسير نحو خطى مستقبلية صحيحة قائلاً : منذ عام 1990 وحال توحدنا مع قوى الشمال تم استدعاء جميع القيادات الجنوبية إلى صنعاء وتشكلت قوى سياسية وقوى عسكرية تحت إطار الجمهورية اليمنية ، من كان له الدور في فرض الواقع السياسي والعسكري لخدمة الجنوب تم تصفيته تحت أعذار ومسميات ، حادث مروري ، اغتيال في مكتب بالكاتم ، تسميم في الأكل ، اختطاف وتعذيب حتى الموت، والكثير والكثير من التصفيات التي ارتكبتها قوى صنعاء ضد قيادات الجنوب وشعبه.
وأشار: إن تحدثنا حاضراً قبل حرب 2015 من قبل جميع قوى الشمال على الجنوب حتى إن أتت غازية علينا بكل قواها ، كنا نعيش ونتعايش معهم تعايش شعب واحد ، تحت شعار الجمهورية اليمنية المفرضة علينا
وتم الغدر بالقيادات الجنوبية
واعتقالهم وتسريحها إلى سجون صنعاء منذ ذلك الوقت ، وللأسف كانت حكومة عبدربه منصور هادي ونائبه علي محسن الأحمر المعترف بها دوليا في ذلك الوقت، ولم نر أي مطالبة أو مصداقية وإصرار أو حتى تقديم وساطات دولية مثل ما حصل مع أبناء عفاش بعد اغتياله وتصفيته على يد الحوثيين ،حتى إن قامت وساطة دولية ترعاها دولة عمُان من أجل إطلاق سراح أبناء عفاش وهم صلاح ومدين وما نراه اليوم وبعد أن عجزت جميع قوى الشمال في مجلس القيادة الرئاسي من الإخوان المتأسلمين في فرض واقعها العسكرية على جنوبنا الحبيب ، لجأت إلى تحسين علاقتها العسكرية مع جماعة الحوثي وتم تبادل الأسرى بين الحوثيين وقوى القاعدة وداعش ، والتي تم أسرهم في عدة جبهات في محافظات اليمن مثل مأرب والبيضاء ، وذلك من أجل توحيد الصف العسكري ودك الجنوب مجددا مثل ما تأمله تلك القوى.

وواصل : واليوم قد شكل مجلس القيادة الرئاسي كمجلس حرب جمعت فيه جميع القوى المفروضة في الأرض من قبل دول التحالف الممثلة بالمملكة العربية السعودية من أجل توحيد الصف والتوجه نحو تحرير صنعاء ، وللأسف ما تشهده من انعدام الجدية وفقدان اتخاذ الكثير من الخيارات المتاحة واتخاذ القرارات الصادرة حتى في المطالبة بجميع الأسرى الجنوبيين.

واختتم حديثه : وإن استمر ذلك الصمت والتحفظ أو حتى التجاهل من قبل دول التحالف في المطالبة بالأسرى كل من وزير الدفاع الأسبق اللواء الركن محمود الصبيحي والقائد فيصل رجب،
فسيكون مصيرهم في المجهول أو تكون هناك محاكمة في ظروف غامضة في الحكم عليهم بتهمة الخيانة والتآمر ويكون مصيرهم الإعدام ولا نستبعد ذلك هذا وقد أصدرت حكومة صنعاء العديد من أحكام الإعدام غيباً ضد الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي .
الكثير من القيادات الجنوبية كالجفري.

وأضاف عبدالله البكري قائلاً : لقد طالت مدة التشاورات هذه ولا اعتقد أنهم سيطلقون الأسرى الجنوبيين وخاصة وزير الدفاع ولكل القيادات الجنوبية إلا إذا كان هناك وفد جنوبي يمثل الجنوب ممكن يطلقون سراحهم.
وهناك اهتمام كبير من قبل الرئيس عيدروس قاسم الزُبيدي حيث طالب بإطلاق الأسرى الجنوبيين وخاصة القائد محمود الصبيحي وفيصل رجب ورفاقه نتمنى الإفراج عنهم.

الأسرى الأحياء مع الأموات :

وقال العميد عنتر الحيدري،عضو الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بالعاصمة عدن : وفي هذا المقام نتحدث عن حال الأسير الذي صار حياّ مع الأموات مع الأحياء وهنا ممكن أعرّج عن ماتم خلال فترة الحرب لثمان سنوات، حيث تم خلال هذه المدة تبادل العديد من صفقات الأسرى كان آخرها صفقة أكتوبر من العام 2020م برعاية أممية في اتفاق استوكهولم الذي بموجبه تم إطلاق سراح 1056 أسيرا حيث قيل في حينه إن هذه الصفقة سوف يتم فيها تبادل الأسرى الكل بالكل وعلى رأس القائمة الأسير الجنوبي وزير الدفاع اللواء الركن محمود أحمد سالم الصبيحي ورفاقه ، ولكن تم استثناء الأخ الوزير الصبيحي ورفاقه الذي صار لهم تسع سنوات في الأسر وجعلت منهم مليشيات الحوثي ورقة ابتزاز أمام المجتمع الدولي والتحالف العربي والشأن المحلي ومنذ ذلك الحين حتى اليوم تجمد ملف الأسرى وازدادت معاناتهم يوماً بعد يوم.

فيما أضاف الناشط السياسي والحقوقي محمد الحريري : إذا كانت الشرعية جادة في المشاورات وتملك أسرى حرب لماذا لم تطالب بالإفراج عن اللواء الصبيحي ورفاقه منذ ما يقارب ثمان سنوات ، وتبادل الحوثي بقيادات حوثية أسرى طالما هم يدّعون ذلك والشرعية والحوثي وجهان لعملة واحدة وهذه لعبة السياسة لتغييب دور المجلس الانتقالي الجنوبي عن المشهد.

تجاهل وصفقات كثيرة :

ومن جانبه قال الإعلامي قائد الحجيلي :
اعتقد بأن موضوع تبادل الأسرى بين الحكومة اليمنية والحوثيين خلال الفترة الماضية وحتى الآن قد تجاهل شخصيات عسكرية كبيرة كان لها مواقف شجاعة في الدفاع عن الوطن وفي مقدمتهم وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي ورفيقه العميد فيصل رجب اللذان لايزالان في سجون الحوثيين حتى اللحظة ولم نشاهد أي اهتمام أو مساع من قبل الحكومة الشرعية في سبيل الإفراج عنهم ضمن صفقات كثيرة تمت مع الحوثيين وأخرى يجري العمل بها من خلال مشاورات جنيف بسويسرا لأجل تبادل الأسرى والمختطفين بين الحكومة الشرعية والحوثيين نطالب الحكومة بضرورة أن يتم الإفراج عنهم ضمن صفقة تبادل الأسرى التي يجري العمل بها حاليا مع الحوثيين وهذا وأقل واجب تقدمه لهم.

يعود إلى قيادات الجنوبية :

ويرى الإعلامي نصر عبدالله المناع اليافعي : من وجهة نظري أنه سيتم الإفراج عن الوزير محمود الصبيحي والقائد فيصل رجب وغيرهم من الأسرى والمعتقلين الجنوبيين بإذن الله أسوةً بالأسرى المحسوبين على الشرعية اليمنية والحوثيين،
ولكن فذلك الأمر يعود إلى قيادات الانتقالي واهتمامهم بالأسرى الجنوبيين ، فالانتقالي الجنوبي اليوم شريك فاعل في المجلس الرئاسي ، فما عليه إلا الضغط على رئاسة وأعضاء مجلس الرئاسة بأن تكون الأوليات في تبادل الأسرى هم الأسرى الجنوبيون ضمن أسرى الشرعية اليمنية مع الحوثيين ، ويكون ضمن الأسرى هم وزير الدفاع الجنوبي محمود الصبيحي والقائد الجنوبي فيصل رجب وباقي رفاقهم من الأسرى والمعتقلين الجنوبيين القابعين في سجون الحوثيين ، فلا يمكن نسيانهم .

وإذا الانتقالي الجنوبي أصبح عاجزاً لم يستطع فرض نفسه بمجلس الرئاسة ضمن أعضاء المجلس الرئاسي في قرار تبادل الأسرى ، فإن الانتقالي الجنوبي في نظر الشارع الجنوبي يكون سالبا وبدون قيمة ، وسيُعتبر بمثابة قيادة فاشلة دون سيادة في أعلى هرم بسلطة مجلس الرئاسة .

وأخيراً علينا مراقبة الوضع عن كثب ما ستنتج عنه الأيام القادمة من أحداث ومستجدات ، فلا نستبق الأحداث .

بينما أشار الشيخ عزمي محمد علي :
ثمان سنوات لاتزال تلك القيادات أسرى لدى الحوثي وهذه أطول مدة تدخل التاريخ والمجتمع الدولي في صمت مطبق،فأي مشاورات أو اتفاقيات ، يجب أن تكون تلك القيادات هم أول القائمة لتبادل الأسرى فقد تم اعتقالهم وهم في طريقهم إلى العند بعام ٢٠١٥ لحضور احتفال كان ينوي حضوره عبدربه منصور وجميع القيادات العسكرية وحصلت خيانة واختراق للقوات العسكرية وكانوا هم الضحية،
نريد إطلاق سراحهم قبل أن تتدهور حالتهم الصحية والنفسية فأسرهم مشتاقين لهم بفارغ الصبر.

وفي الأخير يرى خالد الخريبي، متابع سياسي : ‏المشاورات في جنيف إذا لم تتضمن الإفراج عن وزير الدفاع محمود الصبيحي والقائد فيصل رجب فاعتبرها مشاورات فاشلة وانتقائية وليس الهدف المطلوب والسامي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى