الجنوب العربيالسلايدر الرئيسيتقارير

تلاحم أبناء الجنوب أوجع المتربصين.. العليمي : وجع شعب الجنوب تجاوز عقده الثالث

تقرير لـ سمانيوز / إعداد : عبد الله قردع

قال أحد الشعراء:
إن الأفاعي وإن لانت ملامسها،
عند التقلب في أنيابها العطب.
وقال الشاعر أحمد شوقي:

برز الثعلب يوما في ثياب الواعظـين
ومشى في الأرض يهدى ويسب الماكرين،
ويقول الحمـد لله إلـه العالمــين
يا عبـــــاد الله توبوا فـهو كهف التـــائبين
وازهـدوا فإن العيش عيش الزاهـــدين
واطلبوا الديك يؤذن لصلاة الصبح فينا
فأتى الديك رسولا من إمـــــــام الناسكين
عرض الأمر عليه وهو يرجــو أن يلينا
فأجاب الديك عذرا يا أضـــل المــــــهتدين
بلغ الثعلب عني عن جدودي الصــــالحين
عن ذوى التيجان ممن دخلوا البطن اللعين
أنهم قالوا وخير القــول قول العارفيــن
مخطئ من ظـــن يومـا أن للثعلب دينا.

وفيما وصفه بعض الناشطين الجنوبيين بالثعلب الودود المتربص،
تساءل آخرون عن سبب التوقيت الزماني والمكاني والمغزى والهدف من خطاب الرئيس رشاد العليمي منوهين إلى إن الرجل لايزال يعيش وهم الوحدة اليمنية وإن الجنوب في نظره أرض يمنية وإنه أحد أفراد نسيج الجنوب الاجتماعي حيث كان يفترض أن يلقي خطابه من صنعاء ومن صنعاء يتقدم باعتذار لشعب الجنوب عن كل ما فعله هو وابناء جلدته ضد الجنوب أرضاً وإنساناً على مدار 30 سنة ولكن النوايا الخبيثة لاتزال مبيتة وبانتظار لحظة التفعيل للانقضاض وإعادة التموضع، فيما تساءل آخرون بالقول:
هل استمع شهداء الجنوب الذين ارتقواء على أيدي جحافل المحتل اليمني إلى خطاب العليمي وماهي ردة فعلهم؟
هل ما يهذي به العليمي هو توبة أم ردة فعل خبيثة لإرباك وتعطيل المشهد الجنوبي التوافقي التصالحي،؟
-وأين كان العليمي منذ 30 عاماً وهل يعاني صحوة سياسية لا إنسانية متأخرة أم يعاني ضغوط وانهزام داخلي أم أنه هروب إلى أحضان الجنوبيين ليعيد سيناريو (فتاح)؟ أو ليجمع شتات الجمهورية العربية اليمنية من عدن ليقيم في الجنوب يمن مصغر يأوي الشاردين من بطش الحوثي،؟
لماذا لم يعتذر لشعب الجنوب عن حرب صيف 1994م وماتلاها ولكن بدلاً من ذلك قدم نفسه على أنه بريئ منقذ للموقف وإنه حمل وديع قادم من كوكب آخر لاحول له ولاقوة؟
هل هي صحوة و توبة أم مراوقة للايقاع بالجنوبيين في حفرة أكبر من سابقاتها؟ وهل لايزال شعب الجنوب غارق في وحل العاطفة والاستغفال؟ وهل هناك أطراف جنوبية غبية لديها نفس طموح العليمي وتضرب على وتره نكاية بالمجلس الانتقالي الجنوبي؟ أم إن الجنوب عن بكرة أبيه قد شب عن طوق الاستغفال ووصل إلى مرحلة النضوج الشامل؟

تلاحم الجنوبيين أوجع المتربصين وآثار حفيظتهم:

بحسب مراقبين ومحللين جنوبيين اشاروا إلى إن خطاب العليمي الأخير يأتي ضمن حراك يمني معادي غير مباشر للفت الانتباه وكسب التعاطف الداخلي والخارجي وإلى أطفأ الأنوار الإيجابية المسلطة على تحركات المجلس الانتقالي الجنوبي الإيجابية المذهلة، واصفين ذلك بالسرقة السياسية الواضحة، حيث استبق العليمي خطابه الأخير بقرارات تضمنت إعادة اعداد كبيرة من المسرحين الجنوبيين عن وظائفهم العسكرية والأمنية والمدنية وكانت أشبه بأرضية خصبة تهيئ لخطابه المشبوه وكان يأمل أن يلاقي قبول وتعاطف جنوبي كبير وأن يسرق الأضواء عن تحركات المجلس الانتقالي ولكن نواياه الخبيثة ارتطمت بحاجز النضوج الجنوبي.

العليمي يضرب الانتقالي والحوثي بعصا واحدة:

وخلال كلمته أكد العليمي بالقول : إن معركتنا المصيرية لاستعادة مؤسسات الدولة، ستظل هدفنا الجامع، وسنمضي قدماً في توحيد الداخل والخارج ضد انقلاب وإرهاب المليشيات الحوثية، والمشروع الإيراني الداعم لها ولا يمكن أن نترك لدعاة (الخراب) (من يقصد بدعاة الخراب)، والمليشيات المسيطرة بالقوة على صنعاء أي فرصة لشق الصف، والمزايدة في قضية الوحدة اليمنية، وهي التي فرضت واقعاً تشطيرياً بإجراءاتها الاحادية المميتة، بدءا بمنع تداول الطبعة الجديدة من العملة، وإغلاق الطرق بين المدن، وفرض الجبايات والرسوم الجمركية بين محافظات اليمن والجنوب، وتلك الواقعة تحت سيطرتها، وتغيير المناهج الدراسية، وإعادة تشكيل المؤسسات المنتحلة على أساس عائلي، وطائفي، ومناطقي ،ولهذا يتوجب علينا جميعا بعد مرور ثلاثة عقود على تأسيس كياننا السياسي الراهن أن نميز بحكمة وشجاعة بين النزعة الوحدوية الصادقة التي تنظر إلى اليمنيين كإخوة انداد وشركاء، وبين النزوع الاحادي التدميري الذي يشطر البلد وشعبه إلى شقين غير متكافئين: سادة وعبيد، مركز واطراف، أصل وفرع، متغلبون وتابعون، من خلال ما تقدم من نص خطاب العليمي نستخلص إن الرجل ضرب الانتقالي والحوثي بعصاء واحدة وإن الرجل يضمر عداوة كبيرة للانتقالي وللجنوبيين وإن الضحك من فوق السنون والبندق قده مشحون.

أقام الحجة على نفسه فمن يلتقط الفرصة؟

ونختم تقريرنا المختصر بمقتطفات من مقال كتبه الأستاذ القدير الزميل صلاح السقلدي حيث قال:
إن ما قاله الرئيس العليمي بشأن نتائج حرب ٩٤م بأنها (حرب قد افرغت المشروع الوحدوي من مضمونه وقضت على مبدأ الشراكة) كلام ليس بجديد وقد سبقه قبله كُثر من السياسيين ومن رموز شاركت بتلك الحرب الجائرة منهم اللواء علي محسن الأحمر الذي وصف قبل سنوات وضع ما بعد تلك الحرب ٩٤م بأنه وضع احتلال للجنوب. وأضاف:
لم يكشف الرجُل أي العليمي بالتالي عن سِر خفي فالكل يعرف هذه الحقيقة برغم المكابرة والعناد التي ظلت تتملك بعضهم بمن فيهم جنوبيين بلهاء للأسف، لكن ما هو مثير للانتباه بهذا الاعتراف وبهذا الوضوح والذي يعد زلزالا سياسيا ومفاجأة صاعقة للجميع وأولهم غُلاة وحدة ٩٤م أنفسهم هو أن يأتي من رجُل يشغل منصب رئيس الجمهورية. فلهذ الأمر دلالات وأبعاد كبيرة وخطيرة على كل المستويات والصُعد بما فيها القانون الدولي.
كما وأنه يأتي في وقت تحقق فيه القضية الجنوبية كثير من المكاسب.
وتابع السقلدي قائلا:
نقرُ للعليمي شجاعته هذه المرة شجاعة غير متوقعة من رجُل عُرف عنه التدليس بالاحاديث والخداع بالمواقف ونحيي فيه كلامه هذا ولو متأخرا فقد كان كلاما شجاعا بحق، فضلاً عن أنه غاية بالأهمية السياسية كحُجة دامغة لأصحاب الحق و كدليل قاطع ومن أعلى سلطة أمام الداخل وأمام المؤسسات الدولية على إن المشروع الوحدوي قد تم ذبحه من الوريد للوريد وباعتراف الجُناة أنفسم وإن الجنوب ظل من حينها وإلى اليوم تحت احتلال صريح بأسم الوحدة، وأن ما تم من غداة تلك الحرب من قرارات وقوانين ودساتير وتغيير ديموغرافي وغيرها من الإجراءات هي باطلة جُملة وتفصيلا ولاقيمة لها من وجهة شرائع السماء ومواثيق الأرض فقد تمت عنوة وباطل من طرف واحد كانت له الغلبة العسكرية ذات صيف، فما بُـنيَ على باطل فهو باطل.
( فلله الحُجة البالغة).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى