مقالات

همس اليراع.. رحم الله المناضلة عَلَمْ أحمد حسين الفضلي

بقلم/
د. عيدروس نصر

فقدت محافظة أبين رمزا من الرموز النضالية والتربوية والنسائية المشهودة في عاصمة المحافظة زنجبار وفي مديرية خنفر وكل محافظة أبين.
إنها المناضلة علم أحمد حسين الفضلي، التي خدمت المحافظة والوطن على مدى أكثر من ستة عقود من الزمن، منذ أن كانت شابة حينما انخرطت في العمل السري في إطار الجبهة القومية مساهمة في دعم ثوارها من خلال تزويدهم بتحركات القوات البريطانية وأنصارها، وتوزيع المنشورات ونقل الأسلحة وإخفائها وغير ذلك من النشاطات الثورية في أوج ثورة 14 أكتوبر المجيدة.
وقد تعرضت للاعتقال إثر اكتشافها من قبل مخابرات أنصار الاستعمار، لكنها لم تتوقف عن مساندة الثورة والثوار، وبعد الاستقلال عادت الفقيدة، وهي سليلة البيت السلطاني الفضلي، إلى العمل المهني والتربوي، وساهمت في الحركة النسائية وفي محو الأمية وتربية الأبناء والبنات.
تعرفت عليها منذ نهاية الثمانينات، وعملنا معا حينما توليت إدارة الثقافة والتربية والإعلام في المكتب التنفيذي لمجلس الشعب المحلي في محافظة أبين.
لم تشارك في اجتماع أو فعالية إلا وكانت فيها من ذوي الأفكار الخلاقة والمبادرات الإبداعية والمواقف المسؤولة والعقلانية.
كانت تجربتها التاريخية قد منحتها مستوى من الحكمة والمثابرة والصبر والطموح، ولم تنهزم أمام العواصف والمتغيرات، بل بقيت على حبها للوطن وتمسكها بقيم الفضيلة والنقاء والأمل والاستعداد للعطاء دون أن تفكر ماذا ستأخذ أو كم ستربح.
كانت الفقيدة المناضلة عَلَمْ مع الفقيدة المناضلة نور عبد الله والمناضلات سعيدة با سندوة وطلحة الأحمدي وصالحة عبد الله سعيد وهناء ورسما وكثيرات غيرهن تمثلن الصورة المثلى للمرأة الأبينية الكريمة المعطاءة والعنودة أمام المصاعب والمعوقات والوفيات لقضايا الوطن والمواطن ممن لم يلهثن وراء الألقاب ولم يتنقلن في موقفهن السياسية تبعا لمتغيرات الزمن وتبدلات أسماء الحكام.
رحم الله الفقيدة علم أحمد حسين الفضلي وأسكنها فسيح جناته وألهم أهلها وذويها وزميلاتها وزملاءها وتميذاتها وتلاميذها الصبر والسلوان
وإنا لله وإنا إليه راجعون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى