مقالات

كسرة خبز تكفي

كتب/
أحمد عبدالله المريسي

هم يعملون على خنقنا ومحاصرتنا بكل الوسائل وبكل الأساليب والطرق حتى في أكل عيشنا وقوتنا الضروري دون رحمة أو خوف من الله أو أدنى أخلاق أو مشاعر إنسانية يختلفون فيما بينهم ويتفقون علينا ويتنافسون علينا من منهم يعذبنا ويقتلنا أكثر ونحن نقول لهم أنتم واهمون كما قالها فنان الشعب محمد سعد عبدالله نحن شعب يتحدى الصعب ولا يخشى المخاطر وقالها فنان الثورة محمد محسن عطروش باشل لي تمره صبوح وكسرة خبز تكفيني وسنظل مثل الطودالعظيم شامخ رافع الرأس كشمسان وقلعة صيرة مؤمن بما جاء في كتاب الله وسنة رسوله.

كما علمونا آباءنا وامهاتنا العزة والكرامه وعلمونا أن الحياة مدرسة وتجارب فيها الخير والشر وفيها الجميل والقبيح والأهم من كل ذلك الإيمان والصبر والرضا والقناعة والإصرار والتمسك بحقوقنا ومبادئنا وارصنا وبالعزيمة والعمل والتضحية فلن نموت من الجوع ولن نموت من الحصار وحتما سننتصر وننفض الغبار تكفينا لقيمات تقييم صلبنا وأن لم نجدها تكفينا حبة رطب وإذا لم تتوفر لنا في ذلك اليوم فحسبنا الصيام ذلك اليوم ورزقنا عند كريم الجود.

اليوم بعد صلاة الفجر تقرعنا حبة تمر وقهوة مر وخرجنا نمشي علشان نحرق السكر والكرسترول لأنه مرتفع عندي والحمدلله الشافي وغذائنا اليوم وجبة شعبية صيد لخم مالح مطافية على كيف كيفكم على روتي صندوق سنعيش حياتنا على ماقسم وسنسعد أنفسنا بما يجود به الكريم فقد تربينا على مبادئ وقيم الإسلام وقد خبرتنا الحياة كثيرا وعاصرناها وعصرناها منذ نعومة اضافرنا فقد أكلنا في فترة الكفاح المسلح الخبر اليابس والماء والبصل وأكلنا الرز الأبيض وصانونة الهوى وبتنا أحيانا جياع كل هذا ونحن في سن الطفولة وقد حضرنا تلك الفترة الزمنية من الحروب مع الاحتلال البريطاني والحروب الأهلية ولم تهز لنا شعرة وما يحصل لنا اليوم هو جزء من مسلسل درامي ترجيدي لازالت تعرض حلقاته حتى اللحظة وحتما ستنتهي فصوله قريب ويسدل الستار.

أتذكر وانا طفل صغير لأني كنت دائمآ مع أمي الله يرحمها لأني الكبير من الأولاد رغم أن عندي أخوة أولاد من أمي لزوج آخر ويعيشون في لحج الحوطة حتى اليوم.

كان ذلك أيام الإستعمار البريطاني لمدينة عدن والشيخ عثمان ولأن أمي من بنات لحج أبا عن جد من حافة دار عبدالله وحافة المحدادة تربت تربية أصيلة وحرة لاتعرف الملل أو الكسل أو اليئس وكانت شجاعة فكانت مهتمة بأمور رعايتنا وشؤون بيتها رغم أن والدي كان في تلك الفترة الزمنية يعمل بحار في السفن والمراكب الأجنبيه قبل ان يخرج بلسن ويشتري سيارات أجرة يعمل عليها ويأجربعضها كما هو حاصل اليوم المهم أمي اللحجية ماتعرفش الدلع والرفاهية تعرف فقط بيتها وشؤونه وتربيت أولادها تربية حسنة ورعايتهم رعاية وشهامة فلاحه جاءت المدينة ولم تتغير تلك الأم اللحجية ولم تتأثر بالمدنية بل بحتث لها عن ما يسمى في ذلك الزمان بالمراكيب(مجموعة حجار) تطبخ عليها واشترت موفى وكانت من بعد صلاة الفجر تعمل لنا خمير لحجي(موفى) وأحيانا خبز موفى أو طاوة على المراكيب او تعمل لنا مقصقص أو السكوعة والكدرة والمخلم والفطير على الصليط الجلل واحيانا تغدينا فتة شعبية لحجية على صناونه مع الخضرة من البامية والجنطال والرجنى على حلبه وعلى صيد باغة مشوي بالموفى رغم أن كان معنا شولة مجنت وشولة بمب وشولة دبايل على جاز إلا إنها كانت تفضل الطباخة على المراكيب وبالحطب السمر وبعض الأخشاب والموفى حتى الشاهي كانت تنجحه على المراكيب كانت ظروف حلوة مرينا بها ولكنها لم تدوم بسبب الأعمال الفدائية والقتال الذي احتدم بين المناضلين والفدائين من جبهة التحرير والجبهة القومية والتنظيم الشعبي وبقيت الفصائل الأخرى وكان والدي واعمامي واخوالي في قيادة التنظيم الشعبي جبهة التحرير وبعض اعمامي كانوا في الجبهة القومية وبدا الإستعمار بتضيق الخناق على والدي واعتقاله وحرق سيارته واقتحام مزلنا من الخلف عبر(الجلالي) أكثر من مرة للتفتيش عن وثائق وأسلحة مخزونه في بيتنا ولكن حدس الزوجة الوفية اللحجية وأمها(جدتي) قاموا بتهريب كل الاسلحة والوثائق بجونية(شمله) وإخفائها في أحد خبوت الشيخ عثمان القريبة من بيتنا ولولاء ذلك لكان والدي في خبر كان هو ورفاقه المناضلين. وللحديث بقية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى