أكتوبر هزيمة إمبراطورية … وانتصار شعب.
بقلم:
د.خالد القاسمي
حينما تمر ذكرى 14 أكتوبر من كل عام ، أتخيل في ذهني عام 1967 ونحن نتبادل الأنغام الخالدة : ” برع يا إستعمار ” و ” أخي كبلوني ” و ” وأنا الشعب ” وغيرها من أغاني وأناشيد واكبت ثورة وإستقلال الجنوب من 1964 وحتى 1967 .
حينها لم يتجاوز عمري السبع سنوات لكن كنا نتبادل إسطوانات تلك الأنغام من منزل إلى آخر ، ونتفاخر بثورة الجنوب .
كان المد القومي العربي قد وصل منطقة الخليج ، حينما زار أول وفد لجامعة الدول العربية إمارات الساحل المتصالح عام 1964 ، لتلمس احتجاجاتها من تعليم وصحة وخدمات .
كان اسم قحطان الشعبي كأول رئيس لليمن الجنوبية ، يمثل عنوان الكفاح لمقاومة المستعمر البريطاني ، حتى كان يسمى مواليد تلك الفترة قحطان وسلال تيمنا بثورتي أكتوبر وسبتمبر في جنوب وشمال اليمن .
فعلا كانت أيام جميلة لا تمتحى من الذاكرة ، بل أن الانسحاب البريطاني من الجنوب العربي ترتبت عليه أمور كثيرة ، ومنها قرار حكومة العمال البريطانية في 16 يناير 1968 الانسحاب من منطقة الخليج العربي ، وحددت الحكومة البريطانية نهاية عام 1971 كموعد نهائي للانسحاب .
كما كان استقلال الجنوب في 30 نوفمبر 1967 بمثابة رد على هزيمة العرب في 5 يوليو 1967 .
ونهاية عام 1971 شهد قيام دول الخليج العربي بعد الانسحاب البريطاني من المنطقة .
ذاكرة جميلة لا تمحى من سجل التاريخ العربي ، دونت في أنقى صفحات الانتصارات العربية .
فأين الجنوب العربي اليوم من تلك الذاكرة القومية .