مقالات

المشهد السياسي والعسكري..

بقلم/
نصر هرهره

سبع سنوات حرب في اليمن عانى منها الشعبين في الشمال والجنوب الامرين قتل وجرح وشرد الكثيرين وتهدمت البنى التحتية وانهارات الخدمات وتدهورت معيشة الناس وانهارت مؤسسات الدولة وانهارت العملة وارتفعت الاسعار وانقطعت المرتبات واصبح حوالي 80 % من الناس بحاجة الى الاعانات الانسانية وانحدر الكثيرين الى مستوى الفقر المدقع (فقر الجوع ) وفي نفس الوقت خسرت دول التحالف وفي المقدمة المملكة العربية السعودية والامارات مليارات الدولارات وتعرضت اراضيها وبنيتها التحتية والاقتصادية لهجمات الحوثي وتشوهت سمعتها في الخارج وخصوصا في مجال حقوق الانسان واثرت سلبا على العلاقات داخل مجلس التعاون الخليجي وعلاقاتها مع الخارج ومازالت الحرب مستمرة وتبدو الصورة اليوم كانها حرب اقليمية ايرانية سعودية ولا نستبعد ان يكون لها مدى ابعد من ذلك برغم انها اندلعت لتحقيق اهداف محدده هي
عودة الوضع في صنعاء الى ما كان علية قبل انقلاب الحوثي وتنفيذ ماتسمى المرجعيات الثلاث وقرار مجلس الامن 2216
فهل تحقق شيء من تلك الاهداف؟ وهل مازالت حية وقابله لتحقيق؟
الحقيقة ان تدخل التحالف جاء لتحقيق الاهداف المذكوره انفا كما هو معلن ووفق قرار مجلس الامن لكن تشعر السعودية ان انقلاب الحوثي المدعوم من ايران هو توسيع لنفوذ الايراني في المنطقة وتهديد مباشر لامنها ووجودها وان الحرب فرضت عليها ، لكن بعد سبع سنوات حرب لم تحقق نجاح يوقف ذلك التهديد بل ربما هو في حالة تزايد رغم نجاح الضربه الجوية الاولى لمنصمومة الدفاع الجوي والرادارات والمطارات وغيرها ولكن من خلال تطورات الحرب ترى انه من الصعوبه تحقيق اهدافها بالحرب ، فحاولت العمل على محور اخر تمثل في التفاوض مع ايران مباشرة لكنها لا تمتلك ما يمكن ان تضغط به على ايران او ما يمكن ان تقايض به ناهيك عن ان ايران قد لا تستطع الضغط على الحوثيين كما تريد وكما يبدو ان المفاوضات بينهما لم تحقق نجاح يذكر
فذهبت المملكة لمحور ثلاث و فدمت مبادرات سلام للحوثيين بعد ان تاكد لها انهم واقع على الارض و بحاضنة شعبية ويصعب تحقيق اي انتصارات جديده بنفس الادوات ولا يوجد البديل الافضل الذي يمكن ان يقدم من الحلفاء اليمنيين المعتمدة عليهم حاليا ولهذا يظل هاجس تهديد امنها ومصالحها قائم وهو ما تبحث له عن ضمانات، وتريد وقف الحرب لكن امام تعنت الحوثي وعدم جنوحه لسلام معتقدا بانه منتصرا وعلى التحالف والشريعيه ان تستسلم له، فان السعودية لايوجد امامها خيار اخر غير الاستمرار في الحرب
كما ان العالم يرى ان التوسع الايراني في العراق وسوريا ولبنان واليمن وغيرها في ظل استمرار ايران في برنامجها النووي يشكل تهديد حقيقي للامن والسلم الدولين ولمصالح الجميع لكن هناك من يرى ان ذلك التمدد مفيد لاشغال المسلمين فيما بينهم شيعة وسنة لينجو من مشاكلهم
ومع اقتراب مفاوضات فينا مع طهران يشدد العالم الضغط عليها في اذرعها ومنها الحوثي في اليمن ليحقق مكاسب على طاولة مفاوضات فينا وقد ترافق ذلك مع متابعة المملكة لخيراها الوحيد الاستمرار في الحرب لهذا نلاحظ التحركات وتعادة التموضعات وتكثبف الغارات الجوية والصنود في الدفاع عن مارب الذي يعتبر سقوطها فشل ذريع لتحالف وسقوط لشرعية
اما الحوثي فانه يشعر اليوم بانه اقوى من اي وقت مضى وان استمرار الحرب لصالحه لانه يعتقد انه مازال بامكانه ان يحقق مكاسب اكثر على الارض والثروة خصوصا في مناطق النفط والغاز ويري ان الحصار وتدخل التحالف العسكري لم يعد ذو تاثير اكبر ، قد يكون لانتهاء بنك الاهداف وان الحصار قد فشل وانه قد حقق انجاز في اتفاق استوكهولم
ان الهزيمة الاكبر هي للقوى السياسية اليمنية المدثرة بشرعية هادي والاعتراف الدولي فلم تحقق اي انجاز خلال سنوات الحرب الماضية وهي تتجرع الهزائم كل يوم ولو سقطت مارب ستكون نهايتها الحتمية واكبر علائم انهياراتها وهزائمها هي تسليمها الارض والسلاح للحوثي وظهو موشرات لتخادم سري بينهما
ان المتتبع لتطورات الحرب والهزائم واعادة الانتشار والتموضعات سيلحظ ان هناك موشرات لتغييرات او اعادة هيكلة لشرعية للحفاظ على هيكلها وتغيير جذري في قواها السياسيه خصوصا بعد عودة العلاقات مع قطر وتركيا واجراءات تركيا ضد الاخوان هناك وانشقاق الاخوان بين لندن واسطنبول كثاني انشقاف كبير منذو الاربعينات في جسم هذا التنظيم وظهور تفاهمات بين الانتقالي وجماعة طارق وتصاعد دور المقاومة التهامية برغم خيبة الامل التي اصابتها من جراء اعادة التموضع في الساحل الغربي
اما الجنوب وقضيته العادلة يظل قيد النظر وحديث مستقل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى