مقالات

الذكرى الخالدة للتصالح والتسامح الجنوبي.

بقلم: فضل الجعدي

تحل ذكرى التصالح والتسامح الجنوبي وشعبنا قد قطع خطوات جبارة في مسيرة الثورة التحررية التي ماكان لها أن تحقق هذه الانتصارات لولا الدور الفاعل الذي رسخته قيم التصالح والتسامح بين أبناء الجنوب قاطبة وفتح أبواب التعايش والقبول بالآخر للنهوض بأوضاع الجنوب قدما وخدمة قضاياه ومستقبل ابناءه ، والقطيعة الكاملة مع كل من وما يسيء إلى القضية الجنوبية العادلة والى نضالات وتضحيات الناس ودماء الشهداء ، والنضال المشترك لتحقيق أهداف ثورتنا العظيمة وحلم شعبنا في الحرية واستعادة الدولة ، وهي الفكرة التي تمخض عنها انطلاق الحراك السلمي الجنوبي كأرضية صلبة تحرك عبرها قطار الثورة التحررية الجنوبية .

أن التصالح والتسامح هو واحدة من القيم الأصيلة التي تتخذها الشعوب للذهاب الى المستقبل وترك الماضي بكل جراحاته ومآسيه خلفها ، وهو فيما يعنيه خلق جيل متحرر من احمال الماضي ورزاياه واحقاده والشروع في خوض عملية بناء الوطن والانتصار لقضاياه في تقديم النموذج الإيجابي غير المتأثر برواسب الماضي وأحداثه ، ولذلك فإن ذكرى التصالح والتسامح الجنوبي تمثل حدثا تاريخيا لا يقل أهمية عن الثورة ذاتها ، فلقد صيغ بهذا اليوم من العام 2006 في جمعية ردفان مداميك واسس التصالح والتسامح كخطوة جبارة كان الجنوب بأمس الحاجة اليها للملمة جراحاته وتمتين لحمته وتوجيه إرادته إلى الوجهة التي مكنت أبناءه من إشعال فتيل الثورة السلمية الجنوبية كثورة تحررية ضد نظام عصابات حرب 94 الظالمة.

لقد أثبتت حرب 2015 القيمة الكبرى لأهمية التصالح والتسامح الجنوبي حين تداعى كل أبناء الجنوب بكل أطيافهم ومشاربهم للدفاع عن الجنوب ، عن مدنه وقراه وجباله وسهوله وذرات ترابه الغالية ، وخاضت المقاومة الجنوبية الباسلة مواجهات التحرير ضد مليشيات الحوثي صالح وحققت الانتصارات في كل جبهات القتال وأعلنت الانتصار في غضون أشهر معدودة ، وبدعم دول التحالف العربي ، ولا تزال اللحمة الجنوبية مربط فرس الصمود في مجابهة أعداء الجنوب المتربصين به الدوائر من قوى الارهاب والظلام والتخلف التي لم تترك بابا إلا ودخلت منه ولم تنفك في ممارسة الدجل والوقيعة والخداع والدس الرخيص وإثارة البلبلة واذكاء روح المناطقية النتنة والعزف على أوتار الماضي وحياكة المؤامرات لضرب وحدة الصف الجنوبي.

أن الحوار الذي أطلقه المجلس الانتقالي الجنوبي هو تأكيد على تكريس التصالح والتسامح كخارطة طريق نحو حشد الطاقات والجهود لترميم البيت الجنوبي ووضعه في المكانة التي تمكنه من اجتياز التحديات الماثلة خصوصا وقد غدت القضية الجنوبية في مساراتها واستحقاقاتها حاضرة وبقوة محليا وإقليميا ودوليا ، ما يستدعي تكاتف كل السواعد لحماية مكتسبات الثورة الجنوبية والمضي قدما لتحقيق اماني شعبنا المكافح ، ولنعمل معا من أجل إغلاق ملفات الماضي وخلق جنوب جديد خال من العقد والأحقاد ولنحذو حذو شعوب كثيرة تخطت محطات كثيرة من آلامها واحزانها وعثراتها وانطلقت قدما صوب المستقبل رافضة نقل ماضيها المثخن معها ، لنخطو إلى الامام بروح نقية وهامات شامخة لجنوب لكل وبكل أبنائه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى