مقالات

مؤتمر المصالحة الوطنية للجنوب.

بقلم/ د. جواد حسن مكاوي

الوطن الجريح يمر بمرحلة حساسة وعصيبة جداً وبظروف استثنائية بسبب ما تتقاذف به أطراف جنوبية متفرقة ومختلفة في الآراء والأفكار وأحياناً الاتجاهات .. ناهيك عن العديد من الجبهات القتالية المشتعلة على أطراف الحدود الجنوبية وداخلها .. ولن يتأتى معالجة كثير من الهموم السياسية والعسكرية والأمنية وغيرها والتي تعرقل سير الحياة المعيشية من خارج أرض الوطن .. بل يجب أن يفرض الجنوبي شخصيته الحقيقية على الواقع ويتحلى بنكران الذات من أجل الوطن الكبير والذي يستحق من كل جنوبي في الداخل والخارج الفداء والتضحية بالصغائر والنظر إلى المستقبل الوطن وحالة معيشة المواطن الذي يحتضر ويقترب من النهاية يوم عن يوم بسبب المعاناة اليومية الشديدة والأزمات المفتعلة وغياب الخدمات .. مضافة إلى فساد الحكومة الشرعية والرئيس المغترب .. وقوانين مركنة .. وانتشار السلاح والمخدرات وتوسع رقعة الجريمة .. كل تلك المعاناة لا تجعل الوطن والمواطن يعيش فيه بكرامة وشرف ولا مستقر بل في قلق دائم .. ولا يتماشى مع تطور بلدان الجوار .. العالم وصل إلى الفضاء والابتكارات والجنوب في حروب دامية وتخلف قاتم .. وعليه لا تأتي الحلول إلا من الجنوبيين أنفسهم والذين يملكون الحق الأول والأخير في إختيار طريقين .. طريق الحرب والدمار والتخلف والأنانية وتحقيق المصالح الشخصية .. أو طريق حلحلة كل مشاكل الوطن واتخاذ موقف عقلاني بالجلوس على طاولة الحوار الوطني الجنوبي الشامل المفتوح والجامع لطرح المعالجات الدقيقة التي تساعد على إنقاذ الوطن من الوقوع في مستنقع التدمير الممنهج .. ولن يأتي ذلك إلا بمؤتمر جامع تحت سقف الجنوب وطاولة جنوبية مستديرة ويكون نتاجها مصالحة وطنية جنوبية شاملة واقعية ومعالجات يمكن تنفيذها على الأرض من خلال قوة ضاربة جنوبية .. وفي الوقت الحاضر لا نجد تلك المواصفات في تحمل المسؤولية إلا في المجلس الانتقالي الجنوبي بالشراكة مع تمثيل شعبي وجماهيري من كل أطراف الجنوب .. حتى لو هناك اختلاف في الرؤى والأفكار ولكن الوطن يذوب فيه كل تلك الاختلافات .. وممكن وضع ضمانات صمام أمان لتحقيق أعلى نسبة نجاح المؤتمر ومخرجاته من خلال إشراف منظمات دولية معروفة .. وجهات رسمية دولية .

والله من وراء القصد ..

د. جواد حسن مكاوي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى