مقالات

المرونة وفق الواقع السياسي

كتب : د . عامر الحريري

المتابع السياسي لواقعنا الجنوبي المأزوم قد يفهم ضبابية المواقف الدولية تجاه الجنوب والشمال سياسياً .

لكن مايُعانيه المجتمع الجنوبي هو عدم قدرته فهم الواقع وخاصة البسطاء من الذين يتطلعون إلى استعادة دولتهم الجنوبية والذي سقط تحت هدفهم عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى .

لذلك يرى الكثير أن المجلس الانتقالي قد أخفق في قيادة دفة الثورة الجنوبية إما أن يكون بغباء وعدم فهم لمعطيات السياسة الدولية ، أو قد تكون القيادة قد وجدت مصالحها في المناصب والامتيازات وتخلوا عن واقع الثورة.

لكن وفق المعطيات وحيثيات الواقع الجنوبي المعقد والملغم والمتشعب يمكن القول أن القيادة لا تعاني من الغباء السياسي وليس همها الحصول على المصالح في المناصب أو غيرها من الامتيازات كما يتخيل الكثير من البسطاء إنما تعقيدات المرحلة والواقع الإقليمي والدولي التي تم فرضه على اليمن في قرار البند السابع والذي مهَّد هذا القرار لدعم الحوثي من قبل أمريكا وبريطانيا لإيجاد هلال شيعي في اليمن لمصالح بعيدة المدى .

بينما الجنوب مازال تحت تحقيق أهدافهم وفق خطة المخرج الكبير.

الانتقالي في السياسة الخارجية حقق إنجازات سياسية وامتلك شرعية دولية، الوضع الداخلي رضى إقليمي على بقاء الوضع في الجنوب في حالة معاناة وتعذيب إلى أجل غير مسمى .

مسار الثورات طويل وليس نزهة، الصمود الأسطوري والمرونة من قيادة المجلس موجودة ولديها قوة على الأرض هذا هو مصدر قوتنا لاعتبارنا أمر واقع.

هناك جوانب قصور في هيئات الانتقالي وأهمها انعدام الخبرة والإمكانيات البشرية والمادية في الجانب الإعلامي والاستخباراتي .. الانتقالي يحتاج إلى صمود والتفاف شعبي من الشرفاء حوله فهو آخر وسيلة سياسية وثورية ناجحة وقوية على الأرض لقيادة الشعب.

هيكلة الانتقالي مطلوبة والانفتاح على الجميع أما في إطار ميثاق شرف جنوبي لكل المكونات أو مؤتمر جنوبي جامع تحت سقف استعادة الدولة الجنوبية .

في المرحلة هذه يجب تقديم التوافق المرن والذكي مع شرعية المجلس الرئاسي، واستخدام سياسية شعرة معاوية مطلوبة مع التحالف.

نتأمل خيراً في ظهور القطبية للدب الروسي سوف يخدم القضايا العادلة للشعوب المقهورة في العالم ومنها قضية شعبنا.

المرحلة طويلة ولابد من التسلُّح بالصبر والإيمان والثقة في القيادة لتحقيق هدف شعب الجنوب في السيادة والحرية والكرامة على أرضه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى