مقالات

البكري يكتب : رسائل جنوبية في عيد الاستقلال 30 نوفمبر بذكراه الـ 55

بادئ ذي بدء لا يسعني إلا  أن أتقدم بأجمل التهاني والتبريكات إلى قيادتنا السياسية في المجلس الانتقالي الجنوبي ممثلة بالرئيس القائد الرمز اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ، القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية حفظه الله ورعاه وسدد خطاه ، وإلى شعبنا الجنوبي العظيم بمناسبة حلول الذكرى ال ( 55 ) لعيد الاستقلال الوطني الجنوبي المجيد ال ( 30 ) من نوفمبر .
يا جماهير شعبنا الجنوبي العظيم : 
أيام قليلة تحل علينا الذكرى ( 55 ) ” للاستقلال الوطني للجنوب التي ستحتضنها مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين البطلة الشامخة شموخ أبنائها الشجعان ورجالها الصناديد ،السباقون للدفاع عن جنوبنا الحبيب وحماية مكتسباته ومقدراته وأمنه واستقراره ، وذلك يوم ال ( 29 ) من نوفمبر الجاري .. إن الاحتفاء بيوم الثلاثين من نوفمبر عيد الاستقلال الوطني الجنوبي في ذكراه ال “55” بعاصمة محافظة أبين مدينة زنجبار يكتسب أهمية بالغة تحمل دلالات وطنية تجسد معنى التسامح والتصالح الجنوبي – الجنوبي ، وتعيد الاعتبار لهذه المحافظة التي أنجبت خيرة القيادات الوطنية السياسية والعسكرية والأمنية والنخب المجتمعية ورجال الرأي والفكر  والأدب والفن وفي كل المجالات والصعد . . وتكتسب أهمية الاحتفال في محافظة أبين دلالة أخرى وهي إعادة اعتبار محافظة أبين التي تعرضت للتدمير الممنهج من قبل الاحتلال اليمني بعد حرب صيف عام 1994م، وإغراقها بأعمال العنف والفوضى والإرهاب التي كان يصنع أحداثها وسيناريوهاتها المحتل اليمني ، ولكن إرادة أبناء أبين الصلبة كانت أقوى من كل الدسائس والمؤامرات فانتصر أبناء أبين والحقوا الهزيمة تلو الأخرى بجحافل الإرهاب ، ودكوا معاقله وأوكاره وإلى جانبهم أبناء الجنوب وقواته المسلحة الجنوبية ، ورسموا لوحة وطنية جسدت أسمى معاني سمو مبدأ التصالح والتسامح وتعزيز لحمة الصف الجنوبي استجابة للدعوة والقرار الشجاع للرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية.
يا جماهير شعبنا الجنوبي البطلة بهذه المناسبة العظيمة والخالدية على قلوبنا نوجه دعوتنا لكل أبناء الجنوب قاطبة للحضور والمشاركة في فعالية الذكرى 55 لعيد الاستقلال الوطني التي تقرر إقامتها بعد غد الثلاثاء 29 نوفمبر الحالي بمدينة زنجبار والتي احتضنت فعاليات المؤتمر العام الرابع للجبهة القومية في العام 1968م والذي شكل علامة فارقة في التاريخ النضالي الجنوبي ، وها هو التاريخ اليوم بعيد نفسه لتجمع أبين كل أبناء المحافظات الجنوبية للاحتفاء بهذه المناسبة الخالدة، ويستذكروا الملاحم البطولية التي خاضها أبناء الجنوب ومناضلوه وثواره وفدائيوه ضد المستعمر البريطاني سابقا ، ثم ضد المحتل اليمني لاحقاً .. وليستفيدوا العبر والدروس من هذه الملاحم البطولية ، وما قدموا في سبيلها من تضحيات وقوافل من الشهداء منذ مرحلة الكفاح المسلح في ستينات القرن الماضي وحتى اليوم . .

أن احتضان محافظة أبين اليوم لهذا العرس الجنوبي حدث تاريخي بالغ الأهمية تكرم من خلاله محافظة أبين باحتضان هذه الفعالية كتقدير لدور أبنائها البطولي والنضالي والتضحيات الجسيمة التي قدمتها وما زالت تقدمها المحافظة على مختلف الأصعدة ، وهو تكريم مشرف ووطني بامتياز من قبل القيادة السياسية ممثلة بالرئيس القائد اللواء عيدروس الزُبيدي.
إن احتفالنا اليوم بعيد الاستقلال الوطني المجيد يحمل رسائل عديدة على قدر من الأهمية والمسؤولية التاريخية لنا كشعب أبي تواق للحرية والاستقلال والانعتاق من أبشع استعمار محتل في تاريخ البشرية وللمجتمع الدولي والإقليمي وللتحالف العربي . 
وتأتي هذه المناسبة العظيمة وشعب الجنوب يخوض  معاركه الوطنية خدماتيًا وعسكريًا واقتصاديًا وسياسيًا، ليؤكد  أنهُ شعب أصيل نفتخر به الشعوب ، شعب مقدام ومكافح لا يقبل الهوان أو الانكسار، ولن يرضى بغير استقلالٍ كاملٍ غير مشروط أو مؤجل، وهي رسالة واضحة للمجتمع الدولي وللأقليم ولكل الشرفاء والوطنيين الأحرار في كل أصقاع الأرض قاطبة .
إن الحشود (المليونية) التي سترسم لوحات الوفاء لمن قدموا دماؤهم الزكية من أجل انتصار ثورة 14 أكتوبر 1963م وتتويجها بعيد الاستقلال الوطني ال 30 من نوفمبر 1967م بعد مرحلة كفاح مسلح استمرت أربع سنوات والذين روت دماؤهم تربة جنوبنا العربي من أجل الحرية والكرامة والعزة والشموخ هي عبارة عن رسالة إنذار لكل من يستهين بشعبنا الجنوبي الذي كان قلعة من قلاع الزخم الثوري التحرري في أواسط القرن الماضي على مستوى الخليج والجزيرة العربية 
، وكانت لدولة الجنوب ، مواقف عربية مشرفة ، في مجال الدفاع المشترك ، ونصرة قضايا الامة العربية والشعوب الأخرى  ، ومن أهمها :
اولاً : في ظل دولة الجنوب كانت الممرات التجارية في المياة الاقليمية والدولية في بحر العرب والبحر الاحمر محمية ومؤمنة بصلابة قوات البحرية للدولة الجنوبية ، ولم تشهد اي حادثة قرصنة طيلة وجود جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية .
ومواقف خارجية منها :
وقوف دولة الجنوب إلى جانب الثورة الفلسطينية ومنظمة التحرير بقيادة المناضل ” ياسر عرفات ” .
– و كانت عضواً في جبهة الصمود والتصدي ضد مشروع كامب ديفيد إلى جانب ليبيا والجزائر والعراق وسورية ومنظمة التحرير الفلسطينية
– وكان لدولة الجنوب موقفاً عربياً مشرفا اثناء الحرب التي خاضتها مصر العربية وأسهم تحقيق انتصار اكتوبر عام 1973م على اسرائيل ، وهو اغلاق مضيق باب المندب امام الملاحة الدولية لمدة 20 يوماً .
–  وكانت دولة الجنوب تستقبل الباحثين عن العلم والتعليم من كافة الدول العربية وبالأخص الأردن والعراق وفلسطين ولبنان وسلطنة عمان والسودان والجزائر وتقدم لهم كافة التسهيلات كالتعليم المجاني ومعونات ورواتب شهرية تسهل عليهم الاقامة والمعيشة في عدن .
– بعثت دولة الجنوب لواء متكامل من جيشها الى لبيبا للمساهمة في الدفاع عن اراضيها وشعبها عامي 1978م و 1982م.
– وكان لها موقف عربي عندما سلمت جزر كوريا موريا لسلطنة عمان عام1970م دون نزاع او اي اشكاليات برغم ان الجزر كانت طيلة عهد الاستعمار البريطاني هي في اطار المياه الاقليمية للجنوب العربي  .
– واستقبلت دولة الجنوب افواج من اللاجئين العراقيين المشردين من قبل صدام حسين وتم إيوائهم في الجنوب وتسهيل اقامتهم واعطائهم فرص عمل ومساعدتهم في العيش والاعفاء مع تحمل  تكاليف الحياة لهم مثل رسوم الماء والكهرباء والسكن والتعليم المجاني والعلاج المجاني واعتبرتهم مواطنين جنوبيين .
لقد شكلت دولة الجنوب بمواقفها تاريخيا ً ، موقفين من أبرز المواقف العربية ، أولها تجسد في صنع استقلال 67م من اعظم امبراطورية عالمية ، جاء ذلك في الفترة التي مرت بها الامة العربية بانتكاسة 67م ، عندما هزمت اسرائيل 5 دولة عربية واحتلتها ، فجاء استقلال دولة الجنوب معيداً الثقة في نفوس الامة العربية ، وثانيها يحسب للشعب الجنوبي ، كشعب فريد ومناضل ، ولا يتأقلم مع الظلم والطغيان ، هو انطلاق ثورة ” الحراك الجنوبي السلمي عام 2007م ” ، التي فجرت صمت الامة العربية ، واعلان ثورة سلمية ، انطلقت بعدها بخمسة اعوام ثورات ما تسمى بــ” الربيع العربي ” ، لتعيد الامل والنهوض للامة العربية في الوقوف امام طغيان الأنظمة العربية التي بقيت ردحا من الزمن تمسك زمام الحكم ، وترفض التغيير في السلطة .
وتلك رسائل أخرى للعالم والاقليم وللتحالف العربي بأحقية شعبنا الجنوبي بنيل استقلاله واستعادة دولته الجنوبية مقلعة من قلاع الحرية وإن النصر لآت عما قريب فإرادة الشعوب لا تقهر وهذا منطق التاريخ والجغرافيا وسينال شعبنا كل أهدافه المشروعة والعادلة شاء من شاء وأبى من أبى .
نحتفل اليوم بهذه الذكرى العظيمة التي تتزامن مع دعوة الرئيس الزبيدي بالحوار مع مختلف مكونات الطيف السياسي والمجتمعي والتي كان لها أثر بالغ  في تعزيز اللحمة الجنوبية وتحقيق الانتصارات الجنوبية عسكريا وأمنيا وفي كافة المجالات الأخرى وتأتي بعد أن شهد المجلس الانتقالي الجنوبي تطورا ملموسا في هيئاته تنظيميا وتم إعادة هيكلة المجلس الانتقالي الجنوبي باستيعاب الكوادر الجنوبية ذات الكفاءة من مختلف المحافظات الجنوبية ومختلف الوان الطيف الجنوبي ، وتم تأسيس النقابات المهنية والإبداعية لتتسع لكل الجنوبيين ، مما عزز وحدة الصف الجنوبي والتهيئة لتأسيس مداميك الدولة الجنوبية التي ينشدها أبناء الجنوب ، وتلك رسالة أخرى للتأكيد بأننا عازمون على المضي قدما نحو تحقيق إرادة وتطلعات شعبنا الجنوبي بالتحرير والاستقلال واستعادة دولة الجنوب تحت قيادة القائد الرمز الرئيس عيدروس قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي.
 وفي الختام نجدد العهد والميثاق لدماء شهداء الثورة ورفاق الدرب بإننا على الدرب سائرون والمجد والخلود لكل شهداء الثورة ضد المستعمر البريطاني  ولشهداء الثورة السلمية التحررية ضد المستعمر الغاشم ” الاحتلال اليمني البغيض .
يا جماهير شعبنا الجنوبي من نساء  ورجال  شدوا الهمم وإنها لثورة حتى استعادة دولة الجنوب أيها الرفاق يا شباب  الجنوب هذي هي الفرصة التاريخية وعليكم استقلالها والنصر بإذن لله حليفنا ولا نامت اعين الجبناء وخونة الأوطان والعملاء المرتهنين للخارج والله ولي التوفيق والنجاح وإن النصر لآت وعما قريب .

كتب/
اللواء ركن صالح احمد البكري
وكيل أول محافظة لحج 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى