مقالات

اليمن بين خيار السلام واستمرار الحرب

كتب : علي عبدالله البجيري

 

عندما تشتد وتيرة المواجهات على الجبهات، بالتوازي مع تحركات ولقاءات وحوارات، منها ما هو معلن عنه جهراً ومنها ما هو في طي الكتمان سراً. فهل هذه هي مفارقات الولوج إلى «لحظة الحسم لوقف الحرب». هذا ما نتوقعه في الأيام القادمة، وما يعزز هذا هو أن المبعوث الأممي في إحاطته الأخيرة أمام مجلس الأمن قد لوّح إلى مثل تلك التوقعات، عندما أشار إلى :

1.. أن الوضع لا يزال معقداً ومتقلباً.

2.. أن جهود الحوار بين الأطراف المتنازعة في الأشهر الماضية قد قاربت بين مواقفهم ووضعت خيارات لحلول مقبولة لهم.

3.. أنه من المهم أن تتم الحوارات في إطار مسار قصير المدى، للمضي قدماً نحو تسوية سياسية مستدامة.

 4.. أنه من الضروري أن تُترجم هذه الرؤية إلى خطوات ملموسة قابلة للتنفيذ، ويجب اتخاذ خطوات حاسمة لحل النزاع بشكل مستدام بقيادة يمنية وتحت رعاية الأمم المتحدة.

لذا فإن ما تتطلبه الأوضاع الحالية وبالذات فيما يتعلق بمسار وقف الحرب فهو بحاجة إلى مقاربة سلمية، واللجوء السريع إلى الحوار، وتفعيل الآليات الدبلوماسية أكثر من تصعيد الحرب على الجبهات. فالوضع لم يعد يحتمل، فالمأساة تتوسع معاناتها بتوسع دائرة الصراع إلى خارج الحدود اليمنية، والحالة الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية الفادحة التي طالت الملايين من الشعب اليمني، أصبحت لا تطاق متجلية في الخراب والدمار من والنزوح والأمراض .

حقا كنا نعوّل على الحراك الدبلوماسي الأممي والعماني ، لولا أنه حتى الآن لم يغيّر كثيراً في مسرح العمليات، كما أن القمة العربية لبعض الزعماء العرب التي عُقدت الأسبوع الماضي في العاصمة الإماراتية « ابوظبي» لم تأتي بجديد على الصعيد اليمني، خاصة والمجلس الرئاسي كان مغيّباً عن الحضور. بالمقابل فإن طرفي الصراع اليمني كل منهما متشدّد في موقفه دون الإيحاء بأي تنازلات. فالشرعية اليمنية لا تبدي حماسها لإلغاء” تصنيف الحوثيين بالإرهابيين” لتسهيل المفاوضات، ولا الحوثيون يبدون رغبتهم في التحاور مع الشرعية اليمنية.

الحديث عن لقاءات سعودية حوثية تحتل العناوين البارزة مصدرها تسريبات. رغم أن تصريحات رسمية حوثية أكدت صحة الأنباء المسربة وأن الإعلان عن الاتفاق بات قاب قوسين أو أدنى. نأمل أن يكون الحل قد أخذ بعين الاعتبار القضية الجنوبية والقوى الرئيسية الفاعلة والمسيطرة على الأرض، مالم فإن اليمن مقبل على حروب داخلية ستنعكس سلباً على دول التحالف العربي بشكل عام.

خلاصة القول : المشهد الحالي سوداوي ، يبقى الأمل معلقاً على مبادرة من هنا أو هناك قد ترى النور قريباً لتقنع الأطراف المتصارعة بحكمة الحوار في هذا الظرف الذي يحتاج الوطن إلى توافق وطني .أولاً وقبل كل شيء وهذا هو الطريق الصحيح لتوقف الحرب واتخاذ السلام الطريق الوحيد لإنقاذ البلاد والعباد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى