مقالات

أخلاقنا الجميلة

كتب : د. ريهام أبوبكر

 يجب إعلاء شعار أخلاقنا الجميلة  بكل ما تحمله من معنى، لنعيش في سلام، من الأخلاق الجميلة التسامح، والتسامح يعني التخلي عن أي مشاعر سلبية أو رغبة في الانتقام، بعد التعرض للأذى في تجربة ما ، فإن هذا يثير الكثير من التوتر، ويسبب تعباً جسدياً، والتسامح لا يعني التصالح مع الشخص الذي أساء إليك لكنه أمر هام للعلاقات التي تريد أن تحتفظ بها، الإيمان بأن التسامح قوة وليس ضعفاً، وأن العفو ليس نوعاً من الخضوع، ولا يوجد شروط في التسامح، فهو مفتوح لكل من يختلفون معك، يجب أن تخلق قنوات حوار مع الآخرين وتحديد موطن الاختلاف معهم لخلق لغة لفهم الموضوع، محاولة تفهم الرغبات التي تسيطر على من يختلفون معكم لجعل الأمر أكثر بساطة، كن إيجابياً وتنازل عن رأيك، إذا وجدت أنك مخطئ لا تحكم على الآخرين من أول رأي، لكن اعطهم فرصتهم الكاملة للتعبير عن آرائهم أفكارهم، ابدأ بالتسامح إذا كنت تريد أن يغفر البعض إساءتك، كيف تكون شخصاً متسامحاً، عندما يتعرض للأذى فإنه قد يغضب، وهذا طبيعي ويسمى الشفقة على الذات، لكن المسامحة تجعل مشاعر الغضب والحزن تظهر لفترة بسيطة، وسرعان ماتذهب، وبعدها يتذكر الإنسان الأشياء اللطيفة التي تهوّن ذلك الأذى لتعيش في سلام، الغضب المتكرر مدمر وقد يصبح أيضاً عادة عند التمسك به لفترة طويلة، المسامحة تطهر القلب، فهو يقبل الأمر ويصنع السلام له، والتسامح أمر لا مفر منه ، ولهذا يجب أن يكون لدينا التخلي عن الأمر ووضع السلام لعلاقة مستمرة، قد يتأذى شخص من شخص آخر تربطه به صلة ما كعلاقة قرابة ، لذا يجب وضع حدود في التعامل وليس إلقاء اللوم لكن يمكن التحدث ببساطة وإخباره بأن مافعله ليس بالأمر الجيد بالنسبة لك، وهنا سؤال، لماذا نحتاج التسامح؟ التسامح يحقق براءة الذمة، الصحبة والخير، نسيان الماضي، الاخوة والإنسانية، تماسك المجتمع، الأجر العظيم، وهناك عند التسامح، وهي فن التماس الأعذار فيجب توقع الخير دائماً ويفترض حسن النية مع الجميع، تحويل مشاعر الغضب إلى شفقة تؤدي إلى التسامح، استقبل أفعال الشخص المخطىء وردها إليه بإحسان، قد يكون الإحسان هو سبب للصلح والتسامح بين الطرفين، انظر لنفسك عند التسامح بأنك قوي وليس العكس ، فالتسامح يحتاج إلى قوة وإرادة ووعي، أما الانتقام والكره ضعف وقلة شخصية، الكرامة الحقيقية تكمن في الغفران مع التوجيه والنصح والإرشاد، وفي النهاية ينعكس التسامح على السلام الداخلي والخارجي والإصلاح، فلتكن من المصلحين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى