مقالات

نغمة التوحد مع الحوثي

كتب : عادل العبيدي

طيلة ثمان سنوات حرب ضد الحوثي وهم يتعمدون حرف مسار الحرب بأتجاه الجنوب ، من كانوا يسمون أنفسهم شرعية يمنية للحرب ضد الحوثي ، لم يتكلفوا ولو لدقائق في إشغال أنفسهم بقلق الحرب ضد الحوثي وكيفية هزيمته والقضاء نهائيا على شر إنقلابه ، كل الذي كانوا يطمحون إلى تحقيقه واستغلاله من تدخل دول التحالف في الحرب ضد الحوثي بقيادة السعودية هو كيف يوجهون تلك الحرب وسياسة تلك الدول في تمكينهم من السيطرة على العاصمة الجنوبية عدن وعلى بقية محافظات الجنوب باسم الحرب ضد الحوثي من أجل ضرب عصفورين بحجر واحدة القضاء على ثورة الجنوب الهادفة إلى استعادة دولة الجنوب المستقلة والسيطرة على الجنوب المصحوب باعتراف دول الإقليم والعالم بشرعيتهم ، بهكذا سياسة كانوا يحاولون فرض واقع جديد وهو سيطرتهم على الجنوب يقابله بقاء سيطرة الحوثي على الشمال ، وعلى أثر استمرار سيطرتهم الحالمة تلك يكون تهديدهم واستغلالهم لدول الجوار والمنطقة العربية من خلال التخابر والتخادم بينهم وبين الكهنوت الحوثي .

هذه الأيام ومن بعد الترتيبات الجنوبية الآخيرة من المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة القائد عيدروس الزبيدي التي قربت الجنوبيين أكثر وأكثر من استعادة دولتهم الجنوبية المستقلة التي كان أشهرها التوحد السياسي والنضالي الجنوبي في لقاء 4مايو 2023 م في العاصمة عدن وهيكلة المجلس الانتقالي وخطاب الرئيس القائد عيدروس الزبيدي أمام السلاطين والمشائخ والأعيان و الشخصيات الاجتماعية في حضرموت وكذلك عقد الدورة السياسية للجمعية الوطنية الجنوبية في حضرموت وماخرجت به من نتائج وتوصيات قوية وحاسمة في تسيد الجنوبيين على أرضهم والمضي نحو تحرير وادي وصحراء حضرموت من ميليشيات الإخوان ، نسمع هذه الأيام نغمة جديدة منتشرة بين أوساط الاخوة الشماليين الذين يمثلون مؤتمر عفاش وإخوان الإصلاح واتباعهم أن الترتيبات السياسية والعسكرية والتنظيمية الآخيرة للمجلس الانتقالي الجنوبي أنها تؤثر على الحرب ضد الحوثي ومن ثم أجبارهم الهروب إلى حضن الحوثي والتوحد معه من أجل الدفاع عن مايسمونها وحدة اليمن المزعومة .

الجماعة مازالوا في سباتهم القديم يحلمون بتحقيق تأويلاتهم السياسية البليدة التي انطلقت مع بداية إنطلاق عاصفة الحزم أنهم سوف يعاودون تحقيق سيطرتهم العسكرية والسياسية على محافظات الجنوب ، و أن تهديداتهم تلك في التوحد مع الحوثي ستجعل دول الإقليم والعالم يلغون جميع الترتيبات السياسية من أجل أنهاء الحرب وإحلال السلام في اليمن التي اوشكوا على الانتهاء من ترتيباتها المبينة ملامحها في الأفق أنها سوف تستقر على الاعتراف بسيطرة الحوثي شمالا والاعتراف باستعادة دولة الجنوب المستقلة جنوبا .

نغمة التوحد مع الحوثي التي تتغنون بها هذه الأيام هي احدى الدلائل التي تبين أتهامكم على مدى خيانة تخابركم وتعاونكم مع الحوثي إلى جانب خياناتكم السابقة في عدم تنفيذكم بنود الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها برعاية سعودية بينكم وبين الانتقالي الجنوبي (اتفاق الرياض ومشاورات الرياض) التي كان الهدف منها هو توحد الحرب ضد الحوثي ، سيبقى الجنوب ودولته المستقلة القادمة بإذن الله وبدعم عربي وخليجي في تحد عسكري دائم ضد أي عدوان جديد يستهدف أراضي دولة الجنوب المستقلة من قبل ميليشيات الحوثي والمتحوثين المتوحدين معه من إخوان اليمن ومؤتمر عفاش .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى