دقيقة حب

خاطرة: كنار محمد عبدو
أفكر بتلك الدقائق، تلك التي تمرّ
سريعًا وأنا أحادثكَ، هل كانت سعادتها بسماع صوتِك تدفعها للرقص على نغمه فتتسارع مع نبض قلبي وتمضي وتأخذني منكَ، هل تشاركني هواكَ أم هل تحمل لكَ بين ثوانيها حبًا لكَ كما أحمل لكَ بين أضلعي قلبًا يحتفظ بحروفك ويضعها وسامًا فوق نبضه؟
كُفي عن الدوران أيتها الدقائق، كفي عن الرقص حول كلماتنا، لا حاجة لي بألحانك، ولا أهمية لكِ في ما يدور بيننا من كلام، لتمري ثقيلةً.. بطيئة.. لا تعرف السير في زمنٍ تمنيت أن تصاب أطرافه بالشلل فيتوقف عن المسير ويتركني ضائعةً في تفاصيل صوتٍ يعشقه قلبي..
الآن أفكر باتصالٍ.. وربّما كنتُ أحتاج سماع همسه وكلماته.. تعاتبني تلك الدقائق وتمنعني.. تقول إحداها “اقتلي هذا الاتصال قبل أن يقتلكِ، ستتألمين وسيصبح ذكرى تجرحكِ دائمًا، لمَ لا تقتليه؟!” وتوبخني الأخرى قائلة “ويحكِ.. ألا تشعرين؟؟ ألا تعلمين بأن لا مكان لكِ في قلبه؟ لن يذكركِ في قصائده، لن يتحدث عنكِ يومًا، لن يشتاق إليك، اقتلي هذا الاتصال اقتليه” وتقول لي الأخرى “كفي عن ملاحقته كشبحٍ يطارده بحبٍ أشبه بحلم طفلٍ بالعثور على نجمةٍ من السماء، ستصفعكِ الحقيقة، وسترميك في غياهب نسيانٍ لن يصل إلى قلبك، ستعانين وستعودين إليّ وحيدةً.. أحذركِ للمرة الأخيرة.. لا تتصلي”
وتدور بي الأرض وتقتلني كلماتهم، فأقطع شرايين هذا الاتصال قبل أن تنبت، قبل أن تزهر لي ياسمينًا وأملًا، وأرتمي على الأرض وأسمع ضحكاتهم الساخرة، وتلك العقارب تضحك بي شامتةً وتفرغ سمها في قلبي فتزيدني ألمًا، وتزيدني عشقًا، وتدور حولي لتحيط بقلبي الخيبة والهزيمة، وأسمع صوتًا عذبًا يقول لي “تستحقين دقيقة حبٍ تملأ روحك بالأمل، كل الدقائق كاذبة، أما أنا فصديقتكِ التي تسمعكِ جيدًا، عودي إلى حروف اسمه وانسجي منها قصة حبٍ وإن ضاقت بكِ الأرض سأعانقكِ.. سأطوق قلبكِ بالياسمين ولن أسمح لكِ بالبكاء، هذه أنا.. دقيقةٌ تحبكِ وتمنحكِ الكثير من الأمان، لن أمنعكِ من الاتصال، هذه فرصتكِ..
عودي إليه، أعدكِ بأنني سأكف عن الدوران وسأتمرد على جميع القوانين وأخلد اسمكِ واسمه في التاريخ، لن أرقص على نغمات صوته، وسأمنع الزمن من الحركة، سأترك قلبكِ يتراقص على ألحان الهوى، دعيني أخبركِ بأنني سأضعكِ خارج حدود الزمن، فهلا عدتِ وعاودت الاتصال من جديد؟ هذه دقيقة حبٍ أنت تستحقينها.