«أيقونة» شعر : ليان صالح
سمانيوز/ خاص
أيقونة أنت
ومفتاح لأزرار التحكم في ملفات الفؤادِ
وفي الدخولِ وفي الخروجِ
على اليسارِ أو اليمين
وأنا التي برمجتُ نفسي مع ملفاتي
أعدّلها وأحفظها وأخفيها مشفرة عن المخترقين
ونسيتُ كلمة سرّها، ونسيتُ رمزَ مرورها
ونسيتُ اسمي مذ نقرتكَ نقرةً بل نقرتينْ
وغرقتُ في بحثٍ طويل
عن شؤون العاشقين المغرمين، التائهين المتعبين
كانت نتائجه ملايينا من الصفحاتِ
آلافاً من الشبكات
آلافَ الروابطِ
بعضها لمواقعَ .. وبقية لمحررين
شعر وخواطر .. قصص ومقالات
وموسيقا ولوحات
وما ما بينَ بينْ
أحسستُ أني ضائعة فيها
وأني نقطةٌ في بحر مليار من المستخدمينْ
أغلقتُ كلّ نوافذي
وفتحتُ نافذةَ المساعدة
التي دلّت عليك وحدك تتحكّم وتحكم وتسمح وتمنع
فأعدتُ نقركَ نقرةً بل نقرتينْ
أيقونتي أنتَ
ومفتاحي لأزرار التحكم في ملفات الفؤادِ المستكينْ
لكن أيا أيقونتي
لم تستجِب … بل خذلتَ أوامري
وتعطّلت كل البرامج والملفات ، وأجهزتي وأزراري .. وكل ذواكري
في لحظةٍ أو لحظتينْ
وأنا أراكٓ من أمامي تختفي
وفي مكانك فوقَ سطحِ المكتبِ الملتاع
نافذة مجمدة تقولُ لي الوداع
وتقولُ لي : ياصديقتي هلاّ صحوتي من المنام
ياصديقتي ليس الهوى ما ذقتِهِ
ليس الهوى ما كنتِه
كلا وما كان الغرام
كلا ولا حباً ولا وجداً ولا شوقاً ولا حتى حنين
ما كان ذلك في النهاية
في النهاية
في النهاية
غيرَ فيروس من النوع اللعينْ.