آراء جنوبية

أليس الأقربون أولى بالمعروف؟؟

حسن اليافعي

حسن اليافعي

ناشط جنوبي
كثيرة هي الأمثال والأقوال المأثورة والحكم التي تحثنا على إعطاء اهتمام وأولوية للأقربين. كما حثنا ديننا الحنيف على بر الأقربين، وأوصانا نبينا بذلك.
لكن يبدو أن هناك فهماً ومعنىً آخراً استجد للأقربين.
لقد كنا نتوقع بعد كل تفجير انتحاري يذهب ضحيته العشرات من خيرة أبنائنا وأهلنا الجنوبيين أن يقوم شيوخنا الأجلاء وخطباء مساجدنا بإدانة تلك الأفعال والجرائم الشنعاء بحق إخوانهم وأهلهم. بل وينظمون حملات توعية دينية في كل مساجدنا لمحاربة أفكار الغلو والتطرف الديني التي تُستَخدم في إغواء وتضليل شبابنا ليصبحوا، تحت تأثير هذا الفكر الضال، انتحاريين، ليس على أعداء أمتهم وليس على الفاسدين والظالمين في بلادهم، ولكن ، وللأسف، يفجرون أنفسهم فوق البسطاء والأبرياء، تحت مبررات أقنعتهم بها مرجعيات الكفر والضلالة وأمراء الفيد والغنائم.
نعم، لقد كان ذلك عشمنا فيهم، لكنهم لم يفعلوا ذلك. وإن فعلوه، فإنهم يفعلونه على استحياء، وفي كثير من الأحيان بناءً على ضغط المصلين في المساجد.
من حق حلب، كغيرها من ديار المسلمين، أن ندعو لها بالنصر وأن ندعوا على أعدائها وظالميها بالهزيمة والانكسار. لكن، أليس من حق أبنائنا وأهلنا الذين يجري القتل فيهم ليل نهار، وبدم بارد، وبالعشرات أن ندعوا لهم في العشي والبكور. وأن ندعوا على من يقتلهم زرافات ووحدانا بالعذاب العاجل في الدنيا والآجل، يوم يقوم الناس لرب العالمين.
يا أحبتنا، من شيوخنا الأجلاء ومن خطباء مساجدنا، لا زال الأمل يحذونا في صحوة شجاعة ومنصفة، تصححون بها مسار خطابكم الديني لعل الله يشرح به صدور شبابنا المغرر بهم ويعيدهم إلى طريق الحق والصواب.
والله من وراء القصد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى