سمانيوز _ بكين – متابعات
اعتبر الرئيس الصيني شي جين بينغ، أن بلاده قادرة على مضاعفة حجم اقتصادها، بحلول عام 2035، بعدما حدّد الحزب الشيوعي الحاكم خططاً مستقبلية طموحة.
ونقلت “وكالة أنباء الصين الجديدة” (شينخوا) الرسمية عن شي جين بينغ قوله، في خطاب أمام اللجنة المركزية للحزب: “من الممكن، وفقاً للمعايير الحالية، مضاعفة إجمالي الناتج الاقتصادي أو دخل الفرد، بحلول عام 2035”.
وأفادت وكالة “بلومبرغ”، بأن قياديّي الحزب الشيوعي أصدروا الأسبوع الماضي إطاراً واسعاً لخطة اقتصادية مدتها 5 سنوات، ورؤية مدتها 15 سنة، ترتكز إلى الاعتماد على الذات في التكنولوجيا، وتعزيز الاستهلاك المحلي، والسعي إلى تحقيق نموّ ذي جودة عالية، على حساب السرعة.
ونقلت الوكالة عن هونغ هاو، أبرز الاستراتيجيين في مؤسسة “بوكوم إنترناشيونال” ومقرها هونغ كونغ، قوله إن “الخطة لم تحدّد هدفاً واضحاً للنموّ”، مستدركاً أن طموح شي جين بينغ لمضاعفة إجمالي الناتج المحلي بحلول عام 2035، سيعني معدل نموّ سنوي يقارب 4.7%.
وتمتلك الصين ثاني أضخم اقتصاد في العالم، ويُقدّر البنك الدولي حجمه بنحو 14.3 تريليون دولار. ويعتبر البنك أن الصين من الاقتصادات ذات الدخل المتوسط الأعلى، مع دخل للفرد يبلغ 10 آلاف و410 دولارات سنوياً.
والدولة ذات الدخل المرتفع هي التي يبلغ نصيب الفرد فيها من إجمالي الدخل القومي 12 ألفاً و375 دولاراً أو أكثر.
*حاويات في مرفأ شنغهاي الصيني – 19 أكتوبر 2020*
“مزدهر باعتدال”
وأشارت “بلومبرغ” إلى أن الهدف الأخير للرئيس الصيني يتشابه مع الهدف الحالي، المتمثل في مضاعفة إجمالي الناتج المحلي للصين والدخل من مستويات عام 2010 بحلول عام 2020، إضافة إلى بناء “مجتمع مزدهر باعتدال” بحلول نهاية هذا العام.
ونقلت “شينخوا” عن شي قوله إن الصين ستعلن رسمياً تحقيق نصر بشأن هذا الهدف، بعد إجراء تقييم منهجي في النصف الأول من العام المقبل.
لكن “بلومبرغ” اعتبرت أن تحقيق الأهداف الجديدة قد يكون أكثر صعوبة، إذ أن الاقتصاد العالمي قد يترنّح لسنوات نتيجة فيروس “كورونا” المستجد، وبسبب مناخ جيوسياسي بات أكثر عداءً لطموحات بكين التي تعرّضت لضغوط من واشنطن بشأن التجارة والتكنولوجيا، ما عزّز سعيها كي تصبح أكثر اكتفاءً ذاتياً في القطاعات الرئيسة.
وأشارت الوكالة إلى أن اقتصاديين يرجّحون أن ينمو الاقتصاد الصيني بنسبة 2.1% هذا العام، بسبب كورونا، ويبلغ 8% في عام 2021.
أهداف “متحفظة”
ونقلت “بلومبرغ” عن شينغ تشاوبينغ، وهو اقتصادي في “المجموعة المصرفية لأستراليا ونيوزيلندا”، قوله إن أهداف الصين كانت “متحفظة”، وتضمّنت معدل نموّ يبلغ 4.5%، بين عامَي 2022 و2035.
ورجّح أن ينمو الاقتصاد بنسبة 9.2% العام المقبل، وأضاف: “هذا يعني أن القيادة الصينية ستركّز أكثر على جودة النموّ وهيكله، أكثر من كميته. يُظهر تقديري أن الصين يمكنها مضاعفة الإنتاج خلال 12 سنة”.
وأشار شي جين بينغ إلى انعدام الاستقرار وعدم اليقين في المناخ العالمي في السنوات المقبلة، مع أخطار كثيرة يمكن أن تمسّ الاقتصاد المحلي، مرجحاً أن “تأثير كورونا بعيد المدى، سيترك أثره على الاقتصاد العالمي”، وفق “شينخوا”.
