أخبار دولية

محاولات لإزالة العقبات بمحادثات فيينا.. وإيران لا تتوقع “خلاصة نهائية”.

سمانيوز / متابعات

استأنفت الأطراف المشاركة في محادثات فيينا لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، السبت، المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن، في محاولة أخيرة لـ”إزالة الخلافات”، ووسط آمال بالتوصل إلى اتفاق وشيك، في الوقت الذي استبعد فيه كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي، التوصل لما وصفه بـ”خلاصة نهائية” خلال الجولة الجديدة من المباحثات الرامية لإعادة إحياء الاتفاق النووي.
وبدأت الجولة السادسة من المحادثات، السبت، كالمعتاد باجتماع الأطراف المتبقية في الاتفاق وهي إيران وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والاتحاد الأوروبي، في قبو فندق فاخر.
ويقيم الوفد الأميركي المشارك في المحادثات، المعروفة باسم اللجنة المشتركة لخطة العمل الشاملة المشتركة، في فندق على الجانب الآخر من الشارع لرفض إيران عقد اجتماعات مباشرة، بحسب وكالة رويترز.

قضايا عالقة

وتوقع مبعوث الاتحاد الأوروبي والمنسق الرئيسي للمحادثات، إنريكي مورا، الذي يقود الدبلوماسية المكوكية بين إيران والولايات المتحدة التوصل لاتفاق خلال هذه الجولة من المحادثات، لكن مبعوثين آخرين أبدوا قدراً أكبر من الحذر، وقالوا إن الكثير من القضايا الصعبة لم تُحل بعد.
وقال متحدث من الاتحاد الأوروبي في بيان للصحافيين “نحن نحرز تقدماً لكن المفاوضات محتدمة وهناك عدد من القضايا ما زالت (عالقة) بما في ذلك كيفية تنفيذ الخطوات” التي يتم الاتفاق عليها. وأضاف أن الهدف يتمثل في “إيجاد سبل تتيح التوصل لاتفاق نهائي خلال الأيام المقبلة”.

بينما قال المبعوث الصيني للمحادثات، وانغ تشون، إن العقوبات الأميركية هي النقطة الرئيسية المستعصية على الحل.
وأضاف السفير الصيني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، للصحافيين “رسالتنا لهم (الولايات المتحدة) هي أن عليهم الكف عن التردد بالتحرك نحو اتخاذ قرار حاسم برفع العقوبات”.
وفيما يتعلق بالخطوات التي يتعين على إيران اتخاذها للعودة إلى الامتثال للاتفاق، قال وانغ “إلى حد بعيد.. تم إنجاز القضايا الرئيسية من حيث المبدأ على الرغم من أن هناك بعض الأمور (مازالت عالقة)”.

“تفاؤل حذر”

من جهته، قال سفير روسيا لدى منظمة الطاقة الذرية بفيينا ميخائيل أوليانوف، للصحافيين بعد اجتماع اللجنة المشتركة “نحتاج إلى أسبوعين إضافيين لتنقيح النص الحالي وإزالة الأقواس المربعة حول مواضيع ثانوية. نحتاج إلى التركيز على كيفية تنفيذ الاتفاق”.
وأضاف أوليانوف الذي بدا أكثر حذراً الآن: “هذا (التنفيذ) هو القضية الرئيسية التي لم تحسم. أحرز تقدم ولكنه ليس بالسرعة التي كنا نأملها. لكنني ما زلت متفائلاً. على الرغم من الاختلافات المتبقية، فإن الاتجاه إيجابي”.

“اتفاق مستبعد”

من جانبه، استبعد مساعد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، السبت، التوصل لما وصفه بـ”خلاصة نهائية” خلال الجولة الجديدة من المباحثات الرامية لإعادة إحياء الاتفاق النووي.
ونقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية، الرسمية عن عراقجي، وهو رئيس الوفد الإيراني في المفاوضات، قوله إن “قراراً اتخذ بمنح سرعة أكبر للعمل، وأن “ندرس القضايا المختلف بشأنها، خلال الاجتماعات بين الخبراء والمديرين السياسيين من أجل التوصل إلى الحلول اللازمة لها”.
وأضاف: “نواجه وضعاً معقداً بسبب أن عودة أميركا إلى الاتفاق النووي تتضمن جملة من القضايا التقنية والقانونية والسياسية، فضلاً عن أن التحقق من إجراءات الولايات المتحدة بحد ذاته يتضمن بعض التعقيد”.
وأشار إلى أنه من الضروري التخطيط لذلك والتدقيق بشأنه وتحديد المعايير لهذا الأمر.

“تقدم سريع”

من جانبه، قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس الذي لا يشارك في المفاوضات لوكالة رويترز، إن “التسويف ليس في مصلحة أحد”، داعياً كل الأطراف لإبداء المرونة في المحادثات.
وأضاف: “الأمر يتعلق بالمرونة والبراغماتية من جميع الأطراف المشاركة”.

تغيير يهدد الاتفاق

في سياق آخر، حذرت شبكة “بلومبرغ”، من أن “التغيير السياسي” المُرتقب في إيران، ربما يهدد محادثات إحياء الاتفاق النووي بالعاصمة النمساوية فيينا، ويجعلها “أكثر تعقيداً”.
وقالت “بلومبرغ”، إن القوى العالمية وإيران ستحاول إحياء اتفاقهما النووي التاريخي للمرة الأخيرة، قبل أن يتوجه الناخبون في طهران إلى صناديق الاقتراع الأسبوع المقبل لانتخاب رئيس جديد من المرجح أن يكون “أقل استعداداً لتقديم تنازلات للغرب”.
وقبل ثلاث سنوات انسحب الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب من الاتفاق بشكل أحادي، وأعاد فرض العقوبات على إيران، ما دفعها إلى زيادة إنتاجها من الوقود النووي بشكل كبير.

ومنذ أسابيع، حذّر دبلوماسيون أوروبيون من أن إحياء الاتفاق ربما يصبح أكثر تعقيداً إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قبل الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقررة في 18 يونيو.
ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان أسبوع واحد فترة كافية للتوصل إلى اتفاق، على افتراض أن هناك إرادة لدى الجانبين للقيام بذلك، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس للصحفيين، الخميس، إن “القضايا الكبيرة” لا تزال تثير الانقسام بين الجانبين.
وأضاف: “نحن نتحرك بوتيرة تتوافق مع رغبتنا في تقييد البرنامج النووي الإيراني مجدداً، ورؤية إيران مرة أخرى تخضع لحظر دائم، يمكن التحقق منه فيما يتعلق بالحصول على سلاح نووي”.
في المقابل، قال متحدث باسم الحكومة الإيرانية، هذا الأسبوع، إن نهج بلاده تجاه إحياء الاتفاق لن يتغير بعد مغادرة الرئيس حسن روحاني، الذي أيد الاتفاق، منصبه في أغسطس المقبل.
غير أنه من المتوقع إلى حد كبير، أن يخلف روحاني رئيس السلطة القضائية الإيرانية المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي، الذي يعتبر بوجه عام معادٍ للعمل مع الولايات المتحدة، حسب “بلومبرغ”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى