أخبار دولية

وزير الدفاع الأميركي يرأس وفد بلاده في مشاورات عسكرية مع كوريا الجنوبية

سمانيوز / متابعات

شدد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، في سيول الأربعاء، على أهمية الوحدة في التحالف بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، لمواجهة “تحديات الغد”، وتشمل تهديدات نووية من كوريا الشمالية وتحديات متزايدة من الصين.
أدلى أوستن بهذه التصريحات خلال عشاء في سيول، بعد ساعات على وصوله للمشاركة في المحادثات الوزارية السنوية بين البلدين، وتُسمّى “الاجتماع الاستشاري الأمني”، وتعقد الخميس، بحسب وكالة “يونهاب” الكورية الجنوبية للأنباء.
وأفادت وكالة “رويترز” بأن هذه الاجتماعات ستشكّل أول “اجتماع استشاري أمني” رسمي بين سيول وواشنطن، منذ تنصيب الرئيس الأميركي جو بايدن، في يناير الماضي. وأضافت أن الجانبين سيبحثان مستقبل تحالفهما العسكري، إضافة إلى خططهما لمواجهة التهديدات من كوريا الشمالية.
ويشارك في الاجتماعات رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، الجنرال مارك ميلي، علماً أن كوريا الجنوبية تستضيف حوالي 28 ألفاً و500 جندي أميركي، منذ نهاية الحرب الكورية (1950-1953)، التي وضعت أوزارها بعد التوصّل إلى هدنة، بدلاً من إبرام معاهدة سلام.

“قيم ومبادئ مشتركة”

ونقلت “يونهاب” عن أوستن قوله: “لا ينبغي لأحد أن ينطلق في رحلة طويلة دون شريك موثوق به، مدركاً أن أي أخطار يواجهها على طول الطريق، يمكن مواجهتها سوياً بشكل أفضل. هذا النموذج المثالي يدفع جهودنا للنظر عبر الأفق ومواجهة تحديات الغد”. وأضاف: “سنفعل ذلك بالطريقة التي ينبغي أن يفعلها أصدقاء قدامى معاً، ويمكننا المضيّ معاً الآن ولعقود مقبلة”.
ووصف أوستن التحالف بين سيول وواشنطن بأنه شراكة مبنية على “القيم والمبادئ المشتركة”، وتابع: “نتشارك في نوع خاص من الثقة، لأننا قاتلنا وضحينا مع بعضنا بعضاً، للدفاع عن الحرية والديمقراطية”. وشدد على التزام “صارم” بالدفاع عن كوريا الجنوبية، في ظلّ مخاوف مستمرة بشأن البرنامجين، النووي والصاروخي، لكوريا الشمالية.
وكتب أوستن على “تويتر”، بعدما حطّت طائرته في مطار سيول، أن التحالف بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية “هو العمود الفقري للسلام والأمن في هذه المنطقة”.

“ردع موسّع”

والتقى ميلي، الأربعاء، رئيس هيئة الأركان المشتركة الكوري الجنوبي، الجنرال إن تشول وون، في الاجتماع السادس والأربعين للجنة العسكرية بين الجانبين، من أجل مناقشة التهديدات الكورية الشمالية والموقف الدفاعي لقوات التحالف، بحسب “يونهاب”.
وأفاد بيان مشترك، بأن الجانبين “أقرا بالتحالف الدائم وأبرزا التقدّم الكبير الذي تحقق لتعزيز التعاون” بين سيول وواشنطن. وشدد ميلي على التزام الولايات المتحدة بتأمين “ردع موسّع” لكوريا الجنوبية، في إشارة إلى تعهد واشنطن بالدفاع عن سيول، مستخدمة أسلحة نووية إذا لزم الأمر، بحسب “رويترز”.

“إعلان نهاية الحرب”

وذكرت “رويترز” أن سيول تسعى إلى إقناع واشنطن بدعم “إعلان نهاية الحرب”، كوسيلة لتحريك المحادثات المجمّدة مع بيونج يانج، من أجل تفكيك برنامجها النووي. وأشار مسؤولون أميركيون إلى دعمهم لإعلان مشابه، مستدركين أن الأمر قد يشهد خلافات مع كوريا الجنوبية، بشأن تسلسل مثل هذه الإجراءات.
في السياق ذاته، أعلنت الرئاسة الكورية الجنوبية أن مستشار الأمن القومي، سوه هون، سيزور مدينة تيانجين الصينية، الخميس والجمعة، بدعوة من أبرز الدبلوماسيين الصينين، يانج جيتشي. وأضافت أن الجانبين يعتزمان “تبادل الآراء بشأن ملفات ذات اهتمام مشترك، مثل العلاقات بين كوريا الجنوبية والصين، وقضايا شبه الجزيرة الكورية، والشؤون الإقليمية والدولية”.

ورجّحت “يونهاب” أن يناقش الطرفان سعي سيول إلى إعلان نهاية الحرب الكورية، التي انتهت بهدنة في عام 1953. وأضافت أن حكومة الرئيس الكوري الجنوبي، مون جاي إن، تعتقد بأن إعلان نهاية الحرب سيساهم في إحياء محادثات السلام المتوقفة مع الشطر الشمالي.
كذلك رجّح الناطق باسم الرئاسة، بارك سو هيون، أن “تكون لدى (سوه هون) رسالة لتوجيهها إلى كوريا الشمالية”، مضيفاً: “نأمل بأن تأتي كوريا الشمالية إلى طاولة الحوار وتناقش” إعلان نهاية الحرب.
وثمة ملف آخر، يُرجّح أن يتصدّر جدول أعمال المحادثات في سيول، ويتمثل في جهود كوريا الجنوبية لكسب “سيطرة عملياتية” في زمن الحرب، على القوات العسكرية المشتركة، علماً أن جنرالاً أميركياً يقود الآن تلك القوات أثناء الحرب.

عراقيل تعترض التحالف

وكالة “أسوشيتد برس” نقلت عن مون سيونج موك، وهو جنرال متقاعد في الجيش الكوري الجنوبي ومحلل في “معهد أبحاث كوريا للاستراتيجيا الوطنية”، قوله: “يواجه التحالف (بين سيول وواشنطن) بعض العراقيل. ليس مرغوباً فيه أن تشكّل مسألة التاريخ بين كوريا الجنوبية واليابان ومشكلات أخرى، عقبات” أمام الأمن القومي لكوريا الجنوبية. ويشير بذلك إلى تداعيات الاستعمار العسكري الياباني لشبه الجزيرة الكورية، قبل الحرب العالمية الثانية.

تأتي زيارة أوستن وميلي بعدما أصدرت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاجون) قبل أيام، نتائج مراجعة أجرتها الوزارة لانتشار قواتها في العالم، وتوصي بتعاون إضافي مع الحلفاء والشركاء، لردع “عدوان عسكري صيني محتمل وتهديدات من كوريا الشمالية”، كما تتضمّن موافقة أوستن على تمركز دائم لسرب مروحيات هجومية ومقرّ فرقة مدفعية، في كوريا الجنوبية.
واعتبر ناطق باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أن قرار الولايات المتحدة في هذا الصدد، يشكّل دليلاً على أن البلدين يقدّران بشدة تحالفهما.
وأشار ليف إريك إيسلي، وهو أستاذ في جامعة إيوا بسيول، إلى أن “واشنطن تتطلّع أيضاً إلى أن تقوم سيول بالمزيد خارج شبه الجزيرة (الكورية)، وقد يتضمّن ذلك تعاوناً ثلاثياً مع اليابان، على رغم التوترات بشأن التاريخ، والمساهمة في الأمن البحري لآسيا، على رغم اعتراضات الصين”، بحسب “أسوشيتد برس”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى