أخبار عربية

ليبيا.. تحقيق لفك لغز «مقابر المهاجرين»

سمانيوز/متابعات

عادت ظاهرة الكشف عن المقابر الجماعية للمهاجرين غير الشرعيين في ليبيا للظهور بقوة في المناطق الصحراوية الشاسعة لتثير قلق السلطات المحلية والمجتمع الدولي، ودفعت بقوة نحو التحقيق في الظاهرة وملاحقة المتورطين فيها، لفك لغز «مقابر جماعية» لمهاجرين غير شرعيين.

وقال مسؤول أمني ليبي إنه تم العثور على 11 جثة أخرى على الأقل لمهاجرين في مقبرة جماعية بجنوب شرق البلاد، ليرتفع إجمالي الجثث التي تم انتشالها من 55 مقبرة إلى 39 جثة، بعد الإعلان يوم الأحد عن انتشال 28 جثة شمالي الكفرة، وهي منطقة كبيرة بجنوب شرق البلاد.

وقالت المنظمة الدولية للهجرة إن الجثث التي عثر عليها في مقبرتين جماعيتين في ليبيا تحمل آثار طلقات نارية، وفق ما أوردت وكالة رويترز. وتقع المدينة الرئيسية في الكفرة على بعد نحو 1700 كيلومتر من العاصمة طرابلس.

وقال محمد الفضيل، رئيس جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية في قطاع الجنوب الشرقي، إنهم يتوقعون العثور على مقابر أخرى. وأضاف أنه تم ترقيم الجثث وأخذ عينات منها لإجراء فحوص الحمض النووي بحضور النيابة العامة والبحث الجنائي.

وأصبحت ليبيا طريق عبور للمهاجرين الفارين من الصراع والفقر إلى أوروبا في طرق خطيرة عبر الصحراء الكبرى الشاسعة وعبر البحر المتوسط، بعد الإطاحة بمعمر القذافي في انتفاضة دعمها حلف شمال الأطلسي في عام 2011.

وأعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، عن قلقها بعد اكتشاف مقبرتين جماعيتين عقب مداهمات نفذتها القوات المسلحة على مواقع للاتجار بالبشر في منطقة الواحات، جنوب شرقي البلاد.

وقالت البعثة إن التقارير أفادت بأن الضحايا كانوا محتجزين لدى شبكات الاتجار بالبشر لعدة أشهر، وتعرضوا لسوء المعاملة والتعذيب، ودعت إلى إطلاق سراح المحتجزين غير الشرعيين في ليبيا، والى إجراء تحقيق كامل في المقبرتين الجماعيتين وتقديم مرتكبي الجرائم إلى العدالة.

من جانبها، أكدت النيابة العامة الليبية أنه تم العثور على 28 جثة في مقبرة جماعية لمهاجرين غير شرعيين، وأضافت أنها أمرت بعرض ثلاثة ممن قبض عليهم على سلطة التحقيق ضمن التحقيقات في الدعوى العامة ضد منظمة إجرامية تمتهن تهريب المهاجرين، والاتجار بالبشر في جنوب شرق البلاد.

وأوضح مكتب النائب العام أن منتسبي فرع جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية، في منطقة الجنوب الشرقي تتبعوا المعلومات التي كشفت عن تنظيم عمليات هجرة غير مشروعة، واتجار بالبشر شمالي مدينة الكُفرة، حيث تم الكشف عن وجود تشكيل عصابي تعمّد أفراده حجز حرية مهاجرين غير شرعيين وتعذيبهم وتعريضهم لضروب من المعاملة القاسية والمهينة وغير الإنسانية.

ويرى المراقبون أن هناك الكثير من الغموض لا يزال يحيط بمصير مئات المهاجرين الذين قالت أسرهم إنها فقدت الاتصال بهم، وهي لا تدري إن كانوا غرقوا في البحر أم تعرضوا للقتل وتم دفنهم في مقابر جماعية في الصحراء الليبية، أو أنهم لا يزالون محتجزين لدى زعماء شبكات الاتجار بالبشر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى