أخبار عربيةالسلايدر الرئيسيتقارير

هل دفع الحوثيون برئيس وزرائهم قدماً إلى الموت؟ .. تحقيق يكشف المستور

سمانيوز/تقرير/السميفع

هزّت العاصمة اليمنية صنعاء غارات جوية إسرائيلية دقيقة، يوم الخميس 28 أغسطس 2025م، أودت بحياة أحمد غالب الرهوي، رئيس وزراء حكومة مليشيا الحوثي. وبينما تداولت وسائل الإعلام خبر مقتله، ظل الغموض يكتنف الهدف الأساسي للغارة، ما أثار علامات استفهام حول الاستراتيجية الداخلية للمليشيا الحوثية.

الوقائع الميدانية والتناقضات

أعلنت المصادر الإسرائيلية أن الغارة استهدفت اجتماعًا ضم وزير الدفاع ورئيس هيئة أركان الحوثيين في قاعة مؤتمرات بالعاصمة صنعاء، في سياق محاولة اغتيال هذه القيادات العسكرية العليا. وأوضحت إسرائيل أن الاجتماع كان يُعقد لمتابعة خطاب زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، وأن الشخصيات المستهدفة وصلت إلى القاعة بالفعل.

إلا أن التقارير أفادت أن الرهوي، المنصب السياسي الرمزي، كان الضحية الوحيدة بين الشخصيات الرفيعة، فيما نجت القيادات العسكرية من القصف، وفق ما نقلته وكالة “نوفوستي” عن مصادر مقربة من عائلته.

هذا التناقض بين الروايات ونتائج الغارة يفتح المجال أمام قراءة أكثر تعقيدًا للحدث، تتجاوز حدود الحادثة العسكرية البسيطة، لتصل إلى احتمالية اتخاذ الحوثيين قرارًا مدروسًا بدفع رئيس وزرائهم نحو الخطر.

فرضية التضحية المحسوبة

التحليلات العسكرية تشير إلى أن استهداف الرهوي وحده، في حين لم يصب وزير الدفاع أو رئيس الأركان، قد يعكس استراتيجية دفاعية محكمة، تهدف إلى حماية العمود الفقري العسكري للمليشيا على حساب الرموز السياسية. هذا السيناريو يعكس استعداد الحوثيين للتضحية برمزية سياسية مقابل الحفاظ على قوتهم القتالية الحقيقية، ويطرح سؤالًا صريحًا: هل كان مقتل الرهوي حادثًا أم خطة محسوبة؟

الأبعاد السياسية والدعائية

الحادثة تكشف توازن القوى داخل صفوف الحوثيين، حيث قد تكون الأولوية لحماية القيادات العسكرية الأعلى. من الناحية الإعلامية، يمكن للمليشيا توظيف مقتل رئيس الوزراء كأداة دعائية، لإظهار خسارة رمزية كبيرة دون الإضرار بالبنية القتالية، ما يعكس فهمًا متقدمًا لمنهجية إدارة الأزمات والخروج بحدث يبدو مأساويًا لكنه محكوم بالحدود الاستراتيجية.

قراءة استراتيجية للسيناريو

إذا صحت تفاصيل التضحية المحتملة، يظهر أن الحوثيين يتبعون نهجًا قائمًا على إرباك تقديرات الخصم عبر وضع الهدف السياسي في مرمى الهجوم، في حين تظل القيادات العسكرية الأساسية بعيدة عن الخطر لضمان استمرار الفاعلية القتالية. وفي الوقت ذاته، يتم استثمار خسارة الرهوي في خطاب دعائي يرفع معنويات الصف الداخلي. هذا النهج يعكس بوضوح قدرة الحوثيين على إدارة المخاطر واتخاذ قرارات تكتيكية معقدة، مع مراعاة عناصر الرمزية السياسية والحفاظ على الهيكل العسكري، بما يشير إلى سيناريوهات التضحية المحسوبة التي قد تتبعها المليشيات في المستقبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى