استطلاعاتالجنوب العربيالسلايدر الرئيسي

قوات بن حبريش أنموذجاً… «الساحة الحضرمية» بين صمت النخب الجنوبية وتنامي المليشيات المسلحة

سمانيوز/استطلاع/ حنان فضل

بسبب الأحداث المتسارعة التي تشهدها الساحة الحضرمية تحولت التساؤلات إلى تحليلات سياسية خطرة، مما تسبب بانقسام بين مؤيد ومعارض لتشكيل قوات حضرمية، ولكن في باطنها مخطط انقسامي خطير، مما جعل المليشيات المسلحة تتنامى على أرض الواقع وقوات بن حبريش أنموذجاً، والذي تسبب في تغيّر الآراء وتحويلها إلى صراع بينهم، ولكن الصمت أحياناً لا يكون سيد المواقف، لا بد أن تأتي ردود فعل تنهي هذا الانقسام في حضرموت.

وضع معيشي صعب:

قال الدكتور الأكاديمي والمحلل السياسي جمال أبو بكر عباد: تشهد الساحة السياسية الحضرمية تنامياً متسارعاً للأحداث بين كافة القوى السياسية الحزبية في حصاد النفوذ في حضرموت، مع تحرك بطيء للعديد من النخب الحضرمية ذات الطابع القبلي، في حين غاب الدور الثوري الجماهيري الشعبي العام، مما أدى إلى تنامي دور المليشيات المسلحة التي تم تشكيلها خارج نطاق النظام والقانون، وفي وضع معيشي صعب جداً ساهم بشكل مباشر في الدفع بالعديد من الشاب إلى التحرك والانضمام إلى صفوف تلك المليشيات.

إن حضرموت اليوم في صراع مع العديد من القوى القبلية، التي تسعى للانفراد بالحكم على حساب قوى أخرى، وفي ظل غياب الدور الثوري الجماهيري الوطني في احتواء الموقف في المحافظة من أن يستفحل أكثر مما هو عليه الآن، وتشعل بوادر أزمة تعكس مدى الانقسام الحضرمي بشكل عام. وهذا بدوره يضعف من تأثير حضرموت في صنع القرار السياسي في البلاد بشكل عام، ويجعلها أسيرة بيد تلك المليشيات القبلية الموجودة فيها، وما قوات بن حبريش إلا أنموذج وشاهد على سير المحافظة في نفق مظلم تقوده إلى التمزق، وأيضاً سهولة سيطرة نفوذ قوى أخرى من خارج حضرموت في التحكم بالثروات وسهولة استمرارية نهبها.

أن الانقسامات داخل السلطة المحلية في حضرموت بين المحافظ ووكيله الأول، لم تكن من فراغ بل تمت تغذيتها ليسهل ابتلاع المحافظة وثرواتها لقوى النفوذ السياسي والاقتصادي الشمالي، وإفراغ أبناء حضرموت والجنوب من أي استحقاقات المرحلة القادمة، وتهميش أي دور لحضرموت في المراحل المقبلة، عبر زرع تلك المليشيات القبلية المسلحة في حضرموت، وكذلك استهداف قوات النخبة الحضرمية وقيادة المنطقة العسكرية الثانية، ونشر الفتن بين مختلف قبائل حضرموت بالساحل والوادي.

في حين أننا لم ندرك آثار وأهداف تلك المرحلة على النسيج الاجتماعي الحضرمي في المستقبل القريب. ولذلك، علينا أن نقف مع بعض في صف واحد لمواجهة ذلك الخطر الذي يهدد مصير كل أبناء حضرموت، ولمّ شمل كل الطيف السياسي الحضرمي، ومواجهة التحديات التي تواجهها حضرموت اليوم.

ضرب نسيجها الجنوبي:

من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي سيلان حنش الباراسي: تعتبر حضرموت عمق الجنوب العربي، ولن تغرد خارج السرب الجنوبي مهما حاول بن حبريش أو غيره أن يسلخها من نسيجها الاجتماعي الجنوبي، فهي تعتبر تاريخ وحضارة وثقافة الجنوب، ولن يفرط فيها أبناء الجنوب مهما كانت التضحيات.

لكن نرى اليوم أن هناك صمتاً كبيراً وغامضاً للنخب الجنوبية حول تنامي المليشيات المسلحة وقوات بن حبريش في حضرموت، ويعود ذلك الصمت إلى عدة عوامل وأسباب أبرزها وجود صراعات سياسية بين النخب الجنوبية وقوات حبريش والأحزاب اليمنية الداعمة لها، وأيضاً الخوف من التصعيد الإعلامي والعسكري حتى لا تتوسع فجوة الصراع بين النخب الجنوبية وقوات بن حبريش، وترك مساحة للوصول إلى تسوية لتهدئة الأمور في حضرموت، وعدم جرها إلى مربع الصراعات التي تسعى أحزاب يمنية لها أجندات تدعم بن حبريش لخلق صراع في وادي حضرموت، لضرب النسيج الجنوبي الجنوبي والاستفادة من ذلك الصراع للاستحواذ على ثروات حضرموت ونهب مقدراتها.

وفضلت تلك النخب الجنوبية الصمت على ما يجري من عسكرة في حضرموت لهذه المليشيات التابعة لـ “بن حبريش”، دون النظر إلى العواقب الوخيمة على الاستقرار في حالة الانجرار إلى أي صراع مع هذه القوات مباشرة، بحيث يزيد عدم الاستقرار الأمني في محافظة حضرموت بشكل خاص والجنوب بشكل عام، وتعمل هذه النخب من خلال الصمت على أن لا يكون هناك تأثير على السكان المحليين، لكون الناس لديها مخاوف من قدوم صراع في هذه المحافظة بسبب شطحات بن حبريش غير محسوبة النتائج، ولكون الخطوات التي يقوم بها خطوات متهورة وغير مدروسة بحسابات أمن واستقرار حضرموت، إنما تعبر عن عدم تقديره لمواقف وحسابات لصالح حضرموت وأبنائها.

وحيث أن جر حضرموت للصراع يجعل من النخب الجنوبية تعمل على التهدئة، لكون أي تصعيد مع هذه القوات يؤدي إلى التأثير على الاقتصاد المحلي، ويعمل على تعطيل الأنشطة الاقتصادية وتقليل الاستثمارات في المحافظة، وتكون هناك بيئة طاردة للاستثمار.
ولكن هناك تلاحم شعبي كبير يقف خلف القيادة السياسية للمجلس الانتقالي الجنوبي، ضد كل المشاريع التي تسعى إلى تمزيق الجنوب أرضاً وإنساناً ولن تسمح للأجندات المشبوهة أن تظهر أو تتنامى مهما كان.

تفريغ المناطقية والقبلية

وأوضح المحلل السياسي نجيب محفوظ مفيلح، أن القوى اليمنية التي تسيطر على الشرعية اليمنية المفروضة برعاية إقليمية ودولية على حكم شعب الجنوب، هي من تقف خلف تعذيب شعب الجنوب بالخدمات، وهي من خلال سيطرتها على الشرعية اليمنية تعمل على زعزعة الوضع والاستقرار الأمني الذي بات يخيم على الجنوب بفضل الجهود والتضحيات التي تخوضها القوات المسلحة الجنوبية، بزعامة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي نصره الله، وبأنها لتحقيق غايتها تلك في ضعضعة الاستقرار الأمني والسياسي في الجنوب، تعمل على تفريخ المكونات المناطقية والقبلية، وتدفع بها نحو تشكيل مليشيات مسلحة.

إلا أن ما حصل مؤخراً في المهرة، وما قامت به تلك المكونات المفرخة ومليشياتها، قد أثبت لأبناء حضرموت والمهرة وكل أبناء الجنوب أن هذه المكونات المفرخة ومليشياتها لا تمت بصلة لمطالبهم ولا لحقوقهم التي تدعيها وتتستر خلفها. وكشف بأنها مكونات ومليشيات ارتزاق مأجورة للقوى الزيدية اليمنية الإخونجية والحوثية الموالية للمجوس الشيعة.

وفي الأخير، قال سالم أحمد صالح بن دغار: بالتأكيد أن هناك تنامياً ملحوظاً وغير مسبوق لتشكيل مليشيات معارضة لتوجهاتنا الوطنية في استعادة الدولة الجنوبية على ترابها الوطني، من المهرة شرقاً حتى باب المندب غرباً، وبسبب التراخي المتعمد من قبل المجتمع الدولي والإقليمي، ومنع قوات المجلس الانتقالي من حسم معركة تحرير الجنوب وترك الحبل على الغارب، لغرض في نفس يعقوب، تمادت هذه المجاميع المأجورة من قبل قوى ليست بمجهولة في الحقيقة بل معلومة الهوى والهوية، ولكنها تعمل ربما بما اكتسبته من ضوء أخضر من جهات، وغايتها تعطيل الاستحقاق الجنوبي في استعادة الحق المسلوب، وما بن حبريش وما أدراك ما بن حبريش إلا نموذج لهذا العمل التخريبي والضار بقضية الشعب العربي الجنوبي الحر، مع غيره من الحركات والتكوينات المشروعة التي تحدث هنا وهناك وعلى صعيد الوطن بأكمله..

ومع هذا نحن نثق بأنفسنا ثقة كامة بأن شعبنا يمضي خلف أهدافه الوطنية دون الالتفات لمثل هذه الخزعبلات والتشكيلات الوهمية والورقية وأهدافها الهابطة، وأنه وبرغم كل المعاناة المخططة والممنهجة سيتنصر شعب الجنوب شاء من شاء وأبى من أبى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى