تعطيل قرار فك ارتباط الجنوب عن الشمال.. جنوبيون: العليمي وجد ضالته في بن بريك لتمرير أجندات اليمننة

سمانيوز / استطلاع
يتهم ناشطون جنوبيون الدكتور رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، بالسعي لتمرير أجندات سياسية يمنية إقليمية في الجنوب، تتعارض مع مشروع الجنوبيين في استعادة دولتهم، تتلخص في إدارة مخطط لتثبيت دعائم الوحدة اليمنية، وخلق كل ما من شأنه أن يؤدي إلى منع فك ارتباط الجنوبيين عن صنعاء. ولأجل نجاح المخطط استعان ببعض الشخصيات الجنوبية ضعيفة مهزوزة الشخصية مجرد إمعات، ينفذون ما يملأ عليهم ولو على حساب تجويع وقتل شعب الجنوب..
مشيرين إلى أن العليمي وجد ضالته في رئيس الوزراء الجديد سالم بن بريك، حيث أصدر قرار تعيينه ليس لأنه ناجح أو كفء أو لديه عصا سحرية، بل لأنه ضعيف الشخصية، مجرد مطية وجسر عبور لتمرير أجندات ولتثبيت واستدامة سياسة العقاب الجماعي ضد الجنوبيين، من قطع التيار الكهربائي وقطع الرواتب واستمرار انهيار العملة المحلية (الريال اليمني المتداولة في الجنوب)، وغيرها من الأزمات المفتعلة لحرف مسار الشارع، وإشغال الجنوبيين بقضايا مميتة في البيت والشارع وفي مرفق العمل، تنسيهم قضيتهم السياسية، لاسيما والقوى اليمنية ترى في تحسين الأوضاع الاقتصادية المعيشية والخدمية والتعليمية والصحية في الجنوب سيؤدي إلى إثارة النزعة الانفصالية لدى الجنوبيين.
«سمانيوز» التقت عدداً من الجنوبيين وطرحت عليهم السؤال أدناه:
هل وجد العليمي ضالته في بن بريك (مطية لتمرير اجندات ولتثبيت سياسة العقاب الجماعي لمنع فك ارتباط الجنوب عن صنعاء)؟ وخرجت بالآتي:
بن بريك لا يزال في بداية المرحلة وعلينا منحه الفرصة الكافية:
القيادي بانتقالي العاصمة عدن، الأستاذ هشام الجاروني، تحدث إلينا قائلاً: بخصوص سؤالك لا نستطيع أن نقول إن بريك جاء لتمرير أجندات العليمي، وقبل أن يتم تقييم عمله علينا أن نمنحه الفرصة الكافية لأنه لم يمنح الفرصة لتنفيذ أهدافه. وتابع الجاروني: الرجل مازال في بداية المرحلة، وإن كنا استشعرنا بجدية الأخ بن بريك في تقديم صورة مغايرة لما قدم سلفه، إلا أن الأمور لا تسير إلى الأمام، بل إن أحوال الناس تتراجع. وأعتقد أن الخلافات في المجلس الرئاسي عكست نفسها على جهود الأخ رئيس الوزراء، لذلك رأينا تراجعاً في أداء مجلس الوزراء.
واستطرد الجاروني قائلاً: على رئيس مجلس الوزراء أن لا يقبل أن يكون مطية لأي عقاب جماعي للشعب، أو مصدراً لتعطيل أي إصلاحات، وأن يكون خطابه للناس شفافا ودقيقاً يحدد فيه مكامن الخلل وأسباب التعطيل.
كلنا يدرك حجم الخلاف الذي حدث في المجلس الرئاسي، وتمسك العليمي بحقائب وزارية سابقة ولاحقة، وهذا بالتأكيد سيؤثر على الحكومة الجديدة، وقد يكون حجر عثرة أمام بن بريك الذي وإن حسنت نواياه لن يستطيع وحدة أن يغير الواقع المر الذي نعيشه،
أوضاع الناس صارت مأساوية وما بدأ فيه بن بريك يجب أن يستمر بوتيرة تصاعدية لا أن يكون فورة التعيين الجديد، وهذا ما تناوله أغلب المهتمين بأن كل الإجراءات التي استبشرنا بها خيراً هي نشوة التعيين فقط، وأرجو أن لا تكون كذلك.
وختم الجاروني قائلاً: المهم الآن أن نتكاتف جميعاً دعماً للأخ بن بريك، وأن نعرّي المعرقلين، لأننا في سفينة واحدة ومازال هناك بصيص من نور في بن بريك.
الشرعية والبرلمان جسور عبور العليمي:
الأستاذ حيدرة عبد الله، مدير ثانوية وقيادي بانتقالي أبين، يرى أن الشرعية اليمنية (رئاسي وحكومة مناصفة) وكذا مجلس النواب مجرد جسور عبور لتمرير سياسات العليمي في الجنوب، وأن اختياره وتعيينه لشخصيات جنوبية ضعيفة “منقادة” بمناصب كبيرة، عامل مساعد لنجاح سياسته المبنية على استدامة الأزمات والعقاب الجماعي، لتركيع الجنوبيين وثنيهم عن مشروعهم التحرري.
واستطرد قائلاً: سياسات العليمي مكشوفة، ولن يكتب لها النجاح طالما المجلس الانتقالي الجنوبي ممسك بزمام الأمور الأمنية والعسكرية وشريك مع العليمي في الأمور السياسية، ونتمنى أن يتخذ الانتقالي قرار فك الارتباط السياسي عن القوى اليمنية، كون ذلك أعطاها شرعية التحرك بأريحية في الجنوب، إلى جانب أن ذلك سيعطي الجنوبيين الحق في فرض أمر واقع على الأرض بمعزل عن أية إملاءات.
وختم قائلاً: لا تكمن الخطورة في شخص الدكتور رشاد العليمي، وإنما في القوى الإقليمية الداعمة لسياساته في الجنوب، وأنه يتعين على شعب الجنوب الصمود والتمسك بقيادته السياسية بالمجلس الانتقالي الجنوبي، برئاسة اللواء عيدروس بن قاسم الزُبيدي.
مجموعة أدوات لتنفيذ أجندات تخدم الخارج:
الشيخ سالم منصور دافق الجرادي، أحد مؤسسي الحراك السلمي الجنوبي، يرى أن القوى اليمنية الشاردة من صنعاء وتعز إلى الجنوب، يضاف إليها بعض الجنوبيين الخونة، هم مجرد مجموعة أدوات لتنفيذ أجندات تخدم الخارج ولو على حساب تجويع وإفقار شعب الجنوب.
وأضاف: على الجنوبيين أن لا ينتظروا أن يأتي فك الارتباط على أيدي رشاد العليمي أو البركاني، فأولئك بعض من رموز المحتل اليمني وتربية عفاش. وعلى شعب الجنوب أن يتحرك ويسارع إلى قلب الطاولة على رؤوس المحتلين، قبل أن نجد أنفسنا قابعين في باب اليمن.
وختم الشيخ الجرادي قائلاً: قواعد اللعبة السياسية تتغير وفق المصالح. وعليه، أنصح إخواني الجنوبيين بعدم الاعتماد الكلي على الخارج، والتركيز على إصلاح البيت الداخلي الجنوبي.
إرادة شعب الجنوب هي الأقوى:
الأستاذ عوض علي صائل، قيادي سابق بانتقالي محافظة أبين، قال: الإرادة الشعبية المستمدة من قضية عادلة ونضال وتضحيات وشهداء وجرحى، هي الأقوى والنصر حليفنا بإذن الله، مهما فعل ومارس الأعداء من سياسات قمعية وعقاب جماعي وخلق أزمات وشراء الذمم، والركوب على ظهور الخونة والإمعات، فكل ذلك مصيره ومصير من يقف خلفه إلى زوال، فالأرض أرضنا والقرار قرارنا، وعليهم أن لا يختبروا صبر شعب الجنوب، وإن غداً لناظره قريب.