الصين تقود طفرة في معالجة النحاس تثير قلق المصاهر العالمية

سمانيوز/وكالات
أصبح التوسع المستمر في طاقة معالجة النحاس بالصين خلال السنوات القليلة الماضية مصدر قلق عالمي، مع تسارع المصاهر حول العالم لتأمين الخامات الضرورية لإنتاج هذا المعدن الصناعي الحيوي.
وبحسب الشرق بلومبرج، الاثنين 9 يونيو 2025، قفز الإنتاج في الصين، أكبر دولة مصنعة للنحاس المكرر، إلى مستوى قياسي هذا العام، على الرغم من تصاعد الحروب التجارية التي تؤثر سلبًا على آفاق الطلب. وقد منحت هذه المنافسة المتزايدة شركات التعدين الكبرى قوة تفاوضية أكبر.
رسوم المعالجة تتراجع وتثير قلق المصاهر
تراجعت رسوم معالجة النحاس، التي تُعد عادةً مصدرًا رئيسيًا لإيرادات المصاهر، إلى ما دون الصفر في السوق الفورية، بل واقترحت شركة التعدين التشيلية “أنتوفاغاستا” (Antofagasta Plc) رسومًا سلبية على الإمدادات المتعاقد عليها مع المصاهر للنصف الثاني من العام.
يُغذّي هذا الوضع المتوتر لدى المصاهر في جميع أنحاء العالم توقعات باتجاهها نحو تقليص الإنتاج. على سبيل المثال، أغلقت شركة “غلينكور” (Glencore Plc) منشأة في الفلبين في فبراير الماضي. وقد تحول تركيز السوق إلى صمود الإنتاج الصيني بشكل مفاجئ، مما يطرح تساؤلات حول مدى إمكانية استمراره.
مرونة الإنتاج الصيني للضغوط المالية
يشير محللون ومسؤولون تنفيذيون في القطاع إلى أن إنتاج الصين يظهر مقاومة أكبر للضغوط المالية. ويعود ذلك إلى هيمنة الشركات المملوكة للدولة على هذا القطاع حاليًا، بالإضافة إلى وجود مصاهر كبيرة وفعالة وتكاليفها التشغيلية منخفضة نسبيًا. فقد جرى افتتاح ثلاثة مصانع رئيسية جديدة العام الماضي، مما عوض الأثر السلبي على العمليات الأصغر حجمًا بالكامل.
لكن في المقابل، لا تزال هناك شريحة كبيرة من السوق الصينية تتكون من مصاهر صغيرة مملوكة للقطاع الخاص، وهي أكثر عرضة لتقلص السوق الفورية، وتُقدر مجموعة “سي آر يو” (CRU) أن هذه المصاهر تُشكل نحو ربع إنتاج الصين.
صرح كريغ لانغ، المحلل الرئيسي لدى الشركة: “حتى لو كنت تملك قدرات مالية هائلة ومستعدًا للعمل بخسائر، فإنك في نهاية المطاف قد تضطر إلى خفض الإنتاج ببساطة لأنك لن تتمكن من تأمين مركزات النحاس”.
مخاطر كبيرة على صناعة صهر النحاس عالميًا
الرهانات كبيرة بالنسبة لصناعة صهر النحاس على مستوى العالم. فمع مواجهة جميع المنشآت ذات التكاليف المرتفعة لخسائر، فإن استمرار مقاومة كل طن من الإنتاج الصيني للضغوط المالية يعني مزيدًا من الضغط على المصاهر في مناطق أخرى.
تراجعت رسوم معالجة المركزات إلى مستويات سلبية في ديسمبر، وبلغت سالب 60 دولارًا للطن الشهر الماضي. وتُخصم هذه الرسوم من تكلفة المركزات، وهي تمثل عادةً جزءًا كبيرًا من إيرادات المصاهر. واليوم، باتت العقود طويلة الأجل مهددة أيضًا بالانزلاق إلى المنطقة السلبية، مما يعني أن المصاهر تدفع عمليًا أكثر من قيمة النحاس المستخلص من الخامات.