حلقة نقاش للباحث الحدي حول ورقة سياسية تاريخية لمرحلة ترسيم الحدود (اليمنية ـ العدنية) في أدباء وكُتَّاب الجنوب فرع الضالع…

سمانيوز/ الضالع /خاص
في طريق تأصيل مفهوم الهويَّة الجنوبيَّة ثقافيًا وتاريخيًا وتحت شعار: (الدولة الجنوبيَّة حقيقةٌ ماثلةٌ في وعي الاتفاقيات والمواثيق الدولية)، أقام اتحاد أدباء وكُتَّاب الجنوب فرع محافظة الضالع اليوم الأربعاء 2022/3/30م في مقر الفرع بالضالع حلقة نقاش في ورقة تاريخية سياسية قام بإعدادها الباحث والمؤرخ / شايف محمد قاسم الحدي، تحت عنوان:(اتفاقيات الحدود وصراع النفوذ الأنجلو ـ تركي حول اليمن والجنوب العربي)، استعرض فيها الباحث الحدي الجذور التاريخيَّة لصراع النفوذ ومطامع الإمبراطورية التركية بما كان يُسمّى بحكومة الباب العالي مع المملكة المتحدة (حكومة التاج البريطاني آنذاك) وخصوصًا الصراع على ما كان يُطلق عليها مناطق (القبائل التسع المحمية)، أو مصطلح (المناطق الداخلية لعدن) الواقعة تحت النفوذ البريطاني وتكرار التدخلات ومحاولة غزو واحتلال تلك المناطق من قبل تركيا بعد عام 1873م بحجة ادِّعائها بأحقّية نفوذها عليها وعدم اعترافها بالنفوذ البريطاني على تلك المناطق.
ودفعًا لخطر التدخل في تلك الأراضي برزت المقاومة المستميتة لأُمَراء وسلاطين ومشائخ تلك المناطق الجنوبيَّة دفاعًا عن أرضهم التي ورثوها عن آبائهم وأجدادهم لما عرفوه من جبروت وطغيان الاحتلال التركي عبر المراحل التاريخيَّة وقد كانت حكومة التاج البريطاني في عدن تراقب هذه المقاومة عن كثب، وبغرض تأمين مدينة عدن والطرق التجارية من خطر التدخل التركي سعت بريطانيا إلى دعم مقاومة أمراء ومشائخ وأبناء تلك المناطق والذي تكلل هذا الدعم مؤخرًا بعقد معاهدات واتفاقيات حماية معهم.
والجدير ذكرُه أن تلك المعاهدات والاتفاقيات قد أعطت حكومة التاج البريطاني مشروعية التدخل لحماية تلك المناطق من خطر التدخل التركي، وقد استمر هذا الصراع بين تركيا وبريطانيا منذُ أن تمَّ عقد اتفاقيات الحماية تلك وما تخلل هذا الصراع من هُدَن ومعاهدات وتشكيل لجنة حدود عدن ولجنة ولاية اليمن العثمانية عام 1902م، والتي عُرفت باللجنة المشتركة الأنجلو ـ تركية، والتي تم من خلالها ترسيم وتعليم الحدود بين اليمن ومناطق محمية عدن ووقعت عدة بروتوكلات لترسيم الحدود، تكلل على ضوئها أخيرًا باتفاقية ترسيم الحدود بين بريطانيا وتركيا بمقتضى الحق الشرعي والتاريخي لأبناء تلك المناطق في 9 آذار (مارس) 1914م بما عُرف بالاتفاقية الأنجلو ـ تركية، التي رسمت الحدود الجغرافية والسياسيَّة بين الشمال والجنوب.
هذا وقد تخلل الحلقة الكثير من المداخلات والنقاشات والردود واستفسارات المستمعين التي أثرت موضوع الحلقة، وقد تقدم الباحث والمؤرخ شايف الحدي بكلمة شكر لأمانة فرع الاتحاد بالضالع لإتاحة الفرصة لتسليط الضوء على هذه الزاوية التاريخيَّة في طريق تأصيل مفهوم الهويَّة الجنوبيَّة باستدعاء تلك الاتفاقيات لحدود أرضنا الجنوبية الحبيبة، وبُغية الحفر في العمق التاريخي للهويَّة الوطنية للجنوب العربي وإبراز ملامحها وخصوصيتها وما تمخض عنه من اتفاقيات تكللت بترسبم الحدود بين الجنوب العربي واليمن وفقًا للقوانين والأعراف الدولية.
وسجل الباحث الحدي في ختام الحلقة كلمة شُكر للأمانة العامة لاتحاد أدباء وكُتَّاب الجنوب ممثلة بالدكتور جنيد محمد الجنيد، رئيس الاتحاد لرعايتهم الكريمة لفرع الاتحاد في الضالع بما يمكنه من النهوض بالمهمة الثقافية والتنويرية المناطة به بصورة أفضل.. مثنيًا على مجلة فنار عدن الصادرة عن الأمانة العامة للاتحاد لما تتظمنه من مواد ثقافية وأدبية وتاريخية تسهم جميعها في تأصيل وتجذير مفهوم الهويَّة الجنوبيَّة في الذهنية الجمعية لأبناء الجنوب، والورقة المقدمة تأتي في إطار نشاط اتحاد أدباء وكتاب الجنوب فرع محافظة الضالع.
حضر الفعالية د / علي أحمد صالح، رئيس فرع اتحاد أدباء وكتاب الجنوب محافظة الضالع والأخ / محمد محمود، مدير الدائرة الثقافية في انتقالي الضالع وثلة من الأكاديمين والباحثين والإعلاميين والمهتمين بالشأن الثقافي السياسي والأدبي.
