الإعلامية كاميليا كامل لـ«شقائق»: أعددت أول منصة خاصة لصناعة البوداكاست في العاصمة عدن
سمانيوز- شقائق /حاورتها : دنيا حسين فرحان
في ظل التطور الكبير الحاصل في وسائل الإعلام والتكنولوجيا كان لا بد من ظهور محتوى جديد لعالم الإعلام ربما سبقتنا دول كثيرة لكنه يعد جديدا في عدن وحظي بقبول كبير وتفاعل أكبر.
الإعلامية كاميليا كامل تعد من أوائل من أدخل محتوى البوداكاست لعدن وإعداد منصة خاصة لكل ما يخص هذا المحتوى في تجربة جميلة وجديدة من شابه طموحة كان لنا حوار معها في صحيفة «شقائق» والتي وضحت لنا كل ما يتعلق بمحتوى البوداكاست وطموحها المستقبلي في تطويره.
ما هو البوداكاست؟
البوداكاست هو عبارة عن مدونة صوتية، يتميز بجملة من الأشياء التي تجعلها قريبة من قلوب الناس ، ولعل أهم ما يميز البوداكاست هو أسلوب الطرح البسيط السهل الممتنع الذي يكون أقرب بشكل ما إلى الجمهور المستهدف، كذلك هو ليس بالتقرير الصحفي يلزم وجود شخصيات بعدد معين وأسطر معينة لمدة معينة فحرية التعبير في البودكاست متاحة تماماً، ويتاح لكل شخص أن ينفرد بأسلوبه الخاص الذي يعبر عنه وعن محتواه ويصل لجمهوره.
كيف بدأتي في هذا المجال؟
كانت بدايتي في أول حلقة بودكاست عملت عليها للبرنامج الإذاعي “نساء من الريف” الذي كان يُبث في السنة الفائتة على راديو لنا.
أُبلغت أن فقرة “من الوادي” في البرنامج النسوي ستتحدث عن النساء من خلال بودكاست وليس كتقرير، ولم يكن لدي أدنى خبرة فيه وعن ماهيته، ومن خلال نموذج اسكريبت لحلقة من حلقات الزميلات قمت بتنفيذ أول حلقة بودكاست، بعدها توالت الحلقات وكنت أسبوعيا أقوم بتجهيز حلقة بودكاست شاملة التواصل مع النساء والتسجيل معهن ، وكذلك كتابة المحتوى من ثم أخيراً التسجيل، وكان مرهق جداً، ولكنني ممتنة أنني تعلمت بالتجربة الصعبة.
بعد ذلك قدمت مقترحا لغرفة اخبار الجندر بحلقة بودكاست تتحدث عن نساء يعملن في مهنة بيع اسطوانات الغاز التي تعد في بلدنا حكراً على الرجال، وصلتني الموافقة ، فكان لدي وقت أكثر من أسبوع اشتغلت عليها بشكل أكبر في جميع مراحلها.
عند نشر البودكاست باسم والذي حمل اسم “نواعم نون” شعرت بالفارق الكبير بين هذا وذاك، و الإعجاب الكبير الذي حصده من جمهور الفيس بوك،كل ذلك جعلني لا أشعر بالرضاء حيال بودكاست “من الوادي” الملزمة بتسليمه أسبوعيا دون فريق عمل، مما شجعني على الانخراط أكثر في مجال البودكاست.
هل كانت فكرة تأسيس بودكاست خاص بك؟
منذ نشر بودكاست”نواعم نون” عرفت قدرتي على العمل في البودكاست ولو كنت لم أصل بعد للاحترافية، ولكني أحببت العمل فيه أكثر، وعلى الفور عندما أتاح معهد جوته منح مشاريع لفنانين وفاعلين ثقافيين ساعدتني صديقتي الكاتبة والقاصة أنغام عدنان بتقديم مقترح خاص بالبودكاست، وبفضل الله تمت الموافقة عليه، وعند النشر فكرت مليا فيما لو يكون محتواه ضمن منصة خاصة بالبودكاست ، وتصبح بذلك أول منصة بودكاست في عدن.
ماهي أنواع البودكاست وأساسيات صناعته؟
تتمثل أنواع البودكاست في بودكاست المقابلات وبودكاست المحادثات وبودكاست المحادثة الفردية وبودكاست القصص وبودكاست الطاولة المستديرة وأخيراً البودكاست المسرحي
ويمكن المزج بين نوعين معا.
أما عن أساسيات عمل البودكاست فهو يبدأ بما نبدأ به في أي عمل صحفي بالتخطيط للبودكاست بدراسة الجمهور المستهدف واختيار موضوع يجذبه، إضافة لاختيار نوع البودكاست الذي نرغب في إطلاقه وتحديد المدة الزمنية المتوقعة له، بالإضافة لاختيار ضيف الحلقة.
بعد ذلك توليد أفكار والخروج بأفكار إبداعية وترتيبها ووضع خطوط عريضة للمحتوى الذي نريد طرحه واسم الحلقة،
لاحقاً يأتي دور كتابة نص البودكاست ويفضل أن يكون بأسلوب إبداعيّ يعبر عن أفكار الكاتب ويجذب المستمع بعبارات موجزة ومفهومة بشكل كبير وبلغة بسيطة يفهمها العامة، بعد الانتهاء من كل ذلك تبدأ مرحلة
التسجيل الصوتي وتحريره باستخدام برامج تحرير الصوتيات ثم أخيراً نحصل على الحلقة كمقطع صوتي واحد ونقوم بنشرها والترويج لها.
كيف دخل إلى مجال الإعلام ووسائله في عدن؟
لقد كانت راديو لنا السباقة في إدخال البودكاست إلى عالم الإعلام كوسيلة إعلامية وكان ذلك من خلال تقديم برامج خاصة
وبرأيي لعل ما سهل دخولهما ببعض هو التشابه في أشياء عدة رغم اختلافهما في ذات الوقت، وأيضاً ربما لاحقاً قد يتضمن
البودكاست كشكل حديث من أشكال الإعلام المختلفة كالصحافة الإلكترونية.
كيف تقبل المجتمع الفكرة؟
يميل الجمهور العام إلى البساطة في كل شيء ولعل ما حبب إليهم البودكاست هو الشعور بالحميمية ، وأنه يخاطبهم فردا فردا، على عكس الطابع الذي يغلب على المجال الصحفي والإعلامي الذي عادةً ما يوجه خطابه للعامة، وكذلك أنه متاح إليهم في أي مكان وزمان.
ما الذي يحتاجه البودكاست للتطور أكثر وتناول عدد من القضايا الحديثة؟
التمويل هو أهم ما يحتاج إليه أي مشروع، وكذلك البودكاست
فهو يحتاج أيضاً إلى فريق عمل، وفريق العمل يحتاج لحافز كي يستمر، عدا عن ذلك نحن نملك في بلدنا بيئة زاخرة بالمواضيع المختلفة المساعدة لإثراء محتوى البودكاست، ونحن بكذا بحاجة لمنصات بودكاست أكثر.
حدثينا عن منصتك؟
اسميتها منصة “عدني كاست”
لكونها المنصة الأولى في عدن، منصتي من خلال مشروع بودكاست”استثنائية” الذي يعتبر أول مشروع فيها سيتحدث عن نساء يملكن قصصا ملهمة فعليا، سيعرف الناس بهن وسأتمكن من خلال البودكاست أن أنقل أصواتهن وخبراتهن وتجاربهن لبلدي وللعالم كما أتمنى، ليعرف الجميع حقيقة المرأة اليمنية على وجه العموم والعدنية على وجه الخصوص أن المرأة وإن كانت في البيت لا تفعل شيئا كما يظن البعض إلا أنها من تنتج لنا الحياة وتعمل على عدم توقفها وتنهض دائماً كلما بُددت الآمال للاستمرار.
وفي “عدني كاست” مستقبلا أعمل لتكون لها مشاريع عدة لكي نتمكن من خلالها من فتح الأبواب الصعبة والمغلقة ومناقشتها ومحاولة تسليط الضوء عليها بالشكل الذي يتلاءم مع طبيعة جمهورها واحتياجاته.
كيف يمكن للمنصة أن تجعل من البودكاست رسالة هادفة في تناول مختلف المواضيع؟
سهولة الأسلوب المطروح في البودكاست الذي جعله قريبا من الناس هو ما جعله منصة سهلة لتوصيل رسائل تحتوي على الكثير، لذا أركز في الوقت الحالي على العمل أكثر على جوانب إنسانية ومجتمعية وشبابية تساعد المجتمع أن يعي مكانته وأهميته في العالم.
طموحك المستقبلي في التطوير؟
سعيدة إني صاحبة أول منصة بودكاست في عدن ولذلك طموحي الحالي أن أجعلها منصة تعبر عن صوت الناس وعن ماهية الجمال الذي تحتفظ به بلادي سواء كان من خلال التحدث عن التراث والثقافة أو بالتطرق للمجتمع نفسه ونشر قدراته المدفونة التي لم يُسلط الضوء عليها كثيراً.
كلمة أخيرة عبر صحيفة شقائق؟
أشكركم أعزائي في صحيفة شقائق وأشكر صديقتي الصحفية دنيا حسين على هذا الحوار الممتع، كما أتمنى لكل طاقم الصحيفة دوام التوفيق والصحة ولمتابعيكم.