أرض الجنوب المستباحة.. «مضيق باب المندب الاستراتيجي» صراع الهيمنة المحتدم بين القوى العالمية وأطماع الاحتلال اليمني

سمانيوز /تقرير / حنان فضل
مضيق باب المندب الجنوبي يعتبر من أهم المضائق البحرية في العالم،حيث يربط بين البحر الأحمر والمحيط الهندي وهو ممر بحري حيوي للتجارة العالمية.
كما يعتبر باب المندب أيضا طريقاً ملاحياً للنفط والغاز الطبيعي،حيث تمر العديد من خطوط الأنابيب من الشرق الأوسط إلى أوروبا وآسيا عبر هذا المضيق،كما يعد منطقة صيد هامة للأسماك.
كما يعتبر منطقة استراتيجية من الناحية العسكرية،حيث تسيطر على المضيق القوات البحرية الدولية للحفاظ على أمن الملاحة ومكافحة القرصنة البحرية.
هذه بعض المعلومات عن باب المندب الذي أصبح حديث الساعة.
فظهرت هناك محاولات عديدة للاستيلاء على هذا الموقع الهام وفي هذا العدد تطرقت صحيفة « سمانيوز » إلى تداعيات الأحداث حول باب المندب.
حقيقة الصراع العالمي والإقليمي :
ومن خلال المتابعة وجدنا تقريرا تفصيليا في موقع سبوتنيك العالمي حول ماهي حقيقة الصراع العالمي والإقليمي في باب المندب وإليكم تفاصيله مستشهداً بعض التحليلات السياسية والاقتصادية بالشأن العالمي والإقليمي :
باب المندب الموقع الجغرافي للوطن العربي، يعتبر وأحدا من أبرز الإشكاليات، التي تجعله مطمعا للعديد من القوى العالمية، عبر التاريخ، الذي كانت فيه الممرات المائية الثلاثة “مضيق هرمز، وباب المندب، وجبل طارق”، من المواقع الأكثر استهدافا، حول العالم.
ويعد باب المندب، أحد المضايق والممرات الاستراتيجية، التي تسعى القوى العالمية للسيطرة عليها، لأنه يمثل البوابة الجنوبية للبحر الأحمر، الذي يربطه بخليج عدن.
خلط الأوراق :
قال السفير قاسم عسكر : تدور الصراعات حول مضيق باب المندب، منذ عقود، وفي الآونة الأخيرة هناك بعض الدول، التي تحاول خلط الأوراق في المنطقة، وعلى سبيل المثال فإن الدعم الإيراني للحوثيين يهدف إلى السيطرة على مضيق هرمز وباب المندب، من أجل التوسع والسيطرة وفك الحصار المفروض عليهم نتيجة تدخلهم في العراق واليمن.
وأضاف عسكر في حديث لـ”سبوتنيك” إن التطلعات الإيرانية تهدف بأن يكون لها دور إقليمي فاعل وتشارك في صياغة القرار الدولي في هذه المنطقة، ولا تكف تركيا عن طريق أذرعها في حزب الإصلاح، أن تمد نفوذها إلى هذه المناطق، من أجل استعادة الإمبراطورية العثمانية التي عفا عليها الزمن.
وأشار إلى أن “الأطماع موجودة بالفعل، لكن دول المنطقة قد أخذت تدابير جدية وعقدت العزم على حماية هذا الممر الدولي وتأمين الملاحة الدولية، وكان ضمن تلك الإجراءات، الاجتماع العربي الأفريقي، الذي دعت إليه الرياض، بحضور مصر “اجتماع دول البحر الأحمر”.
وتابع : تلك المبادرة كانت في الاتجاه الصحيح، واعتقد أن التعاون الإقليمي سوف يقف حاجزاً ضد الأحلام الإيرانية والتركية في باب المندب.
وأكد عسكر أن “حزب الإصلاح بدأ يتراجع على الساحة اليمنية وتحاول تركيا تغذيته، لكن الحزب ليس بالقوة القادرة على زعزعة الوضع في البحر الأحمر وباب المندب ومضيق هرمز، لأن مضيق باب المندب هو جزء لا يتجزأ من الأرض الجنوبية، ولن يسمحوا لهذه القوى بأن تسيطر أو يكون لها وجود جدي، وهم مستعدون للدفاع عنه بالتعاون مع مصر والسعودية والإمارات”.
حيث قال محمود البتاكوشي، الباحث المصري في الشأن التركي، إن “محاولات تركيا للسيطرة على مضيق باب المندب لا تنتهى إذ باتت تمدد نفوذها نحو المضيق الحيوي، وعن طريق دول القرن الأفريقي، وفي مقدمتها الصومال وجيبوتي”.
وأضاف الباحث المصري، أن “الأهمية الاستراتيجية لمنطقة القرن الأفريقي، التي تحاول تركيا الوصول إليها، تشرف على بحر العرب والبحر الأحمر والمحيط الهندي، كما أنها تمده بمساحة برية كبيرة، تمثل نقطة الانطلاق من المياه إلى البر، وصولا إلى قلب أفريقيا.
وتابع : نجحت بالفعل في تحركها حتى الآن، بعد أن قامت بتنويع أدواتها ما بين المساعدات الإنسانية والتعليمية وإدارة الكوارث والطوارئ، بالإضافة إلى الاستثمارات التركية في البلدان الأفريقية، التي تقدر ب 6 مليارات من الدولارات”.
ولفت الباحث في الشأن التركي، إلى أنه على المستوى التعليمي، فقد بلغ عدد الطلاب الأفارقة الحاصلين على منح دراسية تركية، إلى 10 الآف و474 طالبا، منذ عام 1992 وحتى الآن.
صنعاء وسرقة باب المندب :
رغم سيطرة صنعاء ونظامها ،على باب المندب منذ غزوها لدولة الجنوب عام 1994م ، إلا أنها تعرف ، ان سيطرتها تلك ليست نهائية ،ولا يمكن أن تستمر ، وخاصة مع ظهور ثورة الجنوب الشعبية السلمية ،المطالبة باستعادة دولة الجنوب كاملة السيادة وثرواتها وحدودها البرية والبحرية .
ولهذا فقد بادر نظام صنعاء ، للسعي على سرقة باب المندب الجنوبي ، وضمه إلى محافظة تعز الشمالية ، ورغم تقسيمات نظام صنعاء الإدارية ، واقتطاعه أجزاء حدودية من دولة الجنوب ، خلال سنوات حكمها الماضية ، بما فيها باب المندب لمحاولة طمس حدود دولة الجنوب ، إلا أنها تعلم جيداً أن تلك الطريقة الالتوائية غير مجدية في تحقيق رغباتها بالسيطرة على ” باب المندب ” وكذلك طمس حدود دولة الجنوب المرسمة والمعروف عنها في كل المحافل العربية والدولية .
وفي فضيحة جديدة ، وإجراءات مخطط عبثي ، تحاول صنعاء من خلال حوارها الأخير مع قواها وأحزابها السياسية ومن يحسب عليها من بعض أفراد جنوبيين ، إلى تنفيذ مخططها الجديد عبر ما سمي الأقاليم الستة ، إذ كان البارز في هذ المخطط هو إعادة رسم خارطة جديدة ، واقتطاع ” باب المندب ” من عدن ، وضمه إلى إقليم الجند الذي يضم تعز ومحافظات ومناطق شمالية، إضافة إلى إبقائها التقسيم الإداري للأقاليم بنفس تقسيمها الذي تحاول عبره طمس حدود دولة الجنوب ،وهو الأمر الذي رفضه ويرفضه شعب الجنوب ، وكل مكوناته السياسية الثورية والاجتماعية
الحرب السرية :
يشكل باب المندب بؤرة شبكة معقّدة من المصالح والأطماع والمتناقضات الدولية والإقليمية ، وصوبه تتجه مخططات أطماع السيطرة ، ولقد كشفت مجمل التغيرات الحاصلة في المنطقة، وجود تصورات استراتيجية أمريكية تضع باب المندب من حيث نوعية الاتفاقيات والتحالفات- في خانة علاقات النفوذ الخاصة.
ففي الوقت الذي تتخذ فيه إيران ، من مضيق هرمز تهديداً لمنطقة الخليج العربي ، وامريكا ودول غربية ، من خلال تأكيدها عدة مرات ، أنها ستغلق هذا المضيق ، أمام سفن واقتصاد دول كثيرة ، تعارض السياسات الإيرانية ، ومن هنا لا توجد طريق أخرى أمام تلك الدول ، إلا ” باب المندب ” لإسقاط رهان ” إيران ” الحليفة الأولى لروسيا ، والتي يبدو أنها تخوض صراعا قطبيا يلقي بنفسه مجددا على المرحلة الحالية ، معيدا بذلك الصراع إلى مشهد ” صراع القطبين ” الماضي.
كما أن هناك العديد من المؤشرات والصراعات التي تلقي بنفسها في إطار ” صراع المصالح وتقاطعاتها ” في باب المندب ، منها صراع السعودية وإيران ، وتدخلاتهما في اليمن حالياً ، من أجل مد النفوذ والسيطرة على أماكن حيوية آخرى ، بينها ” حضرموت وبحر البحر ، ولهذا لا تزال دول غربية كبرى ، تزج ببوراجها وأساطيلها في منطقتي ” باب المندب وخليج عدن ”
وعلى ضوء ذلك فثمة دراسات وتحليلات غربية -أمريكية بالتحديد- ظهرت مؤخراً تؤكد على أن هذه ” الجمهورية اليمنية ” المنهكة اقتصاديا وأمنيا وسياسيا لا تحتضن فقط أتون صراعاته سياسية مع الجنوب فقط ، وصراعات داخلية في الشمال بينها صراعات طائفية ، بل هنالك صراعات من نوع آخر تدور على الأرض وتنهمك في دائرتها قوى وأطراف إقليمية ودولية ، وهي الحرب السرية التي تقبع خارج سرب التغطية الإعلامية العالمية ،والمتمثلة بالصراع حول ” باب المندب .
ترتيب الانتشار في باب المندب :
أكد مصدر مسؤول في القوات المشتركة بالساحل الغربي وحدة الموقف لكل قادتها، مؤكدًا أنه لا يوجد أي تباين أو سوء فهم في الموقف كما زعمت الإشاعات المغرضة التي ترمي من وراء هذا التضليل إلى الإضرار بمسرح عمليات القوات المشتركة.
وجدد المصدر نفي أي تحرك للقوات المشتركة خارج مسرح العمليات لمحافظتي الحديدة وتعز اليمنيتين ، وأن التحركات تمت لتأمين الملاحة الدولية والسواحل ضد التهديدات الحوثية المدعومة إيرانيا ، وللحفاظ على المكاسب التي ضحت في سبيلها المقاومة منذ انطلاقها من مدينة عدن.
وفي الختام .. أشارت بعض النخب الجنوبية حول موضوع باب المندب كونه أهم موقع استراتيجي في الجنوب ومنهم : المحامي سعيد العيسائي : يعتبر مضيق باب المندب الجنوبي محل صراع أمني ودولي بحكم موقعه الاستراتيجي كمنفذ حدودي واستراتيجي للجنوب ومحل أنظار القوى العالمية والاحتلال اليمني للسيطرة على هذا الموقع الهام لحماية مصالح هذه القوى المتصارعة لتستخدمه لتمرير عتادها وتجارتها للتهريب وكذا لتهريب البشر والأسلحة والممنوعات مثل الخمور والحشيش والحبوب والأدوية المنتهية وغيرها، وهذا التهريب يتم عبر ميناء السقية وتهريب المهاجرين من القرن الإفريقي ويشكل مخاطر على الجنوب وشعبه واليوم الوقت مناسب أن تقوم القوات الجنوبية بإعادته للسيادة الجنوبية والسيطرة الكاملة على الأرض وطرد الاحتلال اليمني من جميع أراضي الجنوب وحمايتها من أي تطاول من قبل أعداء الجنوب.
فيما أضاف عنتر الحيدري عضو الهيئة التنفيذية لانتقالي العاصمة عدن :
تبرز اليوم وأكثر من أي وقت مضى الحاجة إلى رفع درجات التنسيق والتعاون والتضامن بين دول المنطقة إلى مستوى التحالف الاستراتيجي وخاصة السعودية ومصر والإمارات والجنوب وكل القوى المناهضة للحوثيين وإيران والدول التي تحاول زعزعة أمن واستقرار المنطقة،فإن مضيق باب المندب مصلحة حيوية ترتقي إلى مستوى البقاء بالنسبة للجنوب وكل المنطقة والملاحة الدولية.