رياح وأزمات تعصف بها وتوشك على الغرق.. «سفينة الشرعية اليمنية المتهالكة » هل أخطأ الانتقالي الجنوبي ركوبها .. ؟

سمانيوز / استطلاع
تتعرض سفينة الشرعية اليمنية التي يقود دفتها الدكتور رشاد العليمي ومعين عبد الملك لأزمات قوية وتوشك على الغرق لاسيما أنها مستوردة من الخارج وتفتقر لمداميك القاعدة الشعبية ولاتحظى بأي قبول لا في صنعاء ولا في العاصمة عدن.
فهل كان ركوب المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يحظى بقاعدة شعبية كبيرة جنوبا في سفينة الشرعية اليمنية خطأ إستراتيجيا ؟
واقع محكوم بعوامل داخلية وخارجية :
في ذات السياق أكد القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي الأستاذ فضل محمد حسين الجعدي عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي الامين العام للأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس، أن الواقع السياسي محكوم بكثير من العوامل الداخلية والخارجية التي فرضتها الحرب.
جاء ذلك من خلال تغريدة له على صفحته الشخصية بصفحات التواصل الاجتماعي «إكس _وميتا» قال فيها :
الواقع السياسي محكوم بكثير من العوامل الداخلية والخارجية التي فرضتها الحرب والذي يدار وفق اتفاقات أبرمت بين مختلف الأطراف ، ونحن في الجنوب جزء من هذا الواقع السياسي المرحلي الذي تسعى بكل الوسائل توظيفه لإبراز قضيتنا العادلة على طريق حلها وفق أهداف ثورتنا وبما يرتضيه شعبنا.
من جهته وجه محافظ العاصمة عدن الأستاذ أحمد حامد لملس رسالة خطها على صفحته بموقع «إكس» إلى حكومة معين والوزراء قال فيها : دولة رئيس الوزراء ومعالي الوزراء سلام من العاصمة عدن نحتاجكم لرفع المعاناة أو لنعيشها معاً.
وضع معقّد وغير مفهوم ويطرح عدة تساؤلات :
هل دخول المجلس الانتقالي الجنوبي في شراكة مع الشرعية اليمنية سواء في الحكومة أو الرئاسي كان خطأ استراتيجيا لاسيما أن سفينة الشرعية اليمنية تتعرض اليوم لضربات قوية توشك أن تغرقها؟
في فقه السياسة .. هل غرق سفينة الشرعية اليمنية معناه غرق شريكها المجلس الانتقالي الجنوبي؟
فشل مكتمل الأركان غير معلن هل الهدف منه التخلص من الشرعية أم من الانتقالي أم من الاثنين معاً ؟
إن صحت التكهنات آنفة الذكر ما البديل؟ أسئلة طرحناها على بعض كوادر الجنوب وخرجنا بالاتي :
رؤية قاصرة والانتقالي يهدف إلى تقريب المسافات :
يرى القيادي في الانتقالي الجنوبي الاستاذ هشام الجاروني أن ماطرحناه ماهو إلا رؤية قاصرة كون الانتقالي بشراكته مع الشرعية اليمنية كان يهدف إلى تقريب المسافات وقال :
هل شراكتنا مع الشرعية تعتبر خطأ، اعتقد أن التفكير بهكذا رؤية تكون رؤية قاصرة لأن الانتقالي عند الشراكة كان يهدف إلى تقريب المسافة نحو تحقيق الهدف الاستراتيجي وهي خطوة أفضل من حالة الجمود التي كنا فيها والتي قد تجلب لنا الكثير من المتاعب إذا رفضنا الشراكة. والسؤال الذي كان سيطرح اليوم كان سيكون ماذا جنينا من رفضنا للشراكة ؟
وتابع قائلاً : كما قلت الانتقالي حقق الكثير من المكاسب وخسر في مربعات أخرى بفضل استماتة أطراف في الشرعية لتدمير ماتبقى من الجنوب لإحباط الناس وإلهائهم عن الهدف الرئيس وهو القضية الجنوبية ، وهدة الحرب ابتدأت منذ العام 2016م بتصريحات وزير الخارجية المخلافي وتوالت بعدها التصريحات من قيادات الشرعية ( علي محسن ، الإرياني ، البركاني) وكلها تؤكد على رفض تطبيع الحياة في محافظات الجنوب ولكننا شعب صاحب ذاكرة مثقوبة للأسف. وقال : إن مشاركة الانتقالي أعطته المشروعية الدولية وماتحقق من خطوات في هذا الجانب خلال أربع سنوات لم يتحقق 10%منة طوال 15عاما من النضال والكفاح السلمي لقد قطعنا دابر الفتنة الجنوبية الجنوبية عندما كانت الشرعية الإخوانية تضربنا بأبناء جلدتنا واليوم صرنا جزءا من المشكلة والحل معًا وصار صوتنا مسموعا أكثر من السابق.
لازلنا في مركبين مختلفين :
وتابع الاستاذ الجاروني قائلاً : أما حكاية غرق سفينة الشرعية ، فهل هذا يعني غرق سفينة الانتقالي هذا لن يكون لأننا لازلنا في مركبين مختلفين والشرعية أكثر الأطراف إدراكاً ، لذلك مشكلتنا في أعضاء الحكومة من جنوبيي الشرعية الذين لازالوا يعملون ضد وطنهم الجنوب ، فالحكومة فيها 14وزيرا جنوبيا لكن من هم جنوبيي الهوية والانتماء لايتجاوزون الخمسة لذلك لازال الصوت الجنوبي ضعيفا في الحكومة بفعل هؤلاء الوزراء.
وأضاف : الحكومة فشلت نعم والشرعية اليوم أضعف الأطراف في المعادلة السياسية وهي تعيش بفضل سياسات الإنعاش المستمرة التي أبقت الحكومة في حالة غيبوبة وموت سريري لتمرير أجنداتها في الحرب والسلام ، الحل يكمن في تغيير مواقف أعضاء الحكومة من الجنوبيين في الشرعية هؤلاء هم سبب فشلنا في تغيير الواقع، هناك وزراء بذلوا جهودا تستحق الشكر لكن الغالبية للأسف سقطوا في فخ العمالة للجمهورية العربية اليمنية أو الفشل في فرض إرادة شعب الجنوب وتحقيق مصالحه.
وتابع الحاروني قائلاً : توجد معضلة كبيرة ومستعصية لذلك يجب مخاطبة التحالف بلغة غير اللغة الحالية والتأكيد عليه بأن حلفاءه لن يستمروا على ولائهم إذا ظلت تمارس ضدهم سياسية فرق تسد ( ولي الدراع) للأسف المناداة بالانسحاب من الحكومة هي استجابة لخطاب شعبوي غير مدروس علينا ممارسة دور ضاغط من داخل الحكومة وتعطيل أي قرارات لاتتوافق مع تطلعات شعبنا نريد مشاهدة خبثنا، نريد مشاهدة خبثنا السياسي مع الاحتلال ورفض سياسات المهادنة والقبول والاستسلام.
بعض وزاراتنا التي يديرها جنوبيون لازالت تدار من أروقة الإخوان ومن كهوف مران وهذا عار علينا ويجب أن نفضح القرارات الحكومية المفخخة ونلغيها مثل تعويم العملة وتشغيل المصافي وملف النازحين والمساعدات الإنسانية ومحاربة الفساد برفع الحصانة عن الفاسدين هذه الخطوات وغيرها ستساعد على تحقيق بعض المكاسب لكننا أولاً وأخيراً قد لا نكون أكبر الكاسبين، لكننا كنا سنخسر أكثر من ذلك إذا رفضنا الشراكة حينها.
فرض الشرعية اليمنية على الجنوبيين كان خطأ استراتيجيا :
من جهته القيادي بانتقالي محافظة أبين الأستاذ مهدي عبد الله مقبل يرى أن فرض الشرعية اليمنية على الجنوبيين كان خطأ استراتيجيا.
وقال : إن إعادة مايسمى الشرعية اليمنية وفرضها على الجنوبيين عقب العام 2015م من قبل المجتمع الدولي والتحالف العربي كان خطأ استراتيجيا ،
لأنه ومن باب المنطق والعقل كيف أن تكون مشاركة أبناء الجنوب في إدارة بلادهم ومناطقهم المحررة التي استطاعوا أن يحررونها بتضحيات ودماء آلاف الشهداء والجرحى مع مجموعة من أبناء اليمن الذين يعتبرون هم أيضًا غرماء لشعب الجنوب.
وتابع الاستاذ مهدي قائلاً : هم لايمتلكون اليوم أي مقومات تجيز هذه الشراكة لا شرعاً ولا عرفاً، فمن المعروف أن معنى مصطلح الشراكة أن يكون بين طرفين كل منهما يمتلك شيئا يشارك فيه الآخر ، ولكن لانجده في هذه الشراكة اليوم التي فرضت على شعب الجنوب. مضيفاً بالقول : نعلم أن التحالف العربي يريد التمسك بمسمى الشرعية لغرض شرعنة تدخله في البلاد، ولكن ليس على حساب شعب الجنوب العربي الذي كان ذات يوم دولة مستقلة إلى العام 1990م واليوم يخوض نضالاً لأجل استعادتها من قبل أن يتدخل التحالف بأكثر من عقدين من الزمن. فنحن كنا بحاجة إلى شرعنة إنجازاتنا وما تم تحقيقه على المستوى العسكري والأمني من تشكيلات عسكرية وأمنية والسيطرة على الأرض ،
ولكن كان المفترض أن تكون شراكة من نوع آخر وليس أن تكون شراكة في إدارة مناطقنا الجنوبية دون الشراكة في إدارة مناطق الطرف الثاني التي لا يملكون من يشاركونا منها غير شارع في تعز ومديريتين أو أقل في مأرب مع ذلك يحكمونها بإدارة ذاتية منفصلة عن تلك الشراكة المزعومة.
من منظورنا اليوم وخاصة بعد أن أصبحت دول التحالف العربي تحاور الانقلابي الحوثي كأمر واقع في صنعاء ، فإنه من الخطأ أن تصبح شراكة لأبناء الشمال في إدارة مناطقنا الجنوبية ، ويجب فض تلك الشراكة التي أصبحت وبالا على حياة المواطن الجنوبي وتجره إلى حافة المجاعة والهلاك المتعمد لغرض تركيعه والانتقام منه وتطويعه تحت هيمنة عصابات صنعاء.
توطين اليمنيين في الجنوب :
وتابع الأستاذ مهدي قائلاً : إن الاستمرار في هذه الحكومة يعمل على توطين أبناء الشمال في مفاصل الدولة الجنوبية وأن هذه الشراكة اليوم أصبحت فاشلة فشلا مكتمل الأركان وواضح للعيان ، والذي يتوجب العمل عليه وتشكيل حكومة جنوبية بحتة لإدارة مناطق الجنوب وإعطاء أبناء الشمال ثلاث وزارات لإدارة شؤون مديرياتهم الثلاث في تعز والمخا ومأرب. أو إعلان إدارة ذاتية للمناطق الجنوبية وبعيدا عن تدخل أبناء اليمن في شؤون محافظات الجنوب، وتكون لهم هم إدارة ذاتية لمناطقهم يتم إضافة ماهو محرر من تعز والمخا في الإدارة الذاتية بمأرب اليمنية التي هي أصلاً منفصلة، وتسيير البلاد مؤقتا بهكذا طريقة حتى جلوس الأطراف على طاولة الحوار النهائية لإنهاء أزمة البلاد.
مركب يقوده مجموعة من القراصنة :
ويرى المحلل السياسي الأستاذ محمد الجفري أن سفينة الجمهورية اليمنية تحولت إلى مركب يقوده مجموعة من القراصنة وقال : منذ تسليم مؤسسات الدولة لمليشيات الحوثي وسقطت غرقاً ماتبقى منها أثناء اقتحام مليشيات الحوثي وعفاش لمحافظات الجنوب.
وأضاف : عقب التحرير من تلك المليشيات سلمت العاصمة عدن على طبق من ذهب لشرعية الإخوان المسلمين القابعين في فنادق الرياض وعاش المواطن الجنوبي في أزمات عديدة وانفلاتات أمنية وقال :
تشكل المجلس الانتقالي الجنوبي وكان إعلان عدن التاريخي في الـ 4 من مايو نقلة تاريخية إلى مرحلة جديدة من النضال الجنوبي ، واستمر تشكيل العديد من المؤسسات العسكرية والأمنية تحت قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي. وكان دخول المجلس الانتقالي الجنوبي في شراكة مع الشرعية اليمنية بمثابة سيف ذو حدين، له سلبيات وأيضاً إيجابيات.
ويتمثل الإيجاب في إيصال القضية الجنوبية إلى المحافل الدولية أثناء استمرار المجلس الانتقالي في حكومة المناصفة والرئاسي.
وتكمن السلبيات في الضغوط التي مورست ضد المجلس الانتقالي لإرغامه على تقديم تنازلات ، الأمر الذي انعكس سلباً على معيشة المواطن الجنوبي وعلى قطاع الخدمات التي تحولت إلى سلاح ضغط ضد المجلس الانتقالي.
وعليه يتعين على المجلس الانتقالي الجنوبي ممارسة ضغوط ، وفرض أمر واقع ووضع يده على إيرادات الجنوب المالية ، والعمل على إدارة محافظات الجنوب بمعزل عن الأطراف اليمنية التي عاثت في الجنوب سرقة وفسادا.
وختم قائلاً : علينا أن لاننسى بأن مجلس القيادة الرئاسي قد تشكل كمجلس حرب تحت مسمى تحرير العاصمة اليمنية صنعاء ، ومع الوقت تحول إلى أكذوبة سطرها حبر الانبطاح السياسي .
كان الهدف بناء جبهة قوية لمواجهة الحوثي :
وكان القيادي بانتقالي العاصمة عدن الاستاذ علي الجوهري مسك ختام استطلاعنا حيث قال :
أقولها بصدق إن الانتقالي قبل وارتضى بالركوب في سفينة الشرعية استجابةً للتحالف العربي لأجل ردم الصدع الموجود ولبناء جبهة متينة لصد الحوثي ، ولكن لم يكونوا موفقين.
وختم بالقول :
اتمنى أن يستوعب المجلس الانتقالي الجنوبي الموقف وأن لا يقبلوا بالاستمرار في وضعية تضر بالشعب الجنوبي.