سلة حضرموت الغذائية «النخلة المثمرة» موسم حصاد التمور بحجر

سمانيوز / تقرير / صبري باداكي
مديرية حجر إحدى مديريات محافظة حضرموت تقع جهة الشرق من عاصمة المحافظة مدينة(المكلا) تبلغ مساحتها نحو “3266” كم، ويبلغ إجمالي عدد سكانها أكثر من “40438” نسمة يشتغل غالبيتهم في الزراعة التي تعد مصدر دخل رئيسي لهم، وتمتاز بخصوبة أرضها الزراعية والتنوع في المحاصيل الزراعية مدار العام ، وفي كافة فصول السنة، ومن أبرزها محصول التمور لكثرة تواجد أشجار النخيل بأعداد كبيرة فيها حتى سميت باسم”أرض المليون نخلة” والاسم الآخر “سلة حضرموت الغذائية” لرفدها للمحافظة بمختلف المحاصيل الزراعية وأشهرها التمر الذي يعد محصولا زراعيا نقديا تمتاز به المديرية ومناطقها عن غيرها.
فاقترن اسم مديرية حجر بشجرة النخيل ، فأصبح البعض يطلق عليها” وادي النخيل ” وغيرها من المسميات الأخرى، وفي حقيقة الأمر أن عدد أشجار النخيل تجاوزت المليوني نخلة بكثير.
ولكن ليس هذا محور الحديث، وإنما تسليط الضوء على هذه المديرية “حجر الثورة” يطلق عليها قديما عن ما تشهده هذه الأيام”موسم الخريف” من حصاد إنتاج محصول زراعي، وهو التمور من أشجار النخيل.
مراحل انتاج التمور ..
مرحلة التكريب :
تمر النخلة بعدة مراحل منذ بدء الموسم وحتى الحصاد، وتتمثل المرحلة الأولى بعملية التكريب وهي مرحلة تصفية أشجار النخيل تتكون من إزالة بعض السعف المتدلي، وكذلك الليف الزائد يقوم بها المزارع في مزرعته لكي يسهل عليه طلوع النخلة دون الأصابة من السعف والليف الزائد.
مرحلة ظهور الطلع :
وفي المرحلة الثانية التي تمر بها النخلة المثمرة بمديرية حجر هو “ظهور الطلع”، وهو بروز أخيال أو بما يسمي أعواد الثمار في مرحلته البدائية، والمزارع يناظر مرور هذه المراحل بفارغ الصبر حتى يتسنى له يوم حصاد ما عمل لأجله طوال هذه الأيام والأشهر.
مرحلة التفخيط :
وهي المرحلة الثالثة التي يكون فيها عملية تصفية وإزالة القراف وهو الغطاء الذي يغطي خيل أو عواد الثمار في النخلة ويتم تلقيحه بالفخطة وهي أعواد اللقاح التي تأخذ من شجرة ذكر النخيل.
مرحلة الحنوي :
تأتي هذه المرحلة الرابعة والأخيرة للمراحل التي تمر بها النخلة،و الذي سميت بمرحلة الحنوي، وهي حني أخيال أو أعواد الثمار التي تبرز أعلى قلب النخلة إلى الأسفل حتى يسهل على الفلاح الوصول إليها وقت الحصاد، وبهذا لقد أنهينا مراحل الإعداد، وتبدأ بعدها مراحل أخرى وهي الحصاد بعد نضوج الثمار.
أشكال ثمر النخيل :
خلال تواصلنا مع رئيس منتدى حجر الاجتماعي الثقافي عمر باقاسم أفادنا بمعلومات عن الفترة التي تترواح بعد عملية الحني، وتحدث أن الفترة تكون مابين (5-6) أشهر كأعلى حد تقريباً بعد عملية ومرحلة الحني يبدأ المزارع بالحصول على ثمر النخيل بأشكاله المتنوعة ، حيث يحصل على البسر يكون “أخضر اللون ” المتساقط من النخيل،وهو النوع الأول الذي يحصل عليه المزارع من النخلة، ثم يتحول البسر إلى فضح ويكون (أحمر اللون)، وقد تتغير المسميات عند البعض فقد يطلع عليه مسمى البسر، وهذه المرحلة هي بداية نضوج الثمر ، ثم بعد ذلك يتحول الفضح إلى رطب ويكتمل النضوج فيصبح تمرا.
القطيع :
هنا بعد أن تتم فترة انتهاء الطازج ونضوج الثمار تليها عملية “القطيع ” وهي العملية التي يتم خلالها حصاد التمور بقطع أخيال أو أعواد النخلة، وأخذها للدرع مكان تجفيف التمور ، والدرع هو مكان فسيح مملوء بالحجارة يتم صف الأحجار مع بعضها البعض، ويتم وضع التمر عليها للتجفيف تحت أشعة الشمس حتى يصير يابسا، وتقلب التمور من على الحجارة من حين لآخر وتنظيفها من الحشف وغيره من التمر التالف، وتأتي بعدها عملية كيالة وحساب كمية التمور لدى المزارعين، حيث تقدر كل سلتي تمر بوعاء وهي العبية التي يتم تخزين التمر فيها، وتختلف عملية الرزيم وهي وضع التمر في أوعية و ضغطه بالأرجل والبعض يقوم بتعبئته في أكياس والبعض يحتفظ به نثر دون القيام بأي عملية عليه فقط يتم أخذه من الدرع بعد غسله بالمياه وحفظه في أوعية مناسبة.
بصيص أمل :
موسم الحصاد وهي الفترة التي ينتظرها جميع المزارعين بفارغ الصبر بعد تعدي تلك المراحل المتعبة شاق من خلالها المزارع بلهفة وشوق لجني الثمار والحصول على المال، ويبدأ موسم الحصاد منذ الوهلة الأولى التي يتحول فيها الفضح أو البسر إلى رطب، وهذه الفترة تعد لدى الكثير من المزارعين فاتحة خير لموسم الخريف ، حيث يقوم المزارعين بتحديد مواقع خاصة بعد قسمتها مع الشركاء من الملاك وغيرهم للتسويق والبيع وأخرى لعملية التجفيف، خلال فترة الرطب أو الطازج كما يحلو للبعض تسميته يصدر المزارعين منتجاتهم الزراعية من الرطب إلى عاصمة المحافظة المكلا، وإلى مختلف المديريات داخل حضرموت وخارجها ، فيتم تغذيتها بالرطب الحجري الذي يملأ الأسواق، ويتم تصدير أكثر من 1000 سلة بشكل يومي من مختلف مناطق المديرية بسعر يترواح ما بين 20ألف إلى 30ألف ريال للسلة الواحدة، ويدخل بعضها للسوق مباشرة وأخرى للتخزين في حافظات مركزية، وغالباً ما يكون هذا النوع من الفضح لكي يبقى لفترة طويلة بعد انتهاء موسم الخريف، وإعادة بيعه في السوق بأسعار باهظة الثمن.
مصدر دخل :
يعد موسم الخريف لكل المزارعين وأهالي المديرية مصدر دخل لتحسين سبل العيش لهم وأسرهم، وينتعش الاقتصاد حركة السوق لديهم وتدب الحياة خلال فترة الحصاد غيراً من غيرها من أيام السنى الأخرى، حيث تمتلئ مناطق المديرية بالزوار والضيوف من الباعة والمشتريين وأبناء المناطق المجاورة وأبناء المنطقة الساكنين خارجها للتزود بالتمور تشهد المنطقة حراكاً كبيرا خلال هذه الفترة من العام.
ختاماً ..
يواجه المزارعون في مديرية حجر خلال موسم الخريف صعوبة في تسويق وبيع محصولهم بالأسعار التي يستحقونها، وذلك بسبب انعدام التنسيق لتسويق التمور خارج المديرية ما يضطر المزارع من البيع بثمن بخس، وكذلك عدم وجود مصانع أو معامل للتمور وإن كانت صغيرة لتحفظ قيمة التمور، وتعطي المزارع مايستحقه، يأمل المزارع من الجهات المعنية والسلطة المحلية بالمديرية والمحافظة والمستثمرين بإنشاء مصنع خاص للتمور بمديرية حجر، وتنسيق عملية التسويق والبيع والشراء بما يناسب المزارع.