استطلاعاتالجنوب العربيالسلايدر الرئيسي

ظواهر سلبية دخيلة على المجتمع الجنوبي.. «عدن السلام» جرائم مستوردة تغزو المدينة المسالمة ..!

سمانيوز / استطلاع / حنان فضل/خاص

تشهد العاصمة الجنوبية عدن ظواهر دخيلة على المجتمع الجنوبي، حيث أثارت هذه الظواهر الهلع والخوف والرعب والقلق بين أبناء العاصمة عدن والجنوب بشكل عام.

هُنا السؤال..؟

ماذا يحدث في العاصمة عدن؟

لماذا تغيرت سلميتها ومدنيتها؟

أيام زمان كانت العاصمة عدن أفضل من الآن،وتكاد خالية من الظواهر السلبية التي تثير الرعب والخوف بين ساكنيها،وقد نسمع التساؤلات على لسان المواطن الذي يتألم من تألم عدن. حينما تقرأ عن جرائم شنيعة وسلبيات تؤثر على المجتمع ، تتساءل .. لماذا كل هذه الأفعال التي ترتكب ضد الإنسانية؟ هل بسبب ضعف الوازع الديني أم غياب القانون فعلياً.

فالجرائم هذه الأيام قد كثرت منها جريمة المعلمة نسرين التي قُتِلت على يد زوجها بسبب خلافات أدَّت إلى قتلها أمام الملا على يد زوجها ومازال القاتل هارباً من العدالة ولم يتم القبض عليه، لا أحد يعلم لماذا الصمت، ولكن هذه ليست الجريمة الأولى بل هي سلسلة من الجرائم المتقطعة.

دخول السلبيات والرذائل :

قال الشيخ محمد رمزو عضو الهيئة الشرعية الجنوبية :

قال تعالى : (ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولاتموتن إلا وأنتم مسلمون) وقال تعالى(واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لايظلمون)

إنه مما ابتلينا به في مدينتنا الحبيبة عدن عاصمة الجنوب هو دخول السلبيات والرذائل التي لم تكن معروفة عندنا وذلك بسبب نزوح الشماليين من اليمن إلى الجنوب ونقل سلبياتهم الهمجية إلى الجنوب مع غياب الوعي والثقافة بفعل الاحتلال اليمني الذي دمر كل شيء حلو في أرض الجنوب الحرة ، وقد قال عليه الصلاة والسلام (إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن) فعند غياب القانون الذي يحمي الإنسان رجلاً كان أو امرأة أو طفلاً فعندئذ يصبح الناس وحوشاً لايحكمهم دين ولايحكمهم قانون ولا يحكمهم عرف ، وهذا الذي رأيناه هذه الأيام كما تفضلتم بالزوج الوحش الذي قتل زوجته ولاحول ولاقوة إلا بالله فعندما غاب خوف الله من قلبه وغاب القانون الذي يردعه ، كذلك ارتكب جريمة بحق أقرب الناس إليه زوجته والذي أمره الله أن يودها ويرحمها قال تعالى : (وجعل بينكم مودة ورحمة) وأيضاً غياب السلطان الذي يردع المخطئ والمجرم بقوة القانون ولذلك أمن المجرمون العقاب وقد قالوا من أمن العقاب أساء الأدب، إن قتل النفس التي حرم الله هي من أكبر الكبائر في الإسلام إذ يقول سبحانه : (ولاتقتلوا النفس التي حرم الله) وقال تعالى :(وقضينا على بني إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً) وقال عليه الصلاة والسلام : (لهدم الكعبة حجراً حجراً خير عند الله من سفك دم امرئ مسلم) هذا للمسلم العامي فكيف وهي زوجته والذي قال تعالى : (ولا تنسوا الفضل بينكم) وقال عليه الصلاة والسلام : (ماأكرمهن إلا كريم، وماأهانهن إلا لئيم), ولذلك دائماً ماننبه إلى دور أئمة المساجد والخطباء والإرشاد الديني في توعية الناس بعلاقتهم مع بعضهم وعلاقتهم مع ربهم وعلاقتهم أيضاً مع أنفسهم فلابد من تزكية النفس بالإيمان والثقافة والعلم قال تعالى :(قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها) ،إذاً لابد من توعية ووعي ثقافي فكري ديني ولابد من قانون يحكم الإنسان ولابد من قوة تحمي هذا القانون وأيضاً لابد من إقامة حدود الله على المجرمين حتى يرتدعوا ويأمن الناس شرورهم قال تعالى : (ولكم في القصاص حياة ياأولي الألباب لعلكم تتقون).

نسأل الله أن يحسن حالنا إلى أحسن حال ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم.

التنشئة الصحيحة :

فيما تقول المحامية فاطمة علي إبراهيم : الذي تعرضت له المعلمة نسرين هي جريمة بشعة لا يتحملها العقل، فقد ارتكب جريمة السب والشتم

وجريمة الإيذاء العمدي وجريمة التهديد، وآخرها جريمة قتل مكتملة الأركان.

حيث كان هناك نية وتخطيط مسبق لارتكاب جريمة القتل، صحيح يعاقب على تلك الجرائم ، ولكن يجب تنفيذ العقوبة الأشد وهي القصاص حدا، وهذا ينص في قانون الجرائم والعقوبات.

كان لابد من اتخاذ الإجراءات لأخذ الأدلة من مسرح الجريمة والخبراء والطبيب الشرعي يتواجد ، كما كان على الشرطة والنيابة عمل حاجز على مكان وجود الجريمة ،والتنسيق مع شرط المحافظات والمديريات للبحث عن القاتل والقبض عليه وتسريع في إجراءات التحقيق والمحاكمة كون مثل هذه الجرائم ليست فقط حق شخصي بل حق عام للمجتمع ، لكي يعم الثقة ويسود العدل وتطبيق القانون والنظام ليعم الأمن والأمان والاستقرار بين أوساط الشعب كونها من القضايا المستعجلة. ورسالتي للمجتمع ، لابد من التنشئة الصحيحة لأبنائكم كونهم حصيلة وحصد زرعكم من الصفات والأخلاق الحميدة ،وتعاليم ديننا الحنيف وأن التعليم هو مفتاح تقدم ورقي المجتمع.

الخوف من القتلة :

وتحدث الباحث حسين سالم الوحيشي واصفاً العاصمة عدن إياها بالمرآة والأمان.

وأضاف : تُعد مدينة عدن رمزًا للسلام والأمان، لكن الأحداث الأخيرة جعلتها تبدو وكأنها مدينة الأشباح. يعكس الوضع الأمني المتدهور في المدينة تحديات خطيرة تؤثر على حياة المواطنين، خاصة النساء.

الأمن، كأداة ضبط قضائي، يجب أن يكون طيعًا وقادرًا على حماية المواطنين وتنفيذ القانون وتوجيهات النيابة العامة والقضاء. وتتجلى خطورة هذا الوضع في التعامل المخيف مع المواطنين، حيث تتجاهل القضايا الجسيمة وحماية وتنفيذ القانون. علاوة على ذلك، يساهم ضعف الوازع الديني وغياب تطبيق القانون في تفشي الجريمة. مثال على ذلك هو جريمة قتل المعلمة نسرين على يد زوجها، تحت مبرر “مشاكل عائلية”، وتهديد الزوج لزوجته وأولاده بالقتل. هذه الحوادث ليست مجرد إحصائيات، بل تعكس تأثيرًا سلبيًا عميقًا على المجتمع. حيث تحتاج عدن إلى استعادة الأمن الحقيقي الذي يضمن حماية الجميع، وخاصة النساء، من العنف والتهديدات. إن غياب القانون واستمرار الفوضى الأمنية لا يؤديان فقط إلى تفشي الجريمة، بل يهددان مستقبل المدينة كوجهة للسلام والأمان.

الجهات المعنية وواجبها تجاه المجتمع :

وأشار العميد نصر أحمد فضل مستشار مدير أمن عدن بالقول : إذا ما قامت هذه الجهات بواجبها الديني والإنساني بتوعية الناس عن مخاطر دخول المخدرات وبيعها وتعاطيها على الفرد والأسرة والمجتمع وحث وزارة الصحة على القيام بدورها بالرقابة والتفتيش على المواد الطبية المرتبطة بالمخدرات ، وعدم صرفها دون روشته طبية إلى جانب ذلك يأتي دور الاسرة ويأتي دور الأمن ليكون مكملا لها من خلال تفعيل عمل عناصر التحري والضبط بالأحياء السكنية وكل مصادر الأمن المختلفة يكون بذلك قد خفف من تعاطي هذه الآفة، وبالإجراءات الأمنية اللازمة لضبط البائعين والمروجين والمتعاطين لها وتقديمهم للقضاء دون مواربه، وقيام القضاء بدوره بإنزال العقاب وفق القانون بحقهم دون تأخير كل ذلك بالضرورة سيحول دون تكرار مثل هذه الجريمة وغيرها من الجرائم التي دون شك تأتي المخدرات سببا أساسيا لها. ودون ذلك لن يستطيع الأمن وحده محاربتها والقضاء عليها ، ورغم كل ذلك لايمكنني القول إن العمل الأمني يؤدي دوره بهذا الشأن على أكمل وجه رغم أنه يبذل جهودا مضنية للحد من انتشار هذه الآفة ولايمكن للأمن أن يتنصل من مسئوليّته بمنع الجريمة قبل وقوعها بقدر الإمكان ومسؤوليته في ضبط الجاني بعد الجريمة أن حدثت دون تأخير. لذلك لابد من تظافر جهود كل الجهات ذات الصله بالتعاون مع كل أفراد المجتمع للقضاء على هذه الآفة ومحاصرة بائعيها ومروجيها ومتعاطيها وتقديمهم للقضاء وعدم التسامح أو التساهل معهم، الأمن والاستقرار والسكينة للعاصمة عدن ولأبنائها.

وجود استراتيجية ممنهجة

والسياق ذاته :

عبر العميد الركن فضل علي باعباد مدير إدارة الثقافة والتوجيه شعبة التوجيه المعنوي بالقول : ما شهدته العاصمة عدن مؤخرا من اختلالات أمنية وقضايا جنائية بما فيها قتل الرجال لزوجاتهم في الأسواق وتهديد البعض لهن بالتصفية الجسدية لم تكن معهودة من سابق، فكما أشرنا سابقا أنها ثقافة دخيلة انتشرث في السنوات القليلة الماضية نتيجة غياب القانون والدولة، وانتشار المخدرات والسلاح بين أوساط المواطنين، وغياب دور النخب المثقفة والمؤسسات التوعوية في توجيه الناس، وإرشادهم إلى سبل التدابير والاحتياطات التي تقي أبناءهم من الوقوع في براثن الانحراف والسقوط في مستنقعات السلوكيات المارقة، واقتصار المؤسسات والأحزاب السياسية، ووسائل الإعلام المختلفة على المماحكات والمناكفات السياسية. كما أن وجود استراتيجية ممنهجة من خلال حرب الخدمات والرواتب وانهيار العملة وسياسة التجهيل

من خلال استهداف المعلم الذي بدوره أوصل الوضع التعليمي إلى أسفل درجات العلم والتعليم على مستوى المنطقة، كل هذا يتم بواسطة عمل ممنهج بهدف إلهاء الناس عن تطلعاتهم السياسية والدبلوماسية باستعادة دولتهم المغتصبة منذ صيف 1994 وإلهائهم بمطالب حقوقية، ولهذا وجد جيل متشنج متحزب أناني متعصب غير واعٍ، الأمر الذي يجعله فريسة سهلة لضعاف النفوس وممن لايريدون لهذه المدينة أن تنعم بالأمن والسلام، فيتم توظيفهم لتنفيذ مثل ما يسعون لتحقيقه من جرائم القتل والاختطاف والاغتصاب والسرقة وغيرها.

وما عمليات القتل التي يتعرض لها النساء مؤخراً وفي وضح النهار في هذه المدينة إلا واحدة من أسباب ضعف التوعية والثقافة الدخيلة على مجتمعنا الجنوبي بشكل عام والمجتمع العدني بشكل خاص. كما أنه غالبا مايلجأ الشباب للكسب غير المشروع نتيجة الظروف الاقتصادية التي يمر بها الوطن فتتفشى في المجتمع مشاعر الأنانية والاحتيال والسرقة ومختلف أنواع الجرائم والانحرافات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى