“مشاريع الفتات المشبوهة لن تجد قبولا”.. شوبه: ندعم حقوق حضرموت في إطار هويتها الجنوبية الأصيلة
قراءة تحليلية لمقال

سمانيوز/ قراءة تحليلية: هشام صويلح
في مقاله الناري “مع حق بن حبريش إن كان حقًا..!”، يطلق الكاتب الصحفي خالد شوبه تحذيرًا شديد اللهجة من خطورة الدعوات التي أطلقها الشيخ عمرو بن حبريش، معتبرًا إياها خروجًا صريحًا عن مشروع حضرموت الجنوبي، وتهديدًا مباشرًا لوحدة الصف الحضرمي، بل ووسيلة تخدم أجندات خارجية لا تخفى على المتابعين.
مع بداية مقاله، يحدد شوبه موقفه بوضوح، متسائلًا باستغراب: “حاولت جاهداً أن أجد تفسيراً منطقياً أو تبريراً مقبولاً للدعوات الفئوية الجهوية التي أطلقها الشيخ القبلي عمرو بن حبريش الحمومي”. هذا المدخل ليس مجرد استهلال بل إعلان صريح بأن ما طرحه بن حبريش يتجاوز المألوف ويفتقر لأي مشروعية سياسية أو وطنية.
يرى شوبه أن جوهر تلك الدعوات لا يقف عند حدود المطالب المحلية، بل ينطوي على تهديد مباشر لأهم منجزات حضرموت الأمنية والعسكرية، وفي مقدمتها قوات النخبة الحضرمية، التي يصفها الكاتب بأنها أساس الاستقرار في المحافظة. يقول منتقدًا:
“يصل به غروره وأطماع من يدفع به، إلى تفتيت هذه القوات وتمزيقها وإنشاء تشكيلات مسلحة مناوئة ومشبوهه”،
في تلميح مباشر إلى أن ما يُحاك ليس سوى محاولة لزرع الانقسام في جسد القوة الأمنية الجنوبية.
وعبر لغة تحليلية حادة، يفكك شوبه ما يسميه بـ”مشاريع التغزيم المناطقية” التي لا تهدف – بحسب رأيه – إلى خدمة حضرموت، بل إلى سلخها من محيطها الجنوبي:
“لا أعتقد مطلقًا أن مشاريع بن حبريش العصبوية المناطقية التي يدعو إليها تخدم حضرموت أو تدعم مطالب وحقوق أبنائها”.
وفي واحدة من أقوى العبارات التي تشكّل حجر الأساس لموقفه الحاد من تلك الدعوات، يضيف:
“مشاريع الفتات هذه التي يروج لها بن حبريش… لن تجد قبولًا في الشارع الحضرمي خاصة والجنوبي عمومًا، مهما بلغ شأنها ومغرياتها”.
هنا يتحدث شوبه بثقة، مستندًا إلى ما يعتبره وعيًا شعبيًا جنوبيًا يرفض التفتت ويرفض تحويل حضرموت إلى كيان قابل للاستثمار السياسي من قبل قوى مشبوهة.
وفي طرح استراتيجي لافت، ينتقد الكاتب وجهة الصراع التي يحاول بن حبريش رسمها، متسائلًا:
“كم تمنيت لو أن بن حبريش وجه دعواته… لتحرير أهله وناسه في الوادي من قبضة تلك القوات العسكرية اليمنية المحتلة”،
مؤكدًا أن أي نضال يجب أن يوجه إلى من يحتلون الأرض فعليًا، لا إلى الشريك الجنوبي في المشروع التحرري.
ويختتم شوبه مقاله بنبرة جنوبية صلبة، قائلًا: “لن نقبل بمحاولات سلخ حضرموت عن هويتها الجنوبية الأصيلة مهما عظمت التضحيات”،
قبل أن يؤكد أن حضرموت ليست فقط جزءًا من الجنوب، بل “جزءًا أصيلًا وغاليًا من ثرى هذه الأرض الطيبة”، مدعومة بقوات النخبة الحضرمية وشعب الجنوب الذي سيكون لها “درعًا واقيًا وحصنًا منيعًا”، في وجه كل من تسول له نفسه العبث بوحدتها.
وفي ختام مقال يطلق شوبه عبارته المدوية:
“ولا نامت أعين الجبناء..!”،
ليضع خطًا فاصلًا بين من يدافع عن حضرموت ضمن مشروع وطني جنوبي، ومن يستخدمها كورقة ضغط أو تفتيت تخدم خصوم القضية.
تحليل ختامي:
يعكس مقال خالد شوبه موقفًا رافضًا لكل ما يمس وحدة حضرموت وهويتها الجنوبية ، ويُظهر وعيًا سياسيًا يعتبر أي دعوة للتفتيت، حتى وإن لبست ثوب الحقوق، مجرد مدخل لضرب النسيج الحضرمي من الداخل. إنه دفاع عن حضرموت من داخلها، ومن خارج محاولات تجييرها لحساب مشاريع صغيرة ومشبوهة