الجنوب العربيالسلايدر الرئيسي

بين تحشيد الساحل وصمت الوادي.. باجردانة يكشف مكامن التناقض في بيان “مؤتمر حضرموت الجامع”

رئيس مركز المعرفة يطالب المؤتمر الجامع بالحياد والواقعية ويحذّر من الكيل بمكيالين في لحظة مفصلية تعيشها حضرموت

سمانيوز/حضرموت/هشام صويلح

وجّه عمر باجردانة، رئيس مركز المعرفة للدراسات والأبحاث الاستراتيجية، انتقادات لاذعة للبيان الأخير الصادر عن مؤتمر حضرموت الجامع، والذي تناول تحشيد قوات إلى ساحل حضرموت، معتبرًا أنه تضمن مغالطات كبيرة وتجاهلًا متعمدًا لما يحدث في وادي حضرموت من تحركات مقلقة.

وقال باجردانة: “طالعت البيان الصادر عن مؤتمر حضرموت الجامع والذي تطرق فيه لموضوع حشد قوات عسكرية إلى ساحل حضرموت، ورأيت فيه من المغالطات الشيء الكثير”، مؤكدًا أن مثل هذه التحركات “أمر وارد وطبيعي في ظل ما تمر به المحافظة من تجاذبات وتحالفات ومتغيرات إقليمية تؤثر بشكل مباشر على الداخل”.

وأضاف: “كنت أتمنى أن يكون بيان الجامع حضرمياً خالصاً ولو للحظة، وأن يرسل رسالة واضحة لجميع الأطراف بأن حضرموت ليست ساحة لتصفية الحسابات على حساب أهلها، خاصة وأن المؤتمر ينصّب نفسه ناطقاً باسم الحضارم”.

وانتقد تجاهل البيان لما وصفه بـ”التحشيد الحاصل للجماعات الإرهابية في وادي حضرموت، واستقدامها من مأرب والبيضاء تحت يافطة الدفاع عن حضرموت”، مؤكدًا أن الغرض من هذه الجماعات “معلوم بالضرورة”، مستغربًا اقتصار البيان على الساحل في حين “سُكِت عن وادٍ يعج بالخطر”.

وأشار باجردانة إلى أن قوات النخبة الحضرمية المنتشرة في ساحل حضرموت “لم تُسجل ضدها تجاوزات بحق المدنيين، بل قامت بواجبها في حماية المنطقة من تسلل عناصر القاعدة بعد تحرير المكلا”، مضيفًا: “هذه القوات قدمت عشرات الشهداء وواصلت مهامها دون أن تُتهم بطمع أو إساءة، بعكس قوات أخرى دمرت كل شيء في طريقها”.

كما استحضر باجردانة مشاهد من واقع سابق عاشه الحضارم، قائلاً: “الحضارم عانوا من التنظيمات الإرهابية، وتم اغتيال أبنائهم أمام أسرهم دون أن تتحرك مؤسسات الدولة، بينما اليوم يتحدث البعض عن استقلالية القرار الحضرمي وكأننا لا نملك ذاكرة”.

وأكد أن الحضارم “يطالبون فعلاً بأن تكون لحضرموت سيادتها وقرارها المستقل، وسيناضلون من أجل ذلك، لكن لا أحد يملك الحق في المزايدة”، مشددًا: “كل حضرمي يعرف نفسه ويعرف ماذا قدّم”.

وفي رسالة مباشرة لمؤتمر حضرموت الجامع، قال: “من باب الإنصاف، عليكم أن تسموا الأمور بمسمياتها، وأن تضعوا النقاط على الحروف، وأن تكونوا حضارمة الهوى والهوية، لا أن تكيلوا بمكيالين فتدينوا طرفًا وتبرئوا آخرًا”.

وختم باجردانة بالقول: “كنا نأمل من المؤتمر أن ينحاز لحضرموت الوطن والإنسان، لا حضرموت المصالح والشعارات، لأننا نمرّ بلحظة مفصلية لا تقبل أنصاف الحلول… لكن للأسف، يبدو أن المؤتمر أصبح كالأعشى، أو كما يقول المثل: يرى الشعرة ويخطئ البعرة… كان الله في عون حضرموت”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى