من حضرموت يبدأ النصر: وحدة الأرض والهوية تسحق مؤامرات التشرذم

سمانيوز/تقرير/هشام صويلح
لم تكن ساحة المكلا يوم الفعالية مجرد مسرح لتظاهرة شعبية، بل كانت نداءً صريحًا عبّر عن وجدان حضرموت بأكمله، معلنًا أمام العالم أن الجنوب حاضر في قلوب أهله، وأن مشاريع التآمر والتقسيم قد تلقت صفعة مدوية لن تفيق منها. فقد خرجت حضرموت عن بكرة أبيها، رجالاً ونساءً وأطفالاً، تردد الهتاف الجنوبي الخالد، وترفع شعارات التحرير، في لوحة وطنية قل نظيرها.
الكاتبة روعة جمال عبّرت بدقة عن هذا المشهد الاستثنائي في مقالها “حضرموت حضور ميداني اكتسح المتوقع”، مؤكدة أن الحشود لم تكن وليدة دعوة حزبية أو لحظة غضب، بل كانت تعبيرًا صادقًا عن انتماء متجذر، بقولها:
> “لقد أظهرت حضرموت تمسكها بمشروع استعادة دولة الجنوب، إذ خرجت عن بكرة أبيها تهتف بهتافات ملأت الحناجر بروح الوفاء والوطنية.”
وفي مواجهة كل محاولات التشويه، كان خروج أبناء حضرموت رسالة حضارية تعبر عن وحدة الصف الجنوبي، لا دعوة للفرقة كما حاولت الأبواق الإخوانية تصويره. فقد أكدت روعة جمال:
> “لم يكن خروج شعب الجنوب أو المجلس الانتقالي موجهاً ضد أحد، بل كان مع الجميع، ويدعو الجميع للالتفاف حول بعضهم البعض.”
التحليل الدقيق للمشهد يظهر أن فعالية المكلا مثلت نقطة تحول مفصلية، إذ تمكّن الحراك الجنوبي من توجيه ضربة قاصمة لأوهام الإخوان الذين حاولوا توظيف بعض الرموز المحلية لخدمة مشاريعهم. وهو ما أشارت إليه الكاتبة بوضوح:
> “لم يكن مدحهم لابن حبريش إلا سعيًا لتنفيذ مشروعهم الوحدوي القذر الذي أفشلته جحافل حضرموت بمظاهراتهم وشعاراتهم المطالبة بتحرير الوادي واستعادة أراضيهم.”
أمام هذا الحضور الكاسح، جف حبر المحبطين، وتلاشت أصوات المرجفين. وبدا واضحًا أن رهان القوى المعادية على تمزيق وحدة حضرموت والجنوب قد سقط سقوطًا مدويًا أمام هدير الجماهير.
> “كانت حضرموت شعلة بحضور رجالها ونسائها وصغارها، وكانت مسرح الفن بهتافاتها التي تلقي أنشودة المجد.”
المفارقة أن من حاولوا نشر الإشاعات عن ضعف الحراك الجنوبي وجدوا أنفسهم معزولين سياسيًا وشعبيًا، فيما كانت صور الزعماء الجنوبيين، وأولهم عيدروس الزبيدي، تملأ الساحات وتعلن أن حضرموت والجنوب جسد واحد، وهو ما عبّرت عنه الجماهير بوضوح:
> “صور قائد عيدروس والصمرقع تملأ الساحات وقلوب أهل حضرموت، تنادي: حضرموت جنوبية والجنوب حضرموت.”
اليوم، لم تعد حضرموت مجرد محافظة جنوبية، بل أصبحت رمزًا لصوت الجنوب الحر، وإرادة التحرير التي تسحق مؤامرات التشرذم. ومن حضرموت، يبدأ النصر الحقيقي نحو استعادة كامل الأرض الجنوبية وبناء دولتها الحرة المستقلة.
في ظل محاولات أعداء الجنوب تفكيك وحدته عبر الإعلام والتضليل السياسي، تثبت حضرموت مجددًا أن وحدة الأرض والهوية الجنوبية أقوى من أي مؤامرة. الجنوب ماضٍ نحو دولته بعزيمة لا تلين، ومع كل يوم تثبت حضرموت أنها في طليعة هذا المشروع التحرري العظيم.