الجنوب العربيالسلايدر الرئيسي

دعوات مشبوهة للتخلي عن علم الجنوب في مظاهرة نسوية بالعاصمة عدن .. وقائع تكشف خلفيات ومحركات الحدث

سمانيوز/ العاصمة عدن/خاص

في خطوة أثارت الشكوك والجدل، تصاعدت دعوات عبر منصات التواصل لتنظيم مظاهرة نسوية عصر اليوم السبت في ساحة العروض بخور مكسر بالعاصمة عدن، ظاهريًا للاحتجاج على تردي خدمة الكهرباء، غير أن المظاهر المصاحبة لهذا الحراك تكشف عن نوايا تتجاوز البعد الخدمي إلى مسارات سياسية موجهة تستهدف المجلس الانتقالي الجنوبي ورمزية القضية الجنوبية.

وتتزعم هذه التحركات الناشطة موني خالد سعيد الشبوطي، المنحدرة من منطقة العدين بمحافظة إب اليمنية، والتي تعمل نائبة للمدعو فؤاد راشد. وتظهر الشبوطي في سجل سابق من النشاطات المناوئة للانتقالي، حيث افتعلت ما عُرف بـ”مشكلة المعلم” خلال فعالية جماهيرية سابقة، وأثارت الفوضى أثناء وقفة نقابات عمال الجنوب، وذلك بجانب بث مباشر لقناة عدن المستقلة، في مشهد بدا معدًا للتأثير الإعلامي والتصوير الموجه.

وتُعرف الشبوطي بعلاقتها الوثيقة بالناشط اليمني الموقوف سابقا أحمد ماهر، حيث كانت من أبرز من حرك قضيته إعلاميًا، ما يعزز الشكوك حول دوافع تحركاتها المتكررة في ساحات عدن.

لكن اللافت في دعوات هذه المظاهرة – التي تُرفع فيها مطالب مشروعة تتعلق بتدهور خدمة الكهرباء – هو التحريض العلني على عدم رفع علم الجنوب، بذريعة الحفاظ على حيادية المطالب. غير أن مصادر سياسية ترى أن هذا الطرح يخفي في طياته هدفًا مبيّتًا لتحوير المظاهرة ضد المجلس الانتقالي، من خلال سلبها رمزية التمثيل الشعبي الجنوبي، وتحويلها إلى أداة ضغط سياسي تستخدمها أطراف في الشرعية اليمنية.

وتشير مصادر مطلعة إلى أن أزمة الكهرباء – وهي العنوان الظاهري للمظاهرة – تعود في الأساس إلى فشل القوى اليمنية النافذة في حكومة الشرعية في الوفاء بالتزاماتها تجاه محافظات الجنوب، وخصوصًا عدن، ما يجعل توجيه الغضب نحو الانتقالي بدلًا من مراكز القرار الحقيقي، محاولة مكشوفة لتصفية حسابات سياسية تحت يافطة حقوقية.

تزامن ذلك مع تبني منصة “أبناء عدن”، المعروفة بخطابها الداعم للإخوان والحوثيين، لخط المظاهرة، ما يعزز الشكوك حول طبيعة القوى المحركة لها. كما لم تُستبعد فرضية وجود عناصر مندسّة ضمن موجات النزوح الأخيرة من مناطق سيطرة الحوثيين، يتبعن أساليب “الزينبيات” في اختراق الفعاليات الجماهيرية وتمييع شعاراتها.

وفي هذا السياق، اعتبر ناشطون جنوبيون أن أي فعالية لا ترفع راية الجنوب إنما تُنفذ بأجندة معادية، مؤكدين أن العلم الجنوبي ليس مجرد شعار، بل أحد رموز النضال التي توحد الجنوبيين وتحفظ مسارهم التحرري.

وقال أحد النشطاء: “نعم، الكهرباء مأساة يومية، ونعاني مثل الجميع، لكن تحويل معاناتنا إلى منصة لضرب مشروعنا التحرري هو خيانة لدماء الشهداء، ومن يدعو لإسقاط العلم هو إما جاهل أو مأجور”.

وتوحدت الدعوات المطالبة بمشاركة نسوية واسعة عصر اليوم، لكن تحت راية الجنوب الخفاقة، الراية التي تمثل الأمل، في رسالة واضحة: نرفض تحويل معاناتنا إلى مكاسب سياسية لأعداء الجنوب، ونرفض خلط الأوراق وتزييف الوعي تحت عباءة “المطالب الخدمية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى