عقب الدور الأمريكي الإسرائيلي… خيارات «ضيزى» أمام الشرعية اليمنية لاستعادة صنعاء، فيما تبقى عدن هدفاً أقرب …!

سمانيوز/استطلاع/خاص
يتساءل ناشطون جنوبيون: لماذا لم تستثمر الشرعية اليمنية التدخل العسكري الأمريكي إسرائيلي في اليمن، لتحرك سلاحفها صوب صنعاء لتفك أسرها من قبضة الحوثيين؟ أم أن الدور الأمريكي إسرائيلي غير كافٍ، ومضطرة لانتظار عودة سيف بن ذي يزن ليهديها اليمن على طبق من ذهب؟ أم أن لديها حسابات أخرى في الجنوب شغلتها عن تحرير صنعاء؟
على ماذا تعوّل أو تراهن قيادة الشرعية اليمنية لاستعادة العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الحوثي؟
(أمريكا وإسرائيل) هل أصبحتا بقدرة قادر وكيلين غير مباشرين للشرعية اليمنية؟
إن كان الحوثي هدفاً مشتركاً صنعته الأقدار للطرفين، فلماذا لم تتحرك الشرعية لردعه عن محاصرة موانئ الجنوب على أقل تقدير؟
إن لم يكن لدى الشرعية القدرة على مهاجمته أو صد هجماته ما غير الانصياع لتهديداته.. ما فائدة وجودها في الجنوب؟ وإلى متى تستمر إقامتها على أراضيه؟
تساؤلات طرحتها “سمانيوز” على عدد من الجنوبيين، وخرجت بالاستطلاع أدناه:
الحركة الحوثية وجدت لتبقى:
القيادي في الحراك السلمي الجنوبي التحرري، الأستاذ عوض محمد صائل، يرى أن الحركة الحوثية وجدت لتبقى، في إطار السياسة الغربية لمحاربة الإسلام السني، وكذلك وسيلة ضغط وابتزاز لدول الخليج وخاصة المملكة العربية السعودية.
ووصف صائل الهجمات الجوية التي تشنها إسرائيل وأمريكا على الحوثيين بالتأديبية، تأتي في إطار تأديب الأم لابنها، وهي عبارة عن تقليم أظافر، حتى لا يتجاوز الحوثي حدوده مع من أنقذه من هزيمة محققة، عندما وصلت قوات العمالقة إلى مشارف الحديدة.
وبخصوص الشرعية، يرى صائل أنها لا تريد هزيمة الحوثي، لأنهما يجتمعان في هدف واحد هو عدم خروج الجنوب عن الإطار اليمني (الشرعي-الحوثي)، ولم تكن الشرعية خصماً للحوثي بقدر خصومتها للجنوب، حد وصفه.
وتابع قائلاً: من المفارقات العجيبة أنه لولا أبناء الجنوب لما وجدت الشرعية، التي انهارت وأحكم الحوثي السيطرة عليها. وبالمقابل، لولا وجود الشرعية لكان الجنوب اليوم دولة ذات سيادة، بعد أن هزم الحوثي وحرر الأرض الجنوبية.
واستطرد صائل بالقول: للأسف ستبقى الشرعية كابوساً يكتم على أنفاس شعب الجنوب حتى تنضج الطبخات السياسية في المنطقة، التي نأمل أن لا تعيدنا إلى المربع الأول.
وختم قائلاً: لقد أصبحنا مكبلين بلا أغلال، ومحتلين بلا احتلال، كما قال أحد الشعراء.
لا شرعية إلا المستمدة من إرادة الشعب:
الأستاذ سالم أحمد المرشدي، عضو مجلس المستشارين الجنوبيين بمحافظة حضرموت، يرى أن لا شرعية إلا المستمدة من إرادة الشعب. وأضاف: السؤال المطروح يعكس قلقاً مشروعاً من حجم التدخلات الإقليمية والدولية في الشأن اليمني، ونحن في الجنوب نرفض تمامًا أي وصاية أجنبية، ونؤمن بأن لا شرعية لأي طرف إلا تلك المستمدة من إرادة الشعوب.
وتابع قائلاً: إذا كانت بعض القوى تحاول توظيف الدعم الدولي لمصالحها الضيقة، وتمرير أجندات تتقاطع مع تطلعات الشعوب في التحرر والسيادة، فإن ذلك مرفوض جملة وتفصيلاً. الجنوب اليوم يمتلك وعياً سياسياً ناضجاً، ويدرك من يقف معه فعلياً، ومن يستخدم شعارات الشرعية مطية لخدمة مصالح خارجية.
واستطرد المرشدي متسائلاً: إذا كان الحوثي بالفعل عدواً مشتركاً، كما تدعي الشرعية اليمنية ومعها بعض الأطراف الدولية، فلماذا نراها تتخاذل في مواجهته حين يتعلق الأمر بالجنوب؟ لماذا يُترك الحوثي يهدد موانئ الجنوب ويستهدفها بالصواريخ والطائرات المسيرة، بينما تقف الشرعية صامتة إن لم نقل متواطئة؟!
الحقيقة أن سلوك الشرعية في هذا السياق يفضح أولوياتها؛ فهي لا ترى في الحوثي تهديداً وجودياً بقدر ما ترى في الجنوب خطراً على مشروعها السلطوي. لذلك، حين يُستهدف الجنوب تصمت الشرعية أو تبرر، وحين يُستهدف الشمال تتحرك الخطابات والبيانات. هذا ليس موقف سلطة وطنية، بل موقف سلطة مرتهنة تتعامل مع الجنوب كغنيمة لا كشريك.
واستهجن قائلاً: وجود الشرعية في الجنوب بات عبئاً سياسياً وأمنياً وأخلاقياً. فإذا كانت عاجزة عن مواجهة الحوثي، ولا تملك الإرادة لصد هجماته، بل وتُذعن لتهديداته، فما هي قيمتها؟ وما مبرر وجودها في عدن أو سيئون أو أي شبر من أرض الجنوب؟!
وختم قائلاً: الشرعية التي فقدت عاصمتها، ورضيت أن تُدار من الخارج، لا يمكن أن تستمر في الجنوب إلى الأبد وكأن شيئًا لم يكن. الجنوب ليس ملاذًا لمن لا يملكون مشروعًا ولا قرارًا، بل هو أرض حرة قدمت التضحيات في مواجهة الحوثي والإرهاب، وكل من يحاول فرض واقع بالقوة.
الشرعية اليمنية لا تستطيع حماية نفسها:
القيادي بانتقالي العاصمة عدن، الأستاذ علي الجوهري، يرى أن الشرعية اليمنية لا تستطيع حماية نفسها، وقال: أستغرب أن نقول إن إسرائيل وأمريكا أصبحتا وكيلين غير مباشرين للشرعية، بهذا نكون أعطينا الشرعية أكبر من حجمها. والكل يعرف جيداً أن أمريكا واقفة مع الحوثي، وتعلم جيداً من يمده بالسلاح، وما قامت به من قصف طيران لم يكن إلا لذر الرماد في عيون السعوديين، ولمنع شن حرب قد تؤدي إلى اجتثاث الحوثي، كون بقائه يخدم أمريكا لابتزاز واستفزاز السعودية.
وأما بخصوص محاصرة موانئ الجنوب، والمقصود الموانئ النفطية، قال الأستاذ الجوهري ساخراً: الشرعية لا تستطيع حماية نفسها. ولكن القوات الجنوبية قادرة على حمايتها – أي حماية الموانئ – إذا ما أوكلت إليها تلك المهمة، بيد أن القرار بأيدٍ إقليمية ممن تمارس ضدنا سياسة التجويع والإخضاع، لنبقى نشحت منهم حتى الرواتب، وهم يدركون جيداً لو وقعت أيدينا على كل مواقع وموانئ النفط فسيكون قرارنا بأيدينا وهم لا يريدون ذلك.
الحوثي مجرد ذريعة للتدخل الأمريكي في اليمن:
الأستاذ محمد السعدي أبو عادل، عضو مجلس المستشارين بالمجلس الانتقالي الجنوبي، قال: في الواقع تشهد المنطقة توتراتٍ جيوسياسيةً تعكس صراعًا دوليًا وإقليميًا على النفوذ، تتحكم فيه مصالح سياسية واقتصادية وعسكرية متشابكة، تتصدرها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها. وقد برز التهديد الحوثي للملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب كأحد أبرز الذرائع التي استخدمتها واشنطن لتبرير تدخلها في اليمن.
وتابع السعدي قائلاً: أما بالنسبة لإسرائيل، فقد وجدت في التهديدات الحوثية ذريعةً لشن هجماتٍ عسكريةٍ استهدفت مواقع أسلحة ومنشآت، يُعتقد أنها تدعم القدرات العسكرية للحوثيين، مدعيةً أن ذلك رد على الهجمات الصاروخية التي تستهدف أراضيها. لكن الواقع يُظهر أن إسرائيل – كحليفٍ غير مباشر للتحالف الدولي – تستغل الملف الأمني لتعزيز نفوذها الاقتصادي والسياسي، بينما تُفاقم هذه الهجمات معاناة المدنيين في غزة، دون تحقيق أي مكاسب فعلية للقضية الفلسطينية، بل تُكرس الاحتلال وتُعزز التطهير العرقي بأبشع الصور.
أما فيما يخص الحكومة “الشرعية” في اليمن، فيرى السعدي أن أداءها يظل مُتدنياً على جميع الأصعدة، فبدلاً من تنفيذ التزاماتها بمحاربة المليشيات الحوثية، تنصلت من مسؤولياتها قبل اتفاق الرياض وبعده وكرست الفساد، مما أدى إلى تفاقم الأزمات الاقتصادية والخدمية في المناطق المحررة، حتى وصل الوضع إلى مستوى كارثي، انهيار العملة، وتوقف الرواتب (التي لا تكفي أساسًا لسداد احتياجات أيام قليلة)، واختفاء أبسط مقومات الحياة، مثل الكهرباء والمياه والرعاية الصحية.
واستطرد السعدي قائلاً: الأمر الأكثر إثارةً للاستغراب، هو التواطؤ غير المعلن بين هذه “الشرعية” والمليشيات الحوثية، فبدلًا من مواجهة التمدد الحوثي منذ سنوات، حوّلت الشرعية ساحة المواجهة إلى الجنوب، وعملت على تأجيج صراعاتٍ داخلية (جنوبية جنوبية)، عبر خلق تحالفات مريبة مع جماعات إخوانية وعناصر من تنظيم القاعدة في أبين ووادي عومران وحضرموت، مع إبقاء ما يُسمى بالجيش الوطني في حضرموت والمهرة لخدمة أجندات سياسية، تهدف إلى السيطرة على الأرض والثروات الجنوبية.
في هذا السياق، تصبح “الشراكة” مع هذه الحكومة خطيئةً تاريخية، حد وصف السعدي، الذي ختم قائلاً: الحل الوحيد يكمن في إنهاء هذه الشراكة الجوفاء، والاعتراف بحق شعب الجنوب في إدارة أرضه بنفسه، عبر كيانه السياسي المستقل ممثلاً بالمجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس عيدروس الزُبيدي.
الشرعية اليمنية لشرعنة تحركات دولية في اليمن:
الناشط الإعلامي الأستاذ علي محمد العميسي، يرى أن الشرعية اليمنية وجدت لشرعنة تحركات دولية في اليمن. وأضاف: إن المجتمع الدولي يعمل على تشريع التحرك العسكري ضد المليشيات الحوثية، ولكي يكون له غطاء قانوني عبر شرعية متهالكة، أصابها تخمات الفساد على حساب المواطن البسيط، وجعل من مستقبل الأجيال في مهب الريح.
وتابع قائلاً: المجتمع الدولي يدرك هشاشة ما تسمى الشرعية المعترف بها من قبل المجتمع الدولي، وأنها لا تقوى حتى على حكم شارع في الشمال أو في الجنوب، لكن تشريع العمل العسكري عبر هذه الشرعية في هذه المرحلة لنيل قرارات تخدم مصالحه في هذه البقعة الجغرافية، قبل الخضوع لقوى الأمر الواقع التي تعد هي الشرعية الحقيقية التي كسبت شرعيتها عبر التواجد الحقيقي على الأرض، عسكرياً وسياسياً، عبر التفويض والتأييد الشعبي اللذين يتمتع بهما المجلس الانتقالي الجنوبي.
سياسة إقليمية دولية فرضت على الجنوب قيادات يمنية شاردة:
الناشط الإعلامي ياسر محمد السعيدي، وبه نختم استطلاعنا، يرى أن سياسة إقليمية دولية فرضت على الجنوب قيادات يمنية شاردة، ممن سلمت صنعاء للحوثي، وأعطتها الضوء الأخضر للقيام بتدمير كل مقدرات الجنوب وتجويع شعبه، لتنفيذ أجندات سياسية عدوانية لإجهاض المشروع الجنوبي الداعي لاستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة.
أما بالنسبة لقيام ما تسمى بالشرعية اليمنية، بالتحرك السياسي والعسكري لاستعادة العربية اليمنية من أيدي مليشيا الحوثي، فيرى السعيدي أن ذلك من سابع المستحيلات، ولن يتحرك هؤلاء نهائياً، حد قوله، لسبب بسيط وهو لأنهم متفقون على أن يكون الشمال للحوثي والجنوب لمشردي الشرعية، وتجمع تلك الأطراف أجندة سياسية مشتركة، بل إنهم يدعمون الحوثي سياسياً واقتصادياً ولوجستياً ودوبلوماسياً. كل هذا لبقاء الجنوب تحت إدارتهم يفعلون به ما يشاؤون، وتحت حماية ووصاية الرباعية الدولية.
وختم السعيدي حديثه قائلاً: أما بالنسبة لبقاء الشرعية الشمالية جاثمة على صدور الجنوبيين، فهذا متروك لإرادة الشرفاء من أبناء الجنوب، وأتوقع حدوث انتفاضة ضد ظلم هؤلاء النازحين، وأن ينسحب الجنوبيون من الشراكة، ويقومون بتشكيل حكومة إنقاذ جنوبية، لتقوم بإصلاح ما أفسده هؤلاء النازحون داخل الجنوب، وطردهم من الجنوب، ليعيش أبناء الجنوب حياة كريمة إلى حين يحدث تغير في سياسة المصالح الدولية، وظهور حليف قوي يقف إلى جانب الحق الجنوبي في استعادة دولته المنشودة، بإذن الله.