الجنوب العربيالسلايدر الرئيسيتقارير

سيناريو تحالف فرقاء صنعاء ضد الجنوب يتكرر بالمهرة.. الجنوب غير محصن أمام اللدغات اليمنية، إلى متى ؟

سمانيوز/ تقرير/خاص

في العام 1994م، تحالفت قوى صنعاء العسكرية والسياسية والقبلية، مضاف إليها عناصر الإرهاب المحلية والمستوردة، ونجحت في اجتياح واحتلال الجنوب وفرض الوحدة بقوة السلاح. وفي العام 2015م، تكرر تحالف صنعاء ضد الجنوبيين وحدث ما حدث، وحالياً يتكرر المشهد بمحافظة المهرة، في مخطط متدرج لإسقاط محافظات الجنوب تباعاً، عبر بوابة الشرعية اليمنية والخونة الجنوبيين.
ورغم كل تلك الشواهد الواضحة إلا أن الجنوبيين لم يتعظوا، لم يحصنوا بلادهم من اللدغات اليمنية المتتالية.

ويرى ناشطون أن ما يحدث في المهرة ليس مجرد ردة فعل على احتجاز القيادي الحوثي محمد أحمد الزايدي، بمنفذ صرفيت مساء الإثنين الماضي 7 يوليو 2025م، وإنما هي ذريعة لها مسبقات، مشيرين إلى أن الوضع يسير باتجاه ترسيخ نفوذ لخلق توازنات. فجماعة الحوثي تسعى لبسط سيطرتها على محافظة المهرة، ولكن بطريقة غير مباشرة عبر أدوات جنوبية من أهل المحافظة، شراء ذمم وصناعة ولاءات تدين للجماعة بدعم من سلطنة عمان، فتصبح المحافظة تحت احتلال حوثي غير مباشر، الهدف منه إفساح الطريق أمام تهريب السلاح والطيران المسير، إلى جانب تقليص نفوذ المجلس الانتقالي الجنوبي، وأهداف جيوسياسية بعيدة المدى تتمثل في إقامة دويلة يمنية مصغرة بالمحافظة، كنقطة انطلاقة للهيمنة على بقية محافظات الجنوب..
مؤكدين على أن محافظة المهرة قد تصبح البوابة الخفية لإعادة احتلال الجنوب، عبر أدوات محلية وأخرى يمنية بأروقة الشرعية اليمنية “عفاشية إخوانية”.

غزوات يمنية لإسقاط مشروع استعادة دولة الجنوب:

قال مراقبون إن الغزو اليمني للجنوب – بكافة أشكاله، مباشر وغير مباشر – لن يتوقف ولن تخف وتيرته، في ظل تمسك الجنوبيين بمشروع استعادة الدولة الجنوبية.

تعمل القوى اليمنية لأجل ذلك في عدة اتجاهات:
توطين خلايا يمنية سياسية ونازحين، إلى جانب شراء ذمم بعض الخونة الجنوبيين، أمثال الشيخ علي سالم الحريزي، والشيخ عمرو بن حبريش، وعادل الحسني، وبعض الإعلاميين أمثال أنيس منصور وغيرهم. تتشكل عبر تلك العناصر قوى على الأرض تمسك بمفاصل المدن وتتغلغل ضمن تشكيلاتها الأهلية، بانتظار ساعة الصفر لإحداث انقلاب من الداخل.

وظهرت بوادر ذلك المخطط جلياً بوصول أطقم مسلحة من مناطق سيطرة الحوثيين، عبر خط تهريب صحراوي، نحو 25 طقماً، تحمل مسلحين يدّعون أنهم من قبائل خولان، حاولت الوصول إلى مدينة الغيضة مركز المحافظة، مروراً بمديرية شحن، وكان في استقبالها المرتزق الجنوبي الموالي للحوثيين الشيخ علي سالم الحريزي، الذي اصطنع مبررات وحاول إدخال تلك القوة إلى عاصمة المحافظة “الغيضة”.

وقالت مصادر مطلعة إن الشيخ الحريزي، الموالي لجماعة الحوثي، برر قدوم تلك الأطقم، المدججة بمختلف أنواع السلاح، لتقديم واجب العزاء في وفاة والد مالك فندق “سبأ” في مديرية شحن، وهو من آل الزايدي، على أن يغادروا عقب ذلك مباشرة، لكن دخولهم لم يتم حيث تصدت لهم قوات تتبع اللواء محسن مرصع الكازمي قائد المحور الشرقي، الذي وبأوامر منه باشرت الانتشار وإغلاق جميع منافذ المحافظة أمام مليشيات الحوثي، بل وتوعد في مقطع فيديو بدفن الغزاة الحوثيين في الصحراء.

لقد أبدت قوات اللواء مرصع شكوكاً تجاه تبريرات الشيخ الحريزي، وقالت إن هدف هؤلاء التوجه نحو الغيضة لإحداث فوضى، لا سيما أنهم جاؤوا تزامناً مع تصاعد التوترات على خلفية اعتقال القيادي الحوثي محمد أحمد الزايدي، المطلوب أمنياً، في منفذ “صرفيت” البري أثناء محاولته مغادرة البلاد بجواز دبلوماسي صادر من السلطات التابعة للحوثيين في صنعاء.

الجعدي يحذر من مخطط يمني لئيم:

من جهته، حذّر القيادي الجنوبي، عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي سابقًا، الأستاذ فضل الجعدي، من وجود مخطط وصفه بـ”اللئيم”، يستهدف محافظة المهرة ويسعى لإدخالها في حالة من الفوضى وعدم الاستقرار، عبر أدوات محلية تعمل كجسر عبور لتنفيذ مشاريع مشبوهة.

وقال الجعدي في منشور له على حسابه بموقع “فيسبوك”، إن ما يجري في المهرة “ليس مصادفة”، بل يندرج ضمن “مخطط دُبِّر في ليل” لضرب وحدة الجنوب الوطنية، مستغلًا ذرائع مكشوفة وأساليب وصفها بـ”الرخيصة”.

وأضاف الجعدي أن التحركات الأخيرة في المحافظة تُعد مؤشرًا خطيرًا على وجود “تحالفات مشبوهة” بين مليشيا الحوثي وأطراف محلية، تهدف إلى تمرير أجندات تهدد السيادة الوطنية وتزعزع الأمن والسلم الاجتماعي في المهرة.
وأكد الجعدي أن مثل هذه التحركات تمثل خطرًا مباشرًا على استقرار المحافظة، داعيًا إلى التنبه لما يُحاك في الخفاء، وإفشال هذه المخططات حفاظًا على استقرار الجنوب ووحدة صفه الوطني.

جنوبيون يشيدون بمواقف اللواء مرصع الكازمي ويطالبون التحالف العربي بدعمه:

في السياق، أشاد عدد كبير من الناشطين الجنوبيين بالمواقف البطولية لقائد محور الغيضة اللواء محسن مرصع الكازمي، مطالبين التحالف العربي بمساندة جهوده البطولية، ودعمه بكل ما يلزم لضمان هزيمة المخطط الحوثي الظاهر والباطن بمحافظة المهرة.. مؤكدين أن خطورة الحوثي لن تقتصر على محافظة المهرة فحسب، بل ستمتد إلى الجوار العربي، خصوصًا السعودية والإمارات، في ظل تلقي الحوثي دعماً لا محدود من سلطنة عمان، بحسب تقارير متداولة.

إلى ذلك، ألقى اللواء الركن محسن علي مرصع الكازمي، قائد محور المهرة، كلمة حماسية لجنوده مسجلة بمقاطع فيديو تناقلها ناشطون عبر وسائل التواصل، توعد خلالها بدفن الغزاة الحوثيين في صحراء الربع الخالي، وكان في الصفوف الأمامية التي خرجت للتصدي لأرتال الحوثي القادمة عبر الصحراء.

وبحسب مصادر أمنية، أفادت باعتراض نقطة عسكرية تابعة للواء مرصع مجاميع حوثية مسلحة في أطراف مديرية شحن، أوقفتهم وأبلغتهم بعدم السماح بدخولهم إلى شحن، إلا بموافقة رسمية مسبقة وبدون سلاح، وقد جرى إخراجهم فعلياً إلى خارج المديرية بعد إبلاغهم بهذا الشرط، وتم اجبارهم على العودة من حيث أتوا.

ختاماً..
تحالف فرقاء صنعاء ضد الجنوب كشفته أحداث المهرة، يأتي في سياق إعادة سيناريو احتلال الجنوب ولكن بطريقة أخرى.
أحداث دراماتيكية تطرح سؤالاً يتطلب على قادة الجنوب الإجابة عنه: إلى متى يظل الجنوب غير محصن أمام اللدغات اليمنية؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى