القوى اليمنية واستثمار صناعة الأزمات في الجنوب.. «المطالب المناطقية وخصخصة الاستجابة» شر يمني يهدد وحدة الجنوبيين..!
سمانيوز/تقرير/خاص
عقب أن فشلت القوى اليمنية المتكتلة في الرئاسي والحكومة بقيادة الدكتور رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي ومن خلفها دول إقليمية وإخونجية وعفاشية في تفريخ كيانات سياسية وعسكرية لإزاحة المجلس الانتقالي الجنوبي عن المشهد ليصفو لها الجو، لتتحرك بكل أريحية على أرض الجنوب، تسرق، تنهب، تبطش ثم تعيده ضعيفاً منهكًا إلى باب اليمن.
لجأت تلك القوى الخبيثة وفق محللين ونشطاء سياسيين وإعلاميين إلى استثمار الأزمات الحاصلة في الجنوب بتفريخ المطالب الجنوبية وفصلها عن بعضها البعض وتشجيع كل فصيل على سرد مطالبه على حده بمعزل عن الآخرين (بطريقة مناطقية) والاستجابة لفريق دون الآخر (ايضاً استجابة مناطقية)،
تمييز فريق وإعطائه الأفضلية والأولوية وغض الطرف عن الفرق الأخرى لزرع العداوة والتفرقة وإذكاء المناطقية بين أبناء الجنوب، مؤكدين على أن تلك القوى اليمنية تشجع وتدعم بعض الكتل الجنوبية خصوصًا الذين يعارضون الانتقالي الجنوبي وبعض المتأرجحين ببعض محافظات الجنوب على تصعيد مطالبهم الحقوقية مع الاستجابة الانتقائية لمطالبهم وغض الطرف عن مطالب الآخرين، أو الظهور في صورة (منقذ). محذرين من أن تلك السياسة خطيرة يُراد من خلفها شق صف الجنوبيين لدفن القضية الجنوبية (وسط كومة من المطالب الحقوقية المناطقية) بل هي شر يهدد وحدة الجنوب أرضًا وإنسانًا. مطالبين المجلس الانتقالي الجنوبي استيعاب المخطط الإجرامي الذي يحاك ضد شعب الجنوب وإفشاله قبل خروج الوضع عن السيطرة .
تكتلات قبلية وأخرى مدنية بمحافظة حضرموت :
حضرموت ليست أحسن حالا من العاصمة عدن حيث التكتلات وتفريخ المطالب المناطقية الحقوقية (للموظفين الحكوميين) وأخرى مطالب (قبلية) يقودها بن حبريش في الهضبة، وأخرى احتجاجات على تدني خدمات الكهرباء وانهيار العملة وغلاء المعيشة،
أزمات متعددة صنعتها وغذتها تلك الكتل اليمنية لتدفع شعب الجنوب للخروج إلى الشارع ولتمزيق النسيج الاجتماعي الجنوبي بحسب ما اسلفنا عبر التعاطي مع الكتل المعارضة للانتقالي مناطقيا وغض الطرف عن الآخرين.
وكان مجلس القيادة الرئاسي قد أعلن في وقت سابق عن خطة لتطبيع الاوضاع في محافظة حضرموت، والاستجابة لمطالب القبائل وأصدر بيان استجابة بهذا الخصوص صدر عن جلستين عقدها المجلس بتاريخ 22/ 11/ و 24 /12/ 2024م .
وفي المقابل يغض الطرف عن الحراك الحقوقي القائم في الساحل تحديدا في العاصمة المكلا وكذا مليونية ال14 من يناير 2025م التي شهدتها العاصمة عدن.
ناشطون يستنكرون المطالب (بنبرة) المناطقية :
وكان كُتَّاب وناشطون جنوبيون قد أعلنوا استنكارهم للأصوات المناطقية التي تطلق تحت يافطة المطالب الحقوقية،
مؤكدين على أن المناطقية آفة يؤججها أهل الفتنة أعداء الأمة في الجنوب ، الملاحظ أن هناك من يخرج يعترض يقاوم لكن بمناطقية والمناطقية مرض يقتل وحدة الصف وترابط النسيج الجنوبي لن ينتصر الجنوب وطالما نهتف بمناطقية نحن ثوار في الساحة الجنوبية مطالبنا واحدة حقوقنا لها مشروعية وصلبة بوحدتها أن ثروات الجنوب لكل أبناء الجنوب والدفاع عنها كاملة لن تأتي إلا بالترابط بين كل المحافظات الترابط القوي والتآزر كسلسلة واحدة.
وأضافوا : أن الأعداء هم من يعمل لشرذمة شعب الجنوب من خلال النفث في آذان ضعاف النفوس للخروج عن وحدة الصف والاستئثار بكل ما يمتلك من قوة وثروة.
الإخوان يصطادون في مياه العاصمة عدن العكرة :
من جهتها (صحيفة العرب) أشارت إلى أن الإخوان المسلمين في اليمن يستثمرون الأزمات الاقتصادية والخدمية الحاصلة في الجنوب لتلميع صورهم، قائلة في تقرير لها:
أتاحت أزمة الكهرباء الحادة التي تعيشها عدن لحزب التجمّع اليمني للإصلاح ذراع تنظيم الإخوان المسلمين في اليمن فرصة جديدة لتدعيم مركزه داخل السلطة الشرعية اليمنية وتسجيل نقاط سياسية على حساب المجلس الانتقالي الجنوبي صاحب النفوذ الأكبر في المحافظة التي يعتبرها عاصمة دولة الجنوب المستقلة التي يعمل على تأسيسها.
وفرض القيادي في الحزب سلطان العرادة محافظ مأرب والعضو في مجلس القيادة الرئاسي نفسه ك(منقذ) للعاصمة عدن من أزمة الكهرباء الناتجة عن توقّف توريد الوقود الضروري لتشغيل محطة التوليد من محافظة حضرموت التي باتت تعيش حالة أقرب إلى تمرّد القبائل المحلية التي بادرت إلى التحكّم بحركة نقل النفط ومشتقاته تحت عنوان الحفاظ على ثروات المحافظة وتوجيهها لخدمة أبنائها.
وحملت مبادرة العرادة أبعادا سياسية متعددة في مقدمها أن السلطة المحلية التي يديرها في مأرب تعطي نموذجا عن قدرة حزبه في إدارة الشأن العام والتحكم بالموارد وبسط الاستقرار وتقديم الخدمات، قياسا بما هو عليه الحال في عدن معقل نفوذ الانتقالي الجنوبي والمرتهنة في إدارة شؤونها لحكومة رئيس الوزراء أحمد عوض بن مبارك التي تواجه تهما بسوء التصرف والعجز عن إدارة الشأن العام.
وليس الوضع المستقرّ في مأرب هو العامل الوحيد الذي يستفيد منه حزب الإصلاح لتثبيت نفوذه داخل الشرعية اليمنية، إذ أنّ التراجع الحاد في مكانة منافسه حزب المؤتمر الشعبي العام والخلافات المستمرة بين الانتقالي الجنوبي وحكومة بن مبارك والصراعات بين قبائل حضرموت والسلطة المحلية هناك ساهمت في إبراز الحزب الإخواني باعتباره الكيان السياسي الأكثر تماسكا بحسب الصحيفة.
ختامًا ..
أصبح (الجلاء) يحمل حمامة السلام ويقوم بأدوار إنسانية لإنقاذ ضحيته.
إن استثمار القوى اليمنية لأزمات صنعوها في الجنوب ليس وليد الساعة ولن تنطلي على شعب الجنوب مخططاتهم الإجرامية المتمثلة في تفريخ المطالب المناطقية وخصخصة الاستجابة لتمزيق النسيج الاجتماعي الجنوبي. وأنه يتعين على المجلس الانتقالي الجنوبي استيعاب اللعبة الجديدة والتصدي لها بحزم.