ظُلم غير مسبوق .. من يُنقِذ شعب الجنوب من جور اليمننة؟
سمانيوز / تقرير
بلغ السيل الزُبى ، تزداد وطأة المعاناة الإنسانية على كاهل المواطن الجنوبي يوماً بعد يوم.
وضع اقتصادي كارثي لا يُحتمل لا يستطيع أحداً التعايش معه إلى ما لا نهاية، البعض أصيب بجلطات وأمراض قلب وعاهات لم يعرفها شعب الجنوب من قبل والبعض مات كمدًا وقهرا. انهيار فضيع يشهده الريال اليمني في الجنوب ومعه انهارت المنظومة الاقتصادية. 540 ريالا قابلة للزيادة مقابل الريال السعودي الواحد. رافقه غلاء جنوني طال جميع المواد الأساسية الغذائية والكمالية والدوائية …الخ.
استنفذ المواطن الجنوبي جميع مدخراته ليبقي أفراد أسرته على قيد الحياة فحسب، والبعض سقط في مستنقع التسول، والبعض لجأ إلى التقشف في كل شيء، أصبح حلمه الوحيد هو أن يوفر لقمة عيش لأطفاله، مع عدم قدرته على شراء العاب تدخل الفرحة والسرور على قلوبهم أو الترفيه عنهم، يتمنى أن لايمرض أي فرد من أفراد أسرته خلال الشهر لعدم امتلاكه قيمة الدواء. يعتصر قلبه ألمًا وهو يشاهد اُناس يأكلون من مخلفات المطاعم والبعض من الزبالة، فيما الفاسدون يعبثون بخيرات وموارد بلاده جهاراً نهارا دون حساب أو عقاب.
وضع إنساني مؤلم يتطلب تحرك أصحاب الضمير الإنساني الحي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
وحول ما تشهده البلاد من تدهور في شتى المجالات، أكد الخبير الاقتصادي الدكتور عبدالجليل شايف أن الوضع المعيشي المتدهور في المحافظات المحررة يعكس أزمة اقتصادية عميقة تهدد بوقف الدورة الاقتصادية تمامًا وزيادة الاحتقان الاجتماعي.
وقال شايف بأن على الحكومة التي وصفها بالفاشلة ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لتجنب الانهيار الكامل وتجنب الكارثة.
وأشار شائف بأن أهم إجراء ضمن إجراءات أخرى تتخذه الحكومة هو تحويل صرف الرواتب الحكومية (للشلة) من العملة الصعبة إلى العملة المحلية وتقليص السلك الدبلوماسي للضرورة فقط.
وأضاف : قد يخفف ذلك الإجراء من الضغط على الاحتياطيات النقدية من العملات الأجنبية.
مؤكداً أن الوضع يتطلب تحركًا سريعًا وشاملاً لتجنب تفاقم الأزمة وخروجها عن السيطرة.
المعلم بين إيصال الرسالة التعليمية والجري خلف لقمة العيش :
قال العالم والفيلسوف الأمريكي نعوم تشومسكي :
إذا أردت السيطرة على شعب (ما) فما عليك غير إغراقه في مستنقع من الجهل.
والحاصل أن شعب الجنوب أصبح محاصرا بين كماشة (الفقر والجهل)، يواجه سياسة تجهيل وإفقار وتجويع ظالمة.
لقد أصبح المعلم في الجنوب محروما من أبسط حقوقه في العيش الكريم. عقب أن فقد راتبه الشهري قيمته الشرائية، يتراوح مابين 100 الى 300 ريال سعودي. ورغم ذلك لاتصرف شهرياً بانتظام، أمر محزن جعل المعلم يعيش حالة من الشتات بين إيصال الرسالة التعليمية التي يحملها على عاتقه والجري خلف لقمة العيش لعله يوفرها لأطفاله.
هكذا وضع غير مقبول اضطر نقابة المعلمين إلى إعلان الإضراب عن العمل. وبإغلاق المدارس أبوابها يحرم التلاميذ من التعليم ، فأصبحت المعاناة مركبة مضاعفة على المعلم والتلميذ والمجتمع بأسرة تنذر بعواقب آنية ومستقبلية.
حكومة فاشلة :
وبحسب الفيلسوف الامريكي نعوم تشومسكي قوله : إن أردت السيطرة على الشعب اجعله يعتقد بأنه هو سبب تخلفه وأنك قادم لتنقذه.
وأضاف : لا يوجد شيء اسمه بلد فقير يوجد فقط نظام فاشل في إدارة موارد البلد.
وقال أيضاً : إن أردت غزو شعب (ما) فاصنع لهم عدوًا وهميًا يبدوا لهم أخطر منك
ثم كن لهم أنت المنقذ.
ولكن المشكلة أن حكومات الشرعية المتعاقبة صنعت للشعب عدوا وهميا وعلى حسابه مارست النهب والسرقة ولم تكن يوماً منقذة له، بل استمرت بالفساد وتلذذت بطعم الدولارات وأصبحت السرقة روتينا طبيعيا متداولا لاتستطيع التوبة منه بل تسير في طريق اللارجعة لعلها تلاقي مصير من سبقها من السرق والظالمين.
ختامًا ..
الشعب يموت نتيجة فساد وظلم الحكومات المتعاقبة التي لاترحم ولا تختشي لم تتعض من المصير الذي لاقاه الظالمون من قبلها. وبحسب الأثر؛
يسوق الله تعالى الظالمين إلى هلاكهم جزاء ظلمهم للعباد فلو يعلم من يقترف ظلماً أو يظلم غيره بغير وجه حق وبدون رحمة أو خوف من الله أي عذاب سيواجه في الدنيا وإن لم يكن في الدنيا فعذاب الآخرة أشد بأساً وأشد تنكيلا.
إنَّ الدائرة تدور وإن الله يمهل للظالمين ولا يهملهم حتى إذا أخذهم لم يُفلتهم. وَكَذَٰلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ.