المجلس الانتقالي و معركة الوعي والاستقلال
![](https://i0.wp.com/smanews.org/wp-content/uploads/2025/02/IMG-20250206-WA0040.jpg?resize=650%2C360&ssl=1)
سمانيوز/تقرير/ منير النقيب
في ظل المتغيرات السياسية والاقتصادية المتسارعة التي تشهدها الساحة الجنوبية، يبقى المجلس الانتقالي الجنوبي ركيزة أساسية في معركة استعادة الدولة المستقلة، رغم المحاولات المستمرة لشق صفه وزعزعة ثقة الجماهير به. ومع ذلك، أثبت الشعب الجنوبي أنه صامد أمام تلك التحديات، مدفوعًا بوعي سياسي متنامٍ يجعله عصيًا على الاختراق. فمنذ تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي عام 2017، شكل هذا الكيان السياسي والعسكري مظلة لحراك الجنوبيين نحو تحقيق تطلعاتهم، وسط تحديات معقدة تستهدف وجوده وتأثيره على المستويين الإقليمي والدولي.
مخططات لزعزعة الصف الجنوبي
لم تكن محاولات استهداف المجلس الانتقالي الجنوبي وليدة اللحظة، بل امتدت على مدى السنوات الماضية بأساليب مختلفة، بدءًا من الضغوط السياسية والدبلوماسية، وصولًا إلى استخدام أدوات الحرب الاقتصادية والخدماتية لخلق حالة من الاستياء الشعبي. وتشير معطيات الواقع إلى أن الجهات المناوئة للانتقالي لم تكتفِ بذلك، بل سعت إلى بث الشائعات وإثارة الخلافات الداخلية، في محاولة منها لإضعاف وحدة الصف الجنوبي، ودفع المجتمع نحو حالة من التشرذم والتناقضات التي تصب في مصلحة خصوم المشروع الجنوبي.
ورغم كل تلك المحاولات، ظل الوعي الشعبي صمام أمان رئيسيًا في مواجهة هذه الحرب الناعمة، إذ أدرك الجنوبيون أن استهداف المجلس الانتقالي هو استهداف لمشروعهم الوطني بأكمله، الأمر الذي عزز من تمسكهم به كحامل سياسي لقضيتهم العادلة.
الأوضاع الاقتصادية سلاح الخصوم
لا يمكن فصل الأزمات الاقتصادية والمعيشية عن الحرب السياسية التي تُمارس ضد الجنوب، فالتدهور الاقتصادي وانهيار الخدمات العامة وارتفاع معدلات الفقر، كلها عوامل تم استخدامها كورقة ضغط لإضعاف ثقة الشارع بقيادته السياسية. وتشير الوقائع إلى أن تلك الأزمات لم تكن مجرد نتيجة طبيعية للأوضاع العامة في البلاد، بل جاءت ضمن سياق ممنهج يستهدف إثارة الغضب الشعبي ضد المجلس الانتقالي، وإظهار قيادته في موقف العاجز عن تقديم الحلول.
وفي ظل هذه الأوضاع، أصبح من الضروري على الجنوبيين الالتفاف حول قيادتهم السياسية والعسكرية، وتعزيز حضور المجلس الانتقالي في المشهد الإقليمي والدولي، من خلال تأكيد وحدة الصف الداخلي، وإرسال رسائل واضحة بأن أي محاولات لإضعاف المجلس لن تؤدي إلا إلى مزيد من التماسك الشعبي حوله.
مواجهة التحديات
على الرغم من التحديات المتزايدة، تمكن المجلس الانتقالي من تحقيق اختراقات مهمة على المستوى السياسي والعسكري، حيث نجح في تعزيز حضوره في المشهد الإقليمي، وكسب مزيد من الدعم لقضية الجنوب في المحافل الدولية. كما أنه استطاع الحفاظ على تماسك القوات المسلحة الجنوبية، والتي تعد اليوم أحد أبرز عوامل الاستقرار في المناطق الخاضعة لسيطرة المجلس، رغم المحاولات المستمرة لاستهدافها وإضعافها عبر مخططات داخلية وخارجية.
ومن الناحية السياسية، شكل المجلس الانتقالي قوة مؤثرة في معادلة التوازنات اليمنية، حيث فرض نفسه كطرف لا يمكن تجاوزه في أي تسوية سياسية قادمة. وفي هذا السياق، يبرز الدور المحوري الذي يلعبه الانتقالي في ترسيخ قضية الجنوب على طاولة المفاوضات الإقليمية، مؤكدًا أن أي حلول مستقبلية لا تأخذ في الاعتبار تطلعات الشعب الجنوبي لن تكون قابلة للاستمرار.
تعزيز الولاء الوطني
إن الولاء الوطني للقضية الجنوبية يعد خطًا أحمر لا يمكن تجاوزه، إذ يمثل ركيزة أساسية في مسيرة نضال الشعب نحو استعادة دولته المستقلة. فتمسك الجنوبيين بمشروعهم السياسي، وعدم السماح لأية محاولات لاختراق صفوفهم، يعزز من قوة موقفهم على الصعيدين المحلي والدولي.
وفي هذا السياق، يُنظر إلى المجلس الانتقالي الجنوبي على أنه الإطار السياسي الذي يجسد هذا الولاء، حيث يعمل بخطوات مدروسة نحو تحقيق الهدف المنشود، مستندًا إلى الإرادة الشعبية التي منحته الشرعية منذ تأسيسه. ومن هنا، يصبح تعزيز الدور القيادي للمجلس مسؤولية جماعية تقع على عاتق كل الجنوبيين، لضمان عدم نجاح أي مخططات تهدف إلى إضعافه أو التقليل من تأثيره.
سلاح الوعي الشعبي
وسط محاولات مستمرة لإضعاف المجلس الانتقالي الجنوبي وتشتيت الصف الجنوبي، يبقى الوعي الشعبي السلاح الأقوى في مواجهة تلك التحديات. فالتاريخ أثبت أن إرادة الشعوب لا تُكسر، وأن المشاريع الوطنية الحقيقية تظل صامدة أمام العواصف، مهما اشتدت التحديات. وفي ظل المرحلة الراهنة، يصبح الاصطفاف خلف المجلس الانتقالي وتعزيز حضوره في المشهد السياسي والعسكري، خطوة ضرورية لضمان استمرار مسار النضال الجنوبي حتى تحقيق الهدف المنشود باستعادة الدولة المستقلة.