هل تضعفه..؟ « الضربات الأمريكية ضد الحوثي » ماذا لو فشلت؟ وماهي خيارات وبدائل واشنطن لتحقيق هدفها؟

سمانيوز/ تقرير/محمود أنيس
في أواخر شهر ديسمبر، بالتحديد في تاريخ 22 من عام 2024، بدأت الإدارة الأمريكية بتنفيذ وتوجيه ضربات جوية على مليشيا الحوثي في صنعاء والحديدة، وغيرها من المدن اليمنية الخاضعة لسيطرتها، استهدفت خلالها مواقع عسكرية ومراكز اتصالات ومخازن أسلحة وميناء رأس عيسى، وغيرها من المواقع الهامة، حسب تصريحات وبيانات الإدارة الأمريكية.
ويأتي ذلك بعد قيام مليشيا الحوثي باستهداف الملاحة البحرية والسفن المارة بالبحر الأحمر وخليج عدن، مما تسبب في خسائر مالية كبرى لدول المنطقة والعالم.
ورغم مرور أشهر على بدء العملية العسكرية الجوية الأمريكية على الحوثيين، إلا أنهم لايزالون يستهدفون ويهددون الملاحه البحرية..
وعلى إثر ذلك، هناك تساؤل: ماذا لو فشلت الضربات الجوية الأمريكية على مليشيا الحوثي؟
إذا فشلت الضربات الأمريكية ضد الحوثي في اليمن، فإن ذلك يمكن أن يؤدي إلى تحوّلات مهمة في موازين القوى والسياسات المحلية والإقليمية والدولية.
وبناءً على ذلك نستعرض أبرز السيناريوهات:
تعزيز موقف الحوثيين:
في حال فشلت الضربات الجوية الأمريكية باليمن، فإن هذا سيجعل الحوثيين يعتبرون ذلك انتصارًا سياسيًا وعسكريًا، ما يعزز موقفهم بالداخل صوب المتعاطفين معهم، ويقوي موقفهم داخليًا وخارجيًا.
وعلى ذلك قد يستخدمون الفشل الأمريكي كدليل على قوتهم وقدرتهم على الصمود أمام أقوى جيش في العالم، مما قد يسبب إخلالاً بموازين القوى إقليمياً ودولياً ينعكس سلباً على قوة أمريكا التي تعتبر القوة التي لا تقهر..
تصعيد الهجمات الحوثية:
ومن جانب آخر، فإن فشل الضربات الأمريكية قد يشجع الحوثيين على تكثيف هجماتهم على السفن في البحر الأحمر، أو على دول الجوار مثل السعودية والإمارات.
كما أنهم من الممكن أن يوسعوا نطاق عملياتهم الإرهابية، لتشمل مصالح أمريكية مباشرة أو شركاء الولايات المتحدة في المنطقة.
إضعاف الردع الأمريكي:
وقد يؤدي فشل أمريكا في هجماتها على الحوثيين إلى إرسال رسائل تظهر ضعفها لحلفائها وأعدائها، خاصة إيران والجماعات المتحالفة معها في العراق ولبنان وسوريا.
وقد يفسر الفشل أيضاً بتراجع النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط، وهذا الذي لن تقبل به الإدارة الأمريكية مهما كان..
زيادة النفوذ الإيراني:
كما أن فشل الضربات الجوية الأمريكية قد يجعل إيران تستفيد منه، سواء من حيث النفوذ في اليمن أو عبر تقوية “محور المقاومة”، مما قد يعزز موقعها وموقفها في المفاوضات النووية أو الإقليمية.
تعقيد المسار السياسي في اليمن:
كما قد يعقد فشل العملية العسكرية الأمريكية ضد الحوثي أي محاولات للتسوية السياسية، لأن الحوثيين سيصبحون أقل استعدادًا لتقديم تنازلات.
ردود فعل داخل الولايات المتحدة:
قد يواجه صانعو القرار الأمريكيون انتقادات داخلية لفشلهم في تحقيق أهدافهم، وقد يؤثر ذلك على السياسة الخارجية القادمة.
وبهذا الشأن، نشرت إحدى الصحف الأمريكية قبل أيام، بأن الضربات الأمريكية فشلت في وقف استهداف الحوثي للملاحة البحرية وتأمين خطوط الملاحة..
خيارات أمريكا المفتوحة:
في حال فعلاً فشلت الضربات الأمريكية ضد الحوثي في تحقيق هدفها الأساسي بإضعافه وإيقافه عن تهديد الملاحة الدولية، فقد تلجأ الولايات المتحدة الأمريكية إلى عدة خيارات لتحقيق الهدف، تختلف بين التصعيد العسكري، والضغط السياسي، والتفاوض غير المباشر.
تصعيد عسكري مباشر أكثر دقة وقوة:
يأتي التصعيد العسكري المباشر من خلال زيادة الغارات الجوية ضد أهداف حوثية أكثر إستراتيجية، مثل استهداف قيادات وأنظمة صواريخ ومخازن أسلحة، من جانب.
ومن جانب آخر، نشر قوات بحرية إضافية، أو استخدام صواريخ كروز لضربات دقيقة وعنيفة.
وأيضاً استهداف الدعم الإيراني للحوثيين بشكل غير مباشر في البحر، أو عبر شبكات تهريب السلاح والمال والخبراء.
وحسب خبراء عسكريين محليين ودوليين، فإن هناك خياراً اعتبروه مخاطرة حقيقية، وهو التدخل البري.. محذرين من جر المنطقة إلى صراع مفتوح ليس في صالح أمريكا ودول المنطقة.
الحرب السيبرانية:
توقع عسكريون بأن أمريكا قد تشن هجمات إلكترونية، بهدف تعطيل أنظمة الاتصالات أو الطائرات المسيّرة الحوثية.
وبناء على توقع العسكريين، فإن ذلك يعد أقل كلفة، سياسياً وعسكرياً، لكنه يحتاج لوقت وجهد استخباراتي كبير، مما قد يبقى تهديد الحوثي للملاحة البحرية مستمراً حتى تنفيذ هذه الخطوة.
دعم القوات المحلية المناهضة للحوثي:
ومن الخيارات المحتملة أيضاً التي قد تلجأ إليها أمريكا إعادة تنشيط التعاون مع القوى المناهضة للحوثي أكثر جدية، ممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي، أو قوات طارق صالح في الساحل الغربي وقوات العمالقة، وذلك من خلال تقديم دعم استخباراتي ولوجستي لتحسين قدراتهم على الأرض.
الضغط الدبلوماسي والاقتصادي:
كما قد تلجأ الولايات المتحدة الأمريكية للضغط الدبلوماسي والاقتصادي على الحوثي، ويأتي ذلك من خلال فرض عقوبات أشد قسوة على أفراد وقيادات حوثية، أو شبكات مرتبطة بالحوثيين، أو على إيران الداعم الرئيسي لهم.
ومن جانب آخر، قد يتم التحرك دوليًا لعزل الحوثيين سياسيًا، وحرمانهم من أي اعتراف أو دعم خارجي، وتقويض عملهم الدبلوماسي.
فتح قنوات تفاوض غير مباشرة:
وفي حال لم تنجح كل خيارات أمريكا في كبح جماح الحوثي، فقد تلجأ لخيار التفاوض معه كآخر الحلول لديها، وذلك عبر سلطنة عمان أو طرف ثالث آخر..
يمكن لواشنطن أن تسعى إلى تهدئة طويلة الأمد أو “صفقة محدودة” تضمن تأمين الملاحة البحرية وحفظ ماء الوجه للإدارة الأمريكية، مقابل تخفيف الضغوط على الحوثيين.
الانسحاب الجزئي أو إعادة تقييم الدور’
كذلك قد تلجأ الولايات المتحدة الأمريكية في حال تعقّدت الأمور أكثر، إلى تقليص تدخلها والتركيز على حماية الملاحة فقط، دون تدخل بري أو عسكري مباشر داخل اليمن.
لكن بالمقابل، يرى مراقبون أن أمريكا لا يمكن أن تسمح بفشل معركتها مع الحوثي مهما كلف الأمر.. مشيرين إلى أنها قد تلجأ لاستخدام أساليب أقوى ضده في حال لم تحقق ضرياتها الهدف المرسوم، وأنها قد تستغل ما يحدث من مفاوضات أمريكية إيرانية للضغط على الحوثيين.
ختاماً..
يبقى السؤال دون إجابة حتى هذا الوقت، في ظل توقعات عدة بين الفشل والنجاح.