تقارير

عدن تختنق.. واقع معيشي قاسٍ وحلول غائبة

سمانيوز/تقرير / سها البغدادي

في مدينة كانت تُلقّب يومًا بـ”عروس البحر العربي”، تعيش عدن اليوم واحدة من أقسى مراحلها المعيشية والإنسانية. فلا كهرباء تُنير البيوت، ولا رواتب تحفظ كرامة الموظفين والعسكريين، ولا أسعار رحيمة تُراعي الفقير والمحتاج. ومع ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات خانقة وانهيار العملة المحلية، أصبح سكان عدن محاصرين بين أزمات مركبة تتطلب تحركًا سريعًا وحلولًا جذرية قبل أن تصل الأمور إلى نقطة اللاعودة.

واقع الأزمات في عدن:

1. الكهرباء المقطوعة في ذروة الحر:

انقطاعات متواصلة للتيار الكهربائي تصل لأكثر من 10 ساعات يوميًا، وسط موجة حر خانقة تُهدد الأرواح، وتُعطّل الحياة اليومية بشكل شبه تام، في ظل تهالك البنية التحتية واعتماد شبه كلي على محطات مؤقتة تفتقر للوقود.

2. رواتب متوقفة ومعاناة مستمرة:

آلاف من موظفي الدولة والعسكريين لم يتقاضوا رواتبهم منذ شهور، ما أدى إلى حالة من الفقر المدقع، والعجز عن دفع الإيجارات، وتأمين الغذاء والدواء، في ظل تجاهل واضح من الجهات المسؤولة.

3. غلاء الأسعار وانهيار العملة:

تفاقمت الأزمة المعيشية نتيجة ارتفاع جنوني في أسعار المواد الغذائية والخدمات الأساسية، وانهيار غير مسبوق للريال اليمني، مع غياب كامل للرقابة، واحتكار السوق من قبل بعض التجار.

الحلول المقترحة للخروج من الأزمة:

في ملف الكهرباء:

-إنشاء محطة مركزية دائمة بدعم دولي.
-الاتجاه للطاقة الشمسية كمصدر بديل.
-تحسين الإدارة وتوزيع الطاقة بشفافية.

في ملف الرواتب:

-توحيد الموارد عبر جهة مصرفية مركزية.
-صرف الرواتب بآلية إلكترونية تمنع الفساد.
-دعم مؤقت من جهات مانحة مقابل خطة إصلاح واضحة.

في ملف الأسعار والمعيشة:

-تشديد الرقابة على الأسواق والتجار.
-فتح منافذ بيع مدعومة حكوميًا.
-تثبيت سعر الصرف وضبط السوق السوداء.

الخلاصة:
عدن اليوم ليست بحاجة فقط إلى دعم مالي أو تقني، بل إلى قرار سياسي جريء يعيد ترتيب الأولويات، ويضع المواطن في صدارة الاهتمام. فالصمت عن معاناة سكانها لم يعد مقبولًا، والوقت ينفد، والنداء الأخير ما زال ممكنًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى