مقالات

التصالح والتسامح.

بقلم : نعمة علي أحمد السيلي

ستة عشر عاما مرت منذ أن أعلن المجتمعون في مقر جمعية ردفان في عدن اعتبار يوم الثالث عشر من يناير يوما للتصالح والتسامح كان الأمل أن تلك الدعوة تؤدي إلى لم الشمل لأبناء الجنوب وتجاوز اسباب الفرقة والاختلاف غير أنه وبعد عقد ونيف فلا زلنا نعيش حالة التشتت والانقسام والتشكيك والتخوين ورمي التهم
قد يرى البعض إنني أبالغ ولكن هذه الحقيقة فألى متى سنظل لا نعترف بأخطائنا ونبحث عن حلول جدرية تمكنا من التعايش مع بعضنا طالما أن قضيتنا عادلة وهدفنا واحد ومصالحنا مشتركة
فالمفروض أن نجسد التصالح والتسامح في ممارساتنا وسلوكياتنا اليومية حتى نؤسس لمجتمع متمساك قادر على البناء قادر على العطاء على التحدي لأقامة دولة لا تؤمن بالهيمنة والأستحواد والسيطرة والتفرد بالسلطة وإلغاء ثقافة الولاء وأستبدالها بثقافة الكفاءات والقدرات
مع أيماني بحق الجميع في التعبير عن أرائهم وأفكارهم ومواقفهم عن أخطاء الماضي إلا أن هذا لن يجدي شيئا بل سيوسع فجوة الخلاف بل يكفينا ان تأخد منها دروسا وعبر ووقفة أعتبار تعطينا الحق لأحداث التغيير الذي ننشده فكلنا نتحدث عن ضرورة أحداث التغيير ولكن لا أحد يفكر انه لن يحدث أي تغييرا أذا ظلت ترسبات الماضي هي المسيطرة على أفكارنا
فالواقع الذي نعيشه والأزمات التي نمر بها تفرض علينا ضرورة الأبتعاد عن التخوين ورمي التهم وضرورة تغيير ذواتنا لأنه لن يحدث تغيير إلا بتغيير طريقة تفكيرنا حتى تصبح أفكارنا تصب في أهمية الحفاظ على ما تحقق من أنتصار في محافظة شبوة وأستعادة المديريات الثلاث عسيلان وبيحان وعين كان ثمنه باهضا من خيرة شبابنا الذين هم ثروتنا الوطنية ويكفي ما خسرناه بعد تحرير عدن في 27 مايو 2015م التي كانت الظروف مواتية لنقيم فيها دولتنا المدنية الحديثة
فالمرحلة التي نعيشها تفرض علينا التوافق والتلاحم الوطني ووحدة الصف وأن يؤمن الجميع بأن الجنوب ملك الجميع ومسؤولية الجميع وفوق الجميع هذا أذا أردنا أن نجسد التصالح والتسامح في مسيرة نضالنا فهو ليس شعارا تردده أو نعلقه في المناسبات بل علينا ان ندرك جيدا بأن التصالح والتسامح قيمة أنسانية نبيلة وتطهير للنفس من أدرانها. .
والفرقة والتباعد واﻻثرة والولاءات الضيقةلا تؤسس لبناء وطن
فالتضحيات الجسيمة والغالية تحتم على الجميع الحفاظ عليها لأن تحقيق المكسب شيء والحفاظ عليه شيئ آخر
فلا يمكن تغليب الخصومة على علاقاتنا الأنسانية والأجتماعية وأنما علينا أن نقتنع بأن آراء الأنسان وأفكاره وقناعاته تتطور وبالتالي قد تختلف عن غيره
ولهذا يجب أن لا يؤثر الأختلاف في وجهات النظر والأراء على علاقتنا ببعض لأن هناك أختلاف جذري بين السياسة والخصومة يقال السياسة فن الممكن فبدلا ما يكون تقاربنا مع الأخرين فالاقربون أولى بالمعروف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى